لابد أنكم تريدون معرفة من هي ريم ..
بالنسبة لوجدان الشعب الفلسطيني هناك اثنتين ..
الأولى ..الشهيدة بإذن الله ، ريم الرياشي ..منفذة العملية الاستشهادية في معبر بيت حانون
الثانية .. الشهيدة بإذن الله ، ريم معمر .. اُستشهدت في خان يونس أثناء عملية اغتيال الشهيد ياسر الغلبان

ريم الرياشي كان لها طفلين وقد مضت لتنفيذ العملية بعد أسابيع قليلة من فطام ابنها الصغير ..
أما ريم معمر فقد قُتل معها جنينيها أثناء إطلاق النار عليها ..

الملفت للنظر ! .. أن لحركة فتح علاقة باستشهاد كل منهما !! ..
بالنسبة لريم الرياشي .. فهي نفذت عملية استشهادية مشتركة ساهمت فيها حركة حماس مع حركة فتح ..
أما ريم معمر .. فقد قتلتها حركة فتح عن سبق إصرار وترصد لأنها من حركة حماس !!

أمر غريب حقاً !! ..
كيف تشارك حركة فتح حركة حماس تنفيذ عملية استشهادية تنفذها ريم ابنة حماس .. ثم تأتي حركة فتح بعد ذلك وتقتل ريم أخرى لأنها ابنة حركة حماس ؟! ..
نحن أمام معضلة تحتاج لتفسير ..
أليس كذلك ؟ ..

ما رأيكم لو عرفتكم على ريم أخرى تضع لنا النقاط على الحروف ..
ريم التي عندها الخبر اليقين !

عندما استطاعت المخابرات الصهيونية ضبط شحنة السلاح على السفينة سنتوريني في البحر المتوسط ، و التي أرسلتها منظمة حزب الله للفلسطينيين بمعرفة الراحل عرفات .. قرر الأخير إعادة الكرة مرة أخرى ، فكلف فؤاد الشوبكي الذي أعطى أوامره لعماد عكاوي لإيجاد طريقة ثانية تمكنهم من إدخال شحنة أسلحة غير التي تم ضبطها على السفينة سنتوريني ..

استطاع عماد عكاوي إيجاد سفينة أخرى في لبنان اسمها (ريم اكس ) ، وهي السفينة الشهيرة التي تحول اسمها فيما بعد إلى (كارين إيه ) بعد طلائها وتحويلها إلى سفينة تجارية بغرض التمويه ..
أبحرت السفينة (ريم اكس) أو (كارين إيه ) من لبنان إلى اليمن .. وهناك قام عماد عكاوي بتحميل السفينة بالمواد التموينية ولعب الأطفال وأغراض تجارية أخرى واتجه بها إلى الخليج العربي نحو دبي .. ثم منها إلى جزيرة إيرانية ، حيث تم تحميل السفينة هناك بشحنة أسلحة مكونة من صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ ساجر وقذائف هاون عيار 120 ملم مداها 6.5 كيلومتر وصواريخ كاتيوشا ذات مدى 20 كيلومترا وألغام خاصة ضد الدبابات وعدد كبير من البنادق الخفيفة والثقيلة ..

ثم عادت السفينة مرة أخرى إلى اليمن وأفرغت حمولتها التجارية واتجهت على الفور نحو البحر الأحمر .. ولكن قبل وصولها إلى قناة السويس ، كانت المخابرات الصهيونية بانتظارها في عرض البحر ، حيث تم اعتراضها هي الأخرى وضبطها بما عليها من أسلحة ، تبين من كميتها ونوعيتها ، أن عرفات كان يضمر شرا كبيرا للكيان الصهيوني من وراء تهريبه لهذه النوعية من الأسلحة ، والتي كان من المستحيل كشفها لولا مساعدة العقيد محمد دحلان لقربه آن ذاك من رئيس السلطة ياسر عرفات ..

هنا فقد الكيان الصهيوني الثقة بياسر عرفات نهائياً ، ومن تلك اللحظة فُرض الحصار على ياسر عرفات بموافقة أمريكا التي تغيرت من ناحية عرفات كلياً واتخذته عدوا .. لكنها في الوقت نفسه قدرت إخلاص دحلان الذي خان قائده وأنقذ الكيان الصهيوني من كارثة كان يمكن أن تسببها هذه الأسلحة لو وصلت بالفعل إلى سواحل غزة .. ثم كثفت من دعمها لدحلان حتى أصبح له شاناً دولياً أكبر من شأن عرفات المحاصر !

طبعاً كلكم تعرفون ما الذي فعله دحلان بحركة فتح مستغلاً حصار عرفات .. وكيف انتهى الصراع بدس السم لعرفات .. وكيف ورث دحلان رمزية عرفات بعد موته فاصبح القائد الرمز عند الكثير من أبناء فتح .. كل هذا ما كان له أن يتم لولا ضبط شحنة السلاح على السفينة ريم أو كارين ! ..

ربما تظنون أنني خرجت عن الموضوع ! ..
قد يتلاشى هذا الظن حين تعرفون أن فتح عرفات التي اختلفت سياسياً مع حماس واتفقت معها عسكريا ضد الكيان الصهيوني ، هي غير فتح دحلان التي اتفقت سياسياً وعسكرياً مع ذات الكيان ضد وجود حركة حماس ..!

فتح عرفات تحالفت مع ابنة حماس ريم الرياشي لتفجير مقر المخابرات الصهيونية في معبر بيت حانون .. بينما فتح دحلان تلقت الأوامر من المخابرات الصهيونية بقتل الشهيدة ريم معمر لأنها ابنة حركة حماس ..

اليوم يتم تهريب السلاح لفتح دحلان بمساعدة وموافقة الصهاينة ، لأنه موجه ضد حركة حماس ! .. بينما فتح عرفات ، مُنع عنها السلاح لأنه كان مهرباً لمقاومة الاحتلال مع حركة حماس ! .. ذلك السلاح الذي أدخل عرفات في حصار لم يسمح له بالخروج منه إلا بعد التأكد من أن السم الدحلاني تمكن من جسمه تماماً ، كما تمكن من جسم حركة فتح !..
إنه سلاح السفينة (كارين إيه) التي كان اسمها ريم اكس .. وهو يختلف كلياً عن السلاح الذي يدخل اليوم بمباركة الصهاينة ودعم الأمريكان !..
ألم أقل لكم : وعند ريم الخبر اليقين !..

من إبداعات الرائع : وميض قلم