{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كل العناصر التي ستؤدّي إلى كارثة استراتيجية أمريكيّة
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
كل العناصر التي ستؤدّي إلى كارثة استراتيجية أمريكيّة
مقال آخر مهم جداً صدر هذا الشهر عن دورية اللوموند ديبلوماتيك الفرنسية (النشرة العربية)، أحببت أن أشارككم به.
محبتي
طارق
(f)


كل العناصر التي ستؤدّي إلى كارثة استراتيجية أمريكيّة
هشام بن عبد الله العلوي

من حوض المتوسّط إلى شبه القارّة الهنديّة

دون أن يأبه بأمر، يقوم الرئيس جورج والكر بوش بتوسيع التدخّل العسكري في العراق ويتحضّر لضرب إيران. لا شيء يجعله يغيّر في توجّهاته، لا الانتكاسات التي تلحق بجيشه، ولا الاستنكار الذي لاقاه من ناخبيه الأمريكيين، ولا معارضة معظم العواصم الأجنبية. ويحاول البيت الأبيض، تحت راية مواجهة الخطر الشيعي، أن يجمع حوله قادةً عرب مرائين، لكنّ هؤلاء يشكّكون ضمناً في فعالية الإدارة الأمريكية وتوجهاتها.


بعد الثورة الإيرانية، في العام 1979، راودت بعض المسؤولين السياسيّين الأميركيّين فكرة أنّ القوى الإسلامية يمكن أن تُستخدَم ضدّ الاتّحاد السوفيتي. وبحسب هذه النظريّة التي وضعها السيّد زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر، كان هناك "هلال أزمة" يمتدّ من المغرب إلى الباكستان، وكان بالإمكان تجنيد "هلال الإسلام" في هذه المنطقة لاحتواء النفوذ السوفيتي [1]. وبعد، ألم تسهم هذه القوى الإسلامية المُحافِظة، في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، في تهميش وإفشال بعض الأحزاب اليسارية والقومية العلمانية في المنطقة، بدءاً من إيران في العام 1953. ألم يكن بإمكان الأصولية الإيرانية أن تكون عنصر تحريكٍ لحركة تمرّدٍ إسلامية في "الخاصرة الرخوة" للاتحاد السوفيتي؟

لاحقاً، تأرجحت الولايات المتحدة بين سياسات متعدّدة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. ولم يكن لها سوى هدف مزدوج هو النصر في الحرب الباردة ودعم إسرائيل، إلاّ أنّ الوسائل المعتمدة والدول المدعومة كانت تتنوّع، وأحياناً على نحوٍ متناقض. فقد ساندت الولايات المتحدة رسميّاً العراق في حربه ضدّ إيران (1980-1988)، وفي الوقت ذاته وافقت على تسليم إسرائيل أسلحةً لإيران. وفي تلك الحقبة، كان المحافظون المقرّبون من تلّ أبيب هم الذين عملوا بدأبٍ للتحوّل في اتجّاه إيران، ذلك لأنّ إسرائيل كانت ما تزال تعتبر القوميّة العربية العلمانية عدوّها الرئيسيّ، وكانت تدعم الأخوان المسلمين في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة لكي يقفوا في وجه منظمة التحرير الفلسطينية. وقد تُوّجت هذه الإستراتيجية بالتحالف بين واشنطن والسعودية والباكستان، وهو ما أفضى، في ثمانينيات القرن الماضي، إلى إنشاء جيشٍ دوليٍّ "للجهاد" لمقاتلة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان [2].

وفي العام 1990، وفيما كان الاتّحاد السوفيتي في طور الزوال، كانت الولايات المتحدة تبني تحالفاً دولياً لإخراج الجيش العراقي من الكويت. وقد تجاوبت بعض الدول العربية، من سوريا إلى المغرب، إيجابياً مع الدعوة القائمة على القانون الدولي وعلى قرارات الأمم المتّحدة، وذلك بعدما حصلت على تعهّدٍ بأنّ المسألة لا تتعلّق بإنقاذ إمارة نفطيّة حليفة فحسب، بل بإقامة نظامٍ عالميٍّ جديد مُرتكزٍ على العدالة الدولية. وكان من المفترض، بمجرّد إعادة السيادة إلى الكويت، أن تُطبَّق كلّ قرارات الأمم المتحدة، ومن ضمنها تلك التي تطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

بيادق واشنطن العرب

وبالرغم من الضغوط، قرّرت الإدارة الأميركية عدم الإطاحة بنظام الرئيس صدّام حسين. "للإطاحة بصدّام ... كان علينا إنزال المزيد من القوّات العسكريّة. وبعد التخلّص من صدّام حسين وحكومته، كان علينا إقامة حكومةٍ جديدة. لكن أيّ نوعٍ من الحكومات؟ أهي حكومة سنّية أم حكومة شيعيّة، أم حكومة كرديّة أم نظام بعثيّ؟ أم كان علينا أن نُشرِك بعض الأصوليّين الإسلاميّين؟ ولكم من الوقت كان علينا البقاء في بغداد لتثبيت هذه الحكومة؟ وماذا سيحدث بعد انسحاب القوات الأميركية؟ وما حجم الخسارة التي يمكن أن تتحمّلها الولايات المتّحدة لفرض الاستقرار؟ برأيي... إننا كنّا لنرتكب خطأً لو غرقنا في الوحل العراقيّ. والسؤال الذي تبادر إلى ذهني هو: كم من الضحايا الإضافيّة يستحقّ صدّام حسين؟ والجواب هو القليل بالتأكيد" [3]. هذا الرأي المُتّزِن صدر آنذاك عن وزير الدفاع الأميركي، السيّد ديك تشيني، النائب الحالي لرئيس الولايات المتحدة...

وقد اطمأنّ أولئك الذين طالبوا بحماسة بـ"تغيير النظام" في بغداد إلى العقوبات التي فُرِضَت على العراق لأكثر من عشر سنوات. وهم انتظموا في مجموعة ضغطٍ، أنتجت "مشروع القرن الأميركي الجديد Project for the New American Century"، ووفّروا، بصورةٍ منهجيّة، دعماً سياسياً لهجومٍ مستقبليٍّ على العراق، بمجرّد أن تتهيّأ الظروف. وفي هذه الأثناء، ارتاح الإسرائيليون لرؤية التخلّي التدريجيّ عن المحاولة المحدودة التي قام بها وزير الخارجية جايمس بايكر، بدءاً بمؤتمر مدريد في تشرين الأول/أكتوبر عام 1991، لتطبيق السياسة الأميركية الرسميّة في فلسطين. وهكذا لم يكن "المَسار السلميّ" بعد العام 1996، سوى غطاء لمضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية.

وأبعدْ قليلاً إلى شرق هلال الأزمة، فتحت نهاية الحرب في أفغانستان المواجهة بين زعماء الميليشيات في تحالف الشمال، وحركة طالبان. ومع انتهاء الحرب الباردة، اتّكلت الولايات المتّحدة كلّياً على الباكستان التي تحوّلت هي نفسها إلى نظامٍ عسكريٍّ إسلاميّ، كانت أفغانستان الإسلاميّة توفّر له عمقاً استراتيجياً في مواجهة الهند. وجاء انتصار حركة طالبان، الذي ساندته أجهزة مخابرات الجيش الباكستاني مساندةً واسعة، ليسمح لـ"إسلام آباد" بتعزيز علاقاتها بالنظام الجديد.

وهكذا فإن الولايات المتّحدة، وعلى مدى هذه العقود، لم تأخذ أبداً في الحسبان تطلّعات الشعوب العربية والإسلامية. فقد اتُّبِعت سياسات وحُرِّكت جيوش ونشأت تحالفات وسقطت أخرى وخيضت حروب على أراضي وأجساد العرب والمسلمين، لكنْ لأسبابٍ ارتبطت دائماً بمصالحٍ أخرى. وهذا ما يتّضح تماماً من التنافر والتحوّلات في السياسات تجاه العراق وإيران والأصوليّين الشيعة والسنّة، وتجاه إيديولوجيّة الجهاد والديكتاتوريّات والديمقراطيات والملَكيّات المطلقة، وكذلك ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية والمستوطنات الإسرائيلية و"مسيرة السلام" الخ. فالولايات المتّحدة كانت تتحرّك من أجل أهدافها الخاصّة، سواء أكان ذلك لضمان تزوّدها بالنفط أم لكسب الحرب الباردة أم لتأكيد هيمنتها أم لدعم إسرائيل. وبمجرد أن يتعرّض أحد هذه الأهداف للخطر كانت "تنسى" جميع مصالح واهتمامات العرب والمسلمين التي كانت هي قد أيّدتها بغية كسب دعمهم.

وما من شيء أكثر إهانةً للعالم العربي والإسلامي من الردّ الشهير على لسان السيّد بريجنسكي، قبل ثلاث سنوات من اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر عام 2001، عندما سُئِلَ إذا ما كان يشعر بأي أسفٍ لأنه سمح، بسبب المساعدة الأميركية، في تكوّن حركةٍ جهاديّة استدرجت الاجتياح السوفيتي لأفغانستان: "علامَ الأسف؟... ما هو الأهمّ لتاريخ العالم؟ حركة طالبان أم سقوط الإمبراطورية السوفيتية؟ بعض الموتورين الإسلاميّين أم تحرير أوروبا الوسطى ووضع حدٍّ للحرب الباردة؟ [4]".

على هذه الأرضيّة، قامت الأحداث التي "غيّرت العالم" في السنوات الخمس الأخيرة، من اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر إلى اجتياح العراق واحتلاله. ففي العام 2003، كان "الانتصار" الأميركي الوحيد الممكن هو تحوّلٍ سريعٍ للعراق نحو دولةٍ مستقلّة وموحّدة، ديمقراطية لا تيوقراطية، وخصوصاً غير محتلّة. وكان هذا رهاناً خطيراً جداً مُنيَ بالخسارة. وبحسب جنرالٍ أميركيّ متقاعد، إنها "الكارثة الإستراتيجية الأكبر في تاريخ الولايات المتّحدة [5]". وهي هزيمةٌ لن تُصحّح.

والرابحة بالطبع هي إيران. فالاستراتيجية الأميركية، التي فكّكت الجيش والبُنى البعثية في الدولة العراقيّة، قد سمحت بإلغاء العدوّ التقليدي لطهران، في حين إنّ الثقة الأميركية في رجال الدين الشيعة قد ساعدت حلفاء إيران داخل العراق. وبذلك تكون واشنطن قد عزّزت الدولة التي كانت تدّعي محاربتها.

والانعكاسات على ذلك هائلة، سواء على الولايات المتحدة أم على العالم العربي الإسلامي بكامله. فالحركة القوميّة العربيّة العلمانية واليسارية، التي حدّدت الإطار الأيديولوجي لمقاومة السيطرة الغربيّة، اضطرّت إلى إخلاء الساحة أمام تيّاراتٍ إسلامية تحصر هذه المقاومة ضمن إيديولوجيات محافِظة إلى أبعد حدّ. وباتت النزاعات السياسيّة، حول الاستقلال الوطني ومسارات التنمية، تختلط بالمواجهات الدينية والحضارية والجماعاتية. وكان تغيير المعادلة هذا قد لقيَ، فيما مضى، تشجيعاً من الغرب. وباتت الهزيمة الأميركية في العراق، اليوم، توفّر لطهران فرصاً جديدة لكي ترفع مجدّداً مشعل القومية العربية تحت راية الإسلام.

فالجمهورية الإسلامية تبدو اليوم وكأنها بطل الجبهة الجديدة للنضال، جامعةً الحركات القومية العربية وموجة المقاومة الإسلامية المتصاعدة. وهي بسبب ذلك تُمسِكُ بأوراق قوّةٍ أساسية، إذ يمكنها أن تسهّل أو تعقّد وضع القوات الأميركية، وأن تساهم في إفشال الإسرائيليين في لبنان بفضل حلفائها من "حزب الله"، وأن تمدّ يد المساعدة إلى الفلسطينيّين عبر دعمها لحركة حماس. ويمتدّ تأثيرها إلى تلك المناطق البتروليّة في الخليج والسعوديّة التي تقطنها أغلبية شيعية. وأكثر من ذلك، فإيران أصبحت اليوم في وضعٍ يسمح لها بسدّ الفراغ الإقليمي الهائل الذي تركه تدمير الدولة العراقية، وبالتأثير بقوّة في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وحتى في تغيير طبيعة العلاقات الراسخة بين الشيعة والسنّة.

وليس من شأن تهديدات الولايات المتّحدة وإسرائيل، العسكريّة منها بنوع خاصّ، إلاّ أن تعزّز الأهمّية الإستراتيجية لإيران، وتُبرِز موقعها الطليعيّ في المقاومة، في العالميْن العربي والإسلامي. أضفْ إلى ذلك أنّ واشنطن وتلّ أبيب تتخبّطان في حالةٍ من التناقض، فهما مقتنعتان بضرورة التدخّل العسكريّ، محصوراً بأيّة حال بالقصف الجوّي وبعض عمليّات القوّات الخاصّة. لكن هجوماً من هذا النوع لن يدمّر النظام، بل سيؤدّي إلى عكس ذلك. إذن، ألهذا السبب ينوي الرئيس الأميركي ونائبه استخدام السلاح النوويّ [6]؟ لكن بالطبع لا يمكن التكهّن بنتائج مغامرة من هذا النوع على المستوييْن الإقليمي والدولي. يبقى أنّه على الولايات المتّحدة أن تستعيد مصداقيّتها وقدرتها على إثارة الخوف، وهو أساس قيام كلّ إمبراطورية.

وهناك إستراتيجية أخرى تجري مناقشتها في واشنطن، وهي تقوم على استثمار الانقسام الطائفي، بمساعدة السعودية. وفي هذا الإطار، ثمة نزعتان متناقضتان سائدتان. الأولى تكمن في التقارب السنّي الشيعي، وخصوصاً بعد حرب لبنان في صيف العام 2006 والتي كشفت التلاحم البديهيّ بين طهران وحزب الله، وحوّلت السيّد حسن نصر الله بطلاً في العالم العربي، وكذلك حركة "حماس" (ولو بدرجةٍ أدنى). وفي واقعةٍ لا سابق لها، بات بعض رجال الدين السنّة المحترمين يؤكّدون أنّ الاختلافات مع الشيعة تتعلّق ببعض المظاهر القليلة الأهمّية في الدين، باعتبارها من "الفروع" وليست من "الأصول". أما النزعة الثانية فتتمثّل في التوتّرات التي أحياها الاحتلال بين الأُسرتيْن الإسلاميّتين، وخصوصاً في العراق. أضفْ إلى ذلك أنّ وجود الشيعة قد تركّز، منذ قرون، في مناطقٍ إستراتيجية، وقد لقوا فيها معاملة مُزرية من السلطات السنّية، ومن هنا نشأت الأرضيّة الخصبة لمشاعرهم وغضبهم. وفي المقابل، فإنّ تجاوزات الميليشيات الشيعيّة وإعدام صدّام حسين المُخزي قد زرعا الكراهيّة في نفوس السنّة.

ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيّين أنّ الرياض قد تتحوّل إلى مموِّلَة لحركة سنّية مقاومة للشيعة الضالّين. وفي الواقع، فإنّ النظام السعودي يعادي بشدّة احتمالات تطوّر تأثير العقيدة الشيعية والجمهورية الإسلامية في المنطقة. وقد تعهّد هذا النظام بحماية سنّة العراق إذا اقتضى الأمر. فهل بإمكان السعودية وإمارات الخليج ومصر والأردن والأكراد، وسنّة العراق ولبنان، ومنظمة فتح، مواجهة نفوذ إيران الشيعية وسوريا العلويّة وحلفائهما، حزب الله وحركة حماس الفلسطينية؟ يجب إذن على "المُعتدلين" العرب، لكي يُبرهنوا عن مصداقيّة، أن يعملوا على توفير حلٍّ عادلٍ وسريعٍ للمسألة الفلسطينية. لكن إذا اندفعت الولايات المتّحدة وإسرائيل في هذه المغامرة فذلك لكي تتملّصا من أيّ تسويةٍ جدّية.

"مضاعفة الرهان"

وقد تقود استراتيجية التوتّر الطائفي هذه إلى حربٍ أهليّة بين المسلمين، وسيتم اعتبار الذين يشاركون فيها عملاءً يمزّقون المنطقة لمصلحة إسرائيل والولايات المتّحدة. وأيّ هذه القوى الإسلامية، السنيّة والمُناهضة للشيعة، سوف تحظى بالدعم؟ قد يكتشف الرأي العام الغربيّ وحتى الأميركي، وبشيءٍ من الذعر، أنّ حكوماته تتسبّب مجدّداً بتكوّن "جيوش الجهاد الوهّابية"، أي تنظيم "القاعدة"، بتسميةٍ أخرى. ولن يقود سيناريو من هذا النوع إلى "الانتصار" بل إلى سلسلةٍ جديدةٍ من الأزمات.

هذه الاستراتيجية يصفها المحافظون الجدد بالـ"الفوضى البنّاءة" (أو التدمير البنّاء)، لكن أيّ مراقبٍ نبيهٍ يمكنه أن يصفها، بصورة أكثر مُلاءمةً، بـ "إبادة الدول" “ staticide ” [7]. وهذا هو التوجّه الذي انتهت الولايات المتّحدة إلى تقبّله في كلٍّ من لبنان وفلسطين. فإذا ما نظرنا في النتائج وليس في النوايا، يمكن أن نفهم لماذا يستنتج العرب والمسلمون إنّ سياسة واشنطن في الشرق الأوسط ليست لإنقاذ "دولٍ منهارة" failed states بل لإنتاج مثل هذه الدول.

لقد انتهى العدوان على لبنان، الذي تسبّب بالكثير من الدمار، بهزيمة. فإسرائيل ازدادت عزلةً في المنطقة والعالم، وعسكريّاً لم يفقد حزب الله قدرته على التواصل مع مقاتليه وعلى بثّ رسائله إلى الشعب عبر الراديو والتلفزيون، وعلى إلحاق الخسائر بالمهاجمين أو على قصف إسرائيل بالصواريخ [8]. ولم يحقّق الإسرائيليون أيّاً من أهدافهم المُعلَنة، لا نزع سلاح حزب الله ولا استرجاع جنديَيْهم الأسيريْن.

والسؤال الذي تطرحه إسرائيل فيما يخصّ لبنان، مثل ذلك للولايات المتّحدة فيما يخص العراق، وهو معرفة ما إذا كان بإمكانهما تقبّل هذه الصفعات، أو ما إذا كانتا تفكّران بـ"مضاعفة الرهان". فهل أنّ هذه الهزائم هي تباشير حروبٍ من جيلٍ جديد؟ أم أنّها مؤقّتة وحسب؟ الأمر الوحيد الأكيد هو أنّ نموذج "صفر قتيل"، الذي رُوّج له في حرب الخليج (1990- 1991) أو في البلقان، عبر أعمال القصف المكثّف واستخدام أسلحة ذات تقنيّة رفيعة، قد ولّى عهده؛ وبات الرهان الآن على السيطرة لأمدٍ بعيد، وإخضاع الشعوب الذي لا يمكن للقوات الجويّة أن تضمنه وحدها، والذي يكلّف ثمناً سياسياً وبشرياً باهظاً.

لقد دفعت واشنطن من الأساس ثمناً مرتفعاً لدورها في هذه الحرب الخاطفة. فصورة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة باكياً، وهو يتوسّل إلى الولايات المتّحدة أن تُوقِفَ تدمير بلاده، يمكن أن تُعتبَر مُنعطفاً. فحركة 14 آذار/مارس تولّت الحكم بفضل "ثورة الأرز" المدعومة من البيت الأبيض، والتي طالما امتُدحت على أنها نموذج الإصلاح الديمقراطي الذي كان الرئيس بوش يتمنّى تشجيعه في العالم العربيّ. لكن إزاء رغبة إسرائيل في تلقين لبنان درساً، جرى التخلّي عن السيّد السنيورة. ولم تعق الولايات المتّحدة فحسب أيّ وقفٍ لإطلاق النار على مدى شهرٍ كاملٍ، بل زوّدت إسرائيل طواله أيضاً بأسلحةٍ مُدمِّرة.

وقد نتج عن هذه الحرب ما أسماه السيّد السنيورة تدميراً "لا مثيل له" للبنية التحتيّة المدنية اللبنانية [9]، وإضعافاً للحكومة نفسها. فها هو حزب الله يطالب اليوم بلعب دورٍ أهمّ، وفي "ثورة أرزٍ" مُعاكسة، ها هو ينظّم مظاهراته الخاصّة الكثيفة والسلميّة والمُنضبطة، مُقلِّداً التكتيكات التي تُشجّعها الولايات المتّحدة والغرب. "ودون أن تخشى من أن تكون طرفاً" في هذا الصراع الداخليّ، تُضاعف الولايات المتّحدة الآن مساعداتها العسكريّة للجيش اللبناني ولقوى الأمن الداخلي التي تكثّف التجنيد من صفوف السنّة والدروز [10]. وهذه السياسات، التي قلّما تُناقَش في الولايات المتّحدة، تلقى تنديداً في الصحافة العربية والإسرائيلية والعالمية. فبعد هذه الحرب، بات من الصعوبة بمكان، إقناع العالم العربي الإسلامي بأنّ الولايات المتّحدة ليست مستعدّة لخيانة كلّ حليفٍ لها أو كلّ مبدأ عدالة، من أجل هدفٍ واحدٍ فقط وهو مساندة إسرائيل.

إضعاف البنية التحتية المدنية، وإنهاك الوحدة الاجتماعية والسياسية، واختلاق منطقٍ يدفع في اتجاه نزاعٍ طائفي وحربٍ أهلية: عندما تتسارع هذه الديناميّة في العراق، يبدو أنّ في الأمر نتيجةٌ رهيبة لم تحسب واشنطن لها حساباً. وعندما تتكرّر هذه العناصر ذاتها في لبنان، يمكن الحديث عن مجرّد مصادفة. لكن ما أن ترتسم ديناميّة مُشابهة في فلسطين، لا يتردّد الكثيرون من المراقبين في التحدّث عن "نموذج" الإستراتيجية الأميركية.

فوضى مختلقة في فلسطين

فالأراضي الفلسطينية تعيش أزمةً إنسانيّة بالغة. فبعد فوز حركة حماس في انتخابات كانون الثاني/يناير عام 2006، انضمّت الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي إلى إسرائيل، في محاولةٍ لتجويع الفلسطينيّين، بهدف دفعهم إلى رفض حكومتهم المُنتخَبة ديمقراطياً. والنتائج المُرتقَبة لهذه الهجمات قد تكون انهيار النظام الاجتماعي والانزلاق إلى حربٍ أهليّة.

وقد وصف مُراقبٌ أميركي مُتبصِّر المشهد المُمزَّق على النحو التالي: "فلسطينيّو غزّة يعيشون أسرى في غيتو مُهمَل ومكتظّ بالسكّان، يطوقّهم الجيش الإسرائيلي وشريطٌ شائكٌ ضخمٌ مُكهرب، ويستحيل عليهم مغادرة أو دخول قطاع غزّة في ظلّ هجماتٍ عسكريّة يوميّة (...) والمحاولات الإسرائيلية، لتنظيم عمليّة انهيار للقوانين والنظام ولنشر الفوضى والتسبّب بنقصٍ عام في الموادّ، باديةٌ للعيان في شوارع مدينة غزة نفسها، حيث الفلسطينيّون يمرّون أمام أنقاض وزارة الداخلية الفلسطينية ووزارة الخارجية ووزارة الاقتصاد الوطني ومكتب رئيس الوزراء الفلسطيني وبعض المؤسّسات التربوية التي قصفها الطيران الإسرائيلي. (...) وسرعان ما غرقت الضفة الغربيّة في أزمةٍ مُشابهة لأزمة غزّة (...) فما الذي تتوقع الولايات المتّحدة وإسرائيل كسبه بجعلهما قطاع غزة والضفة الغربية صورةً مصغّرة عن العراق؟ (...) هل تعتقدان أنهما بذلك ستنجحان في إضعاف الإرهاب ووقف العمليّات الانتحارية وتحقيق السلام [11]؟".

وقد دُشِّنت مرحلة جديدة مع تسليم الولايات المتّحدة، وبمساعدة إسرائيل، أسلحةً لمُقاتلي "القوّة 17" المُرتبطة بالرجل القويّ في فتح، محمّد دحلان، "وبحسب بعض الممثّلين الرئيسيّين للمخابرات الإسرائيلية والفلسطينية،فإنّتسليم السلاح الأميركي هذا قد أطلق التنافس على التسلّح مع حركة حماس" [12].

وأياً تكن النوايا، فإنّ منطق التفكيك الاجتماعي والحرب الأهليّة ينتشر، بسبب السياسة الأميركية، في ثلاثة بلدانٍ تصنّفها إسرائيل على أنها تعدّ مقاومة لطموحاتها الإقليمية. وهناك نواة صلبة من الصهاينة اليمينيّين يرغبون في تدجين الفلسطينيّين أو تهجيرهم من كلّ الأراضي التي تطمع فيها إسرائيل. ولتحقيق ذلك، يريدون إضعاف كلّ جيرانهم المُمانعين. وإنّه لمن المرعب، إنّما من غير المفاجئ، أن نرى هذا الصنف من المتعصّبين يحتلّ مواقع قوّة في الحكومة الإسرائيلية. وما يثير الصدمة هو الاعتقاد بأنّ واشنطن تتّبع وحتى ترسم هذه الإستراتيجية المدمّرة أو المدمّرة ذاتياً، باسم فكرةٍ مغلوطة عمّا يجب أن يكون عليه صديق إسرائيل.

فإذا كانت الولايات المتّحدة صديقةً لإسرائيل، فليس عليها أن تقاوم السير في هذا الطريق وحسب، بل أن تأخذ بهذه الملاحظة الصادرة عن مراقِبةٍ إسرائيليّة: "لا تؤدي سياسة إسرائيل إلى مخاطرٍ على الفلسطينيّين وحدهم، وإنما على الإسرائيليين أنفسهم أيضاً... إنّ دولةً يهوديّة صغيرة، مكوّنة من سبعة ملايين نسمة (منهم 5.5 مليون يهودي)، مُحاطة بـ200 مليون عربي، تستعدي مجمل العالم العربي. وليس ثمّة ضمانةٍ لدولة كهذه أن تستمرّ، ولذلك فإنّ إنقاذ الفلسطينيّين يعني إنقاذ إسرائيل أيضاً [13]".

ولا تبدو هزيمة الولايات المتّحدة مُمكِنة في الشرق الأوسط فقط، فهي تواجه أيضاً محنةً قاسيةً على مسافةٍ من هنا شرقاً، في أفغانستان. فبعد 11 أيلول/سبتمبر، ما من أحدٍ كان يشكّ في حقّ واشنطن بملاحقة السيّد أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة. لكنّ قرار إطلاق عملية عسكرية واسعة، بمشاركة حلف شمال الأطلسي، لإعادة تشكيل البنية التحتية السياسية في البلاد، كان فيه الكثير من المجازفة. ولنجاح ذلك، كان يجب تحقيق نصرٍ عسكريٍّ كاسح، يتبعه التزاماً أكيداً، مالياً وسياسياً، طويل النفَس لإصلاح الأوضاع الاجتماعية، بالاعتماد على شركاءٍ محلّيين موثوقين ومحترمين يلتزمون أيضاً طريق الإصلاح.

لكن على الأرض، اعتمدت الولايات المتّحدة على زعماء الحرب في تحالف الشمال لتحقيق نتائجٍ سريعة، واتّكلت على رئيسٍ مُستورَد، لتركيب، كيفما اتفق، حكومة مركزيّة في كابُل. وقد عجزت الولايات المتحدة عن القضاء على زعماء تنظيم القاعدة وحركة طالبان، مُتخلِّيةً بسرعة عن الساحة الأفغانيّة لتلتفت إلى العراق. وما يزال أسامة بن لادن وأيمن الظواهريّ يبثّان أشرطة الكاسيت، فيما عناصر حركة طالبان، التي حافظت على علاقات وثيقة مع قبائل الباشتون على طرفي الحدود الباكستانية الأفغانية، يجمّعون أنفسهم ويكوّنون خطراً فعلياً على قوات الحلف الأطلسي المُنكفئين في معسكراتهم، والذين لا يظهرون إلاّ لتنفيذ غارات وأعمال قصفٍ جوّي [14]. حتى أنّ وزير الخارجية الباكستاني وصل إلى التصريح بأنّ على الحلف الأطلسي أن "يُقرّ بهزيمته" وأن يسحب قوّاته.

لقد تاهت محاولة واشنطن المرتبكة لخوض معركةٍ واضحةٍ ونبيلةٍ ضدّ القاعدة، ليس فقط بسبب تعقيدات القبائل وزعماء الحرب الأفغان، بل أيضاً بفعل اللّعبة الخطيرة والمُعقَّدة للباكستان التي كان عليها، في معركتها الحيويّة في كشمير، أن تراهن على مجموعاتها الإسلامية الخاصّة بها. وبناءً على ذلك، دعتْ إسلام آباد الحلف الأطلسي والحكومة الأفغانية إلى قبول الوجود الحتميّ لعناصر "طالبان المُعتدِلين" في أفغانستان، علماً بأنّها سلّمتهم إدارة إحدى مقاطعاتها، وزيرستان الشماليّة. وهكذا نشأت هناك قاعدة، يهاجم انطلاقاً منها "الطالبان غير المعتدلين إلى هذه الدرجة" جنود الحلف الأطلسي، حتى أنهم حالياً يلجؤون إلى تقنيّة "العمليات الانتحارية"، وهو ما لم يكن معهوداً في هذا البلد. فهل الصلة مع العراق أصبحت واقعاً؟ في النتيجة، انتهت "الحرب ضدّ الإرهاب" إلى جعل الولايات المتّحدة رهينة باكستان التي بدورها تُقيم تحالفاً بنيويّاً مع الإسلام المتطرّف. وماذا لو تحوّل "إضفاء الطابع الباكستاني" على القاعدة إلى "إضفاء طابع القاعدة" على باكستان؟ إنّ وسائل الإعلام الأميركية تتجاهل هذه الظاهرة المُثيرة للقلق...

وبذلك يمتدّ هلال الأزمة من بلاد المشرق إلى شبه القارّة الهنديّة. وفي الأشهر المقبلة، سوف تُتّخَذ قرارات، في واشنطن قبل غيرها، تُفاقِم من الأزمات أو توجِّهُها في مسارات جديدة أكثر ملاءمةً لحلولٍ عقلانيّة. وللقيام بهذا الانعطاف، على الزعماء الغربيّين أن يفهموا أنّ تنظيم القاعدة وحزب البعث وحزب الله وحركة حماس وسوريا وكذلك إيران لا يمكن أن تُصنَّف جميعاً تحت عنوانٍ أيديولوجيّ مطلق هو "محور الشرّ". بالطبع هناك صلات بين الأزمات، لكن يجب السعي أيضاً لفصل وتفكيك مختلف عناصرها.

سوريا خصمٌ يمكن التعامل معه

هذا ما ينطبق على سوريا، الدولة التي لا تهدّد الولايات المتّحدة والتي ساعدتها في مناسباتٍ عدّة والمعنيّة أيضاً بمصالحها الوطنية المشروعة. يجب إذاً التوصّل مع سوريا إلى اتفاقٍ حول الانسحاب من هضبة الجولان، إذ لا مصلحة للولايات المتّحدة في بقائها تحت الاحتلال الإسرائيلي. وهذا ما ينطبق على حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين اللّذيْن يتصرّفان وفقاً لمصالحهما الوطنيّة. فبإمكان الولايات المتّحدة أن تتخلّص من بعض المشاكل لتُعطي الأولويّة لما لها هي من مصالحٍ خاصّة، ومن ضمنها هزيمة "الإرهاب" المُتعصّب الفعليّة؛ وبناءً على ذلك، يجب أن تعترف بأنّ هذه المجموعات ليست كلّها تابعة لتنظيم القاعدة أو مُستنسَخة عنه، وبأنّها لن تصبح كذلك، كما أنّ فيتنام لم تتحوّل إلى أداةٍ بيد "إمبراطورية الشرّ". وببعض المفاوضات، يمكن أن تجعل من كلٍّ من هذه الدول أو الحركات خصوماً يمكن التعامل معهم.

وقد ارتفعت أصواتٌ نافذة داخل النظام السياسي الأميركي، مُطالبةً بتغيير الوجهة، وتقرير بايكر-هاميلتون هو التعبير الألمع عنها. ودعا الرئيس السابق جيمي كارتر، من جهته، إلى فتح نقاشٍ صريحٍ حول السياسة الأميركية في فلسطين. وبغية إصلاح الأضرار التي نتجت حتّى الآن، يجب الاعتراف بأنّ هناك قراراتٍ سيّئة قد اتُّخِذَت، ويجب السير في اتجاه تحوّلٍ سياسيٍّ جديٍّ فعلاً. وهذا يفرض أيضاً التخلّي عن فكرة أنّ استعمال القوة العسكرية وحدها، من طرفٍ واحد، يمكن أن يحلّ المشاكل السياسية والاجتماعية المُعقّدة. وهذا يفرض أيضاً التخلّي عن الدعم غير المشروط لإسرائيل. وإضافةً إلى ذلك كله، المطلوب هو التخلّي عن فكرة أنّ مختلف الأمم والشعوب، في العالم العربي الإسلامي، هي عناصرٌ يمكن تبادلها، تندرج في سياق ترسيمةٍ إيديولوجيةٍ موحّدة، ويمكن توظيفها "حسب الطلب" في خدمة حاجات القوى الكبرى، أو لتلبية أطماع المستوطنين الإسرائيليين الإقليمية، أو لتحقيق أحلام تنظيم القاعدة بـ"أُمّةٍ" موهومة. حان الوقت للانتهاء من المقاربة الإيديولوجية والعودة إلى الواقعيّة.





* مؤسّس "مؤسّسة الدراسات المعاصرة حول إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، في جامعة برنستون (الولايات المتحدة). مستشار سابق لدى الممثّل الخاصّ للأمم المتحدة في كوسوفو، لشؤون حقوق الإنسان والجماعات. ومن جهة أخرى، فإنّ الكاتب هو من أنسباء ملك المغرب محمد السادس.





[1] اقرأ:Robert Dreyfuss, Devil’s Game: How the United States Helped Unleash Fundamentalist Islam, Metropolitan Books, New-York, 2005, p. 240.

[2] راجع: بيار ابراموفيتشي، قصة المفاوضات السرية بين واشنطن و"طالبان"، لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية، كانون الثاني/يناير 2002 http://www.mondiploar.com/jan02/articles/a.../abramovici.htm

[3] راجع:Sorel Symposium, 29 avril 1991. www.washingtoninstitute.org/templateC07.php? CID=55

[4] مجلّة "لونوفال أوبسرفاتور Le Nouvel Observateur "، 15-21/1/1998.

[5] اقرأ: Gen. (ret.) William E. Odom, “ What’s Wrong with Cutting and Running? ”, The Lowell Sun, Massachussets, USA, 30 septembre 2005.

[6] راجع: Jorge Hirsch, “ Nuking Iran Is Not Off the Table ”, 6 juillet 2006, www.antiwar.com/orig/hirsch.php?articleid=9255. Philip Giraldi, “ Deep Background ”, The American Conservative,, Arlington, VA (Etats-Unis), 1er août 2005.

[7] راجع: Sarah Shields, “ Staticide, Not Civil War in Iraq ”, Common Dreams.org, 6 décembre 2006.

[8] راجع: Alastair Crooke et Mark Perry, “ How Hezbollah Defeated Israel, Parts 1 and 2 ”, Counterpunch.org, 12 et 13 octobre 2006. www.commondreams.org/ views06/1208-32.htm

[9] www.archive.gulfnews.com/indepth/israelattacks/Lebanon/10054034.htm

[10] راجع:“ U.S. Considers New Aid to Lebanese Armed Forces ”, The Chosun Ilbo (Voice of America), 12 décembre 2006 (http://english.chosun.com/w21data/html/n...60010.html). وراجع أيضاً: Megan K. Stack, “ Lebanon builds up security forces ”, Los Angeles Times, 1er décembre 2006.

[11] راجع:Chris Hedges, “ Worse than Apartheid ”, Truthdig.com (http://www.truthdig.com/report/item/2006...apartheid/)

[12] راجع :Aaron Klein, “ US Weapons Prompt Hamas Arms Race? ” (www.wnd.com/news/article.asp?ARTICLE_ID=53411)

[13] Tanya Reinhardt, “ Introduction ”, The Road Map to Nowhere – Israel/Palestine since 2003. (www.zmag.org/content/showarticle.cfm?ItemID=11140).

[14] راجع: سيّد سليم شهزاد: كيف استعاد الطالبان المبادرة في الهجوم، لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية، سبتمبر/أيلول 2006 http://www.mondiploar.com/article626.html



ألقى محاضرة في 29 كانون الثاني/يناير الفائت، استُوحي منها هذا المقال(ملحوظة: العناوين الرئيسة والفرعية من هيئة التحرير) مقالاتنا السابقة

• مروان بشارة: من الحروب اللامتوازية إلى "الفوضى البناءة"، http://www.mondiploar.com/article670.html • هوبير فيدرين: تصدّعات في صفوف المُحافظين الجدُد الأميركيّين، http://www.mondiploar.com/article631.html • آلان غريش: صوت فرنسا المشوّش، http://www.mondiploar.com/article444.html • بيتر هارلنغ وماتيو غيدار: من هي المقاومة العراقية ؟، http://www.mondiploar.com/article484.html • جورج قرم: ثورات ورفض باسم الإسلام، http://www.mondiploar.com/article546.html • هشام بن عبد الله العلوي: الأزمة والاصلاح في العالم العربي، http://www.mondiploar.com/article289.html • وليد شراره: "الفوضى البنّاءة"، http://www.mondiploar.com/article187.html • أحمد سالاماتيان: الشيعة الممزقون بين طهران وبغداد، http://www.mondiploar.com/article190.html • جيلبير أشقر: فرص الربيع العربي ومخاطره، http://www.mondiploar.com/article184.html • ميشال ديبرات وباري لاندو: صاحبنا صدام، http://www.mondiploar.com/article19.html

02-17-2007, 11:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كل العناصر التي ستؤدّي إلى كارثة استراتيجية أمريكيّة - بواسطة ابن سوريا - 02-17-2007, 11:35 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  نحو استراتيجية التعامل مع الكنيسة المصرية نظام الملك 6 2,192 06-17-2012, 04:00 AM
آخر رد: نظام الملك
  أمنا التي في أوروبا بهجت 84 22,767 05-21-2012, 12:58 AM
آخر رد: Narina
  من أهم المواضيع التي قد تغيربعضا من تفكيرك وخياراتك مؤمن مصلح 8 1,658 03-02-2012, 02:28 AM
آخر رد: مؤمن مصلح
  القوة الغامضة هي التي تصنع مثل هذه الصدفة مؤمن مصلح 9 2,052 02-28-2012, 02:44 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  ما أفضل الدول التي تعطي حق اللجوء؟ AmandaFi 21 17,586 11-08-2010, 05:36 PM
آخر رد: أبو خليل

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS