عن الديار.

بلغت الأزمة السياسية اللبنانية الحد الفاصل، حيث لم يعد بالإمكان التعاطي بعدم جدية مع ‏الأمور، خصوصاً ان المواطن اللبناني هو الذي يتلقى الضربات في ظل رفض الأكثرية لأي مبادرة ‏تنقذ الوطن والمواطن على السواء.‏
بري

أوساط الرئيس نبيه بري وزواره نقلوا عنه انه لن يسكت بعد اليوم لأنه لم يعد يستطيع ‏السكوت، وهو يعتزم وضع الأمور في نصابها وقول الحقائق كما هي، وكشفوا أنه بصدد التكلم ‏أمام وسائل الإعلام لإطلاع الرأي العام اللبناني على كل شيء، لكي يبيّن الأمور على ‏حقيقتها ويضع حداً للتأويلات على كلامه، ويكشف المناورات التي أطاحت الحلول والمبادرات من ‏مبادرة أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى وحتى الآن.‏
مصادر مطلعة تقول ان الرئيس بري يتعرض للاستهداف الشخصي، كما تتعرض مبادراته ‏للعرقلة، فيما هو يشكل همزة الوصل بين المعارضة وفريق السلطة.‏
وتضيف المصادر أن افكاراً طرحها رئيس المجلس تشكل مسودة لصيغة محتملة للحل، وأطلع عليها ‏السفير السعودي، وهي تقوم على إعطاء المعارضة الثلث الضامن في الحكومة وتشكيل لجنة ‏للاتفاق على التعديلات على مشروع المحكمة بشكل متزامن ومتواز، الاّ ان مواقف فريق 14 آذار ‏ما زالت ملتبسة وغير واضحة حتى الآن.‏
كما أن اللقاء الذي جرى الحديث عنه بينه وبين النائب الحريري كان من المفترض أن يحصل بعد ‏ذكرى 14 شباط بيوم أو بيومين، الاّ ان النائب الحريري غادر الى السعودية وباريس، ولم ‏تستبعد المصادر حصول اللقاء بينهما خلال 48 ساعة.‏
واستدركت المصادر بالقول ان الحريري الذي دعا الى الحل الشجاع، لم يتمكن من ذلك بسبب بعض ‏فريق 14 آذار لا سيما النائب جنبلاط والدكتور جعجع.‏

المعارضة والخطوات المقبلة

وفي هذا الاطار، يدرس فريق المعارضة الخطوات المقبلة اذا لم تتوصل المساعي الى حلول جدّية، ‏وتتحدث معلومات «الديار» عن خطوات أخرى ستقوم بها المعارضة مختلفة تماماً عن التي سبقتها، ‏وستبدأ بالعصيان المدني، حيث سيطلب من المواطنين عدم دفع الفواتير والضرائب والرسوم ‏المتوجبة عليهم ولن ينحصر هذا الأمر بالمواطنين الذين يؤيدون المعارضة، بل سيشمل ذلك ‏أيضاً المواطنين الذين يؤيدون فريق السلطة، لأن المواطن بشكل عام أصبح بحالة يرثى لها بسبب ‏السياسات الضريبية في البلاد.‏
وتقول المعلومات ان المواطنين كافة سيمتنعون عن الدفع ان كان في فواتير الكهرباء أو ‏المياه أو رسوم الـ ‏TVA، وسيحصل شلل عام في البلاد وتسقط الحكومة خلال أيام.‏
وسيشمل العصيان المدني على الأقل 75 بالمئة من الشعب اللبناني، وهذه هي الورقة «الملك» ‏التي تمتلكها المعارضة اذا لم يحسم فريق الأكثرية رأيه ويتم التوصل الى إعطاء المعارضة ‏مطالبها.‏
وتضيف المعلومات ان المناطق التي سيصيبها الشلل هي كسروان وجبل لبنان والبقاع وحتى ‏الشمال وبيروت، وسيتمنّع مؤيدون لتيار المستقبل عن الدفع بسبب الوضع الاجتماعي الصعب ‏اللاحق بالمواطنين.‏
أما بالنسبة للخسارة الشهرية لواردات الخزينة فستبلغ 500 مليون دولار، فضلاً عن الخسارة ‏الناتجة من عدم دفع الرسوم والضرائب والتي ستبلغ 400 مليون دولار، ما يعني ان الدولة ‏ستصاب بالشلل الكامل، وتقول المعلومات ان السنيورة أصيب بهلع، وان المعارضة ابلغت ذلك ‏بوسائلها الى كل من واشنطن وباريس والرياض، حيث تمنت هذه الدول عدم القيام بهذه الخطوة.‏
كما علم ان وزير المالية جهاد أزعور رفع تقريراً الى الرئيس السنيورة يعلمه فيه ‏بالأرقام، بأن 95 مليون دولار ستكون خسارة اليوم الواحد.‏

حسين خليل يكشف عن يومين حاسمين‏

الى ذلك، كشف المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل أمس، أن اليومين المقبلين ‏سيكونان حاسمين لجهة مسار الحلول، سلبية كانت أم ايجابية، وستظهر نتائج الإتصالات وفي ضوئها ‏سيتم تحديد الخطوات المستقبلية، معتبراً أن اتصالات بندر - لاريجاني حققت تقدماً ملحوظاً، ‏مبدياً خشيته من محاولات اميركية لعرقلة المساعي من خلال فريق السلطة.‏
وأضاف، ان ما ستسفر عنه اتصالات اليومين المقبلين سيحدد مصير المبادرات القائمة.‏

تحرك الرئيس الحص

من جهة اخرى، فقد ارتسمت في الأفق ملامح جديدة قد تقود الى صيغة لحل الأزمة السياسية ‏الداخلية، وهذه الملامح حملها الرئيس سليم الحص في جعبته بعد زيارة الى السعودية التقى ‏خلالها الملك عبدالله ومسؤولين سعوديين، ومن ثم تلتها زيارة الى سوريا حيث تم استعراض ‏التطورات على الساحة اللبنانية والمنطقة مع الرئيس الأسد.‏
وتقول المعلومات المتوافرة لـ «الديار» إنه يجري ترتيب الوضع بين السعودية وسوريا في ‏هذه المرحلة، ويقتضي ذلك وجود شخصية موثوق بها لدى كل الأطراف بما فيها الإقليمية ‏والدولية من أجل دفع عجلة الحل الى الأمام بعد قرابة الثلاثة أشهر من التأزم.‏
وتضيف المعلومات أنه يجري وضع أفكار وصيغ للحل مختلفة تماماً عن الصيغ السابقة التي ما ‏تزال أمام حائط مسدود بسبب عدم اقتناع الطرفين كل من جهته بعدم صوابيتها.‏
الرئيس الحص سيلتقي اليوم الرئيس لحود، ويتم الحديث عن زيارة مرتقبة له الى ايران مطلع ‏الأسبوع المقبل تندرج في سياق مساعي الحل، حيث يتم الحديث عن اتفاق محتمل يجري الإعداد له في ‏مكة على غرار الاتفاق الذي جرى بين فتح وحماس برعاية سعودية - ايرانية - سورية.‏

-------------------------------------------------------
عن النهار.

الداخل مأزق و"العودة" الى الجنوب مأزق !

اعتبرت اوساط سياسية واعلامية لبنانية وعربية في الاسبوعين الماضيين ان "حزب الله" قائد "المعارضة الوطنية اللبنانية" خسر كثيراً مذ شغل نفسه بالوضع السياسي الداخلي في البلاد ودخوله زواريب السياسة المحلية وتحوله طرفاً مباشراً جداً في الصراعات المحلية، سواء بالاصالة عن نفسه او بالوكالة عن حلفاء له من داخل ومن خارج. واعتبرت ايضاً ان الانشغال المذكور اثّر على سمعة الحزب وصورته بل على هيبته وكذلك على شعبيته التي كادت ان تتجاوز قبل التحرير عام 2000 وبعده حدود الطوائف والمذاهب، واحاله طرفاً مذهبياً يسعى الى المحافظة على الدولة ضمن الدولة التي اقام وتالياً السيطرة فعلياً على البلاد رغم الاحترام الظاهري او الشكلي لاتفاق الطائف الذي لا يمكن تجاوزه على الاقل في المرحلة الراهنة. كما جعل منه وكيلاً لمحور اقليمي معين استعمل دائماً لبنان ساحة لخوض معاركه مع الآخرين في المنطقة والعالم ولا يزال يستعملها على ما في ذلك من ضرر كبير للبنانيين. وما زاد "الطين بلة" بالنسبة الى الحزب المذكور اخفاقه المستمر الى الآن في تحقيق اهدافه واهداف حلفائه المحليين والاقليميين من الانتقال الى الشارع الذي مارسوه منذ الاول من كانون الاول الماضي. واعتبرت الاوساط نفسها اخيرا ان الطريقة الوحيدة امام "حزب الله" للخروج من زواريب السياسة الداخلية اللبنانية بل من المستنقع الذي وقع فيه او اوقعه فيه حلفاؤه الاقليميون هي العودة الى الجنوب اي الى مقاومة اسرائيل سواء بسبب استمرار احتلالها مزارع شبعا او احتجازها لبنانيين او خرقها السيادة اللبنانية جواً وبراً وبحراً. ومن شأن ذلك في رأيها استعادة الحزب تعاطف اللبنانيين وثقتهم بمواقف قادته على رغم "الحدود" الطائفية والمذهبية التي تفرّق "الشعوب" اللبنانية او تقسّمها. ولم تكتف الاوساط اياها بهذه الاعتبارات بل اكدت وجود نوع من المراجعة داخل قيادات "حزب الله" لكل مسيرته السياسية في البلاد وخصوصاً في السنتين الاخيرتين وتحديدا في الاشهر الأخيرة، ورجحت ان تنتهي بقرار جريء هو الخروج من الزواريب ومن السياسة اللبنانية المحلية بكل تعقيداتها ومفاسدها ومساوئها.
هل صحت الاعتبارات المفصلة اعلاه لعدد من الاوساط السياسية والاعلامية المحلية والعربية؟
الجواب هو كلا. ذلك ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله خيب هذه الاوساط في خطابه الاخير الاسبوع الماضي عندما اكد ان حزبه لن ينسحب من السياسة اللبنانية بكل تفاصيلها رغم كل التطورات والممارسات، وعندما اكد ان ذلك لن يؤثر على اولويته الدائمة التي هي البقاء في الجنوب والاستمرار في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وفي الدفاع عن لبنان بالتعاون مع الجيش اللبناني. طبعا لم يكن احد ينتظر من السيد نصرالله موقفاً مغايراً او مخالفاً. ذلك ان الانسحاب من الداخل السياسي على النحو الذي يطرحه البعض سيكون اقرب الى الفشل وربما الى الهزيمة منه الى الانتصار فضلا عن ان العودة الى الجنوب قد لا تكون ذات معنى لانه اساساً لم يغادره ولان مقاتليه لا يزالون فيه سواء جنوب الليطاني او شماله ولان سلاحه الخفيف والمتوسط والثقيل لا يزال في اماكنه.
لكن ذلك كله على حقيقته لا يعني ان "حزب الله" مرتاح او انه ليس في مأزق كما يعتقد البعض، فعلى صعيد الداخل تحول الحزب مذهبياً في رأي المذاهب والطوائف اللبنانية الاخرى فخسر بذلك الكثير من رصيده الوطني وصار طرفاً مباشراً في صراع مذهبي وطائفي محتدم لا يزال سياسياً الى الآن رغم "جس النبض" الذي حصل في 23 كانون الثاني الماضي و25 منه. لكن احدا لا يستطيع الجزم بانه سيبقى كذلك ولن يتحول حرباً فعلية او فتنة او فوضى. وهو على صعيد الداخل والمنطقة بعربها والمسلمين صار ممثلاً لمحور اقليمي معين ضد محور اقليمي اخر مدعوم مباشرة من غالبية المجتمع الدولي. وبصفته هذه صار مهددا وحدة لبنان واستقلاله وسيادته ودافعا له كي يعود الى الوصاية التي رفعت عنه في نيسان 2005. وهو على الصعيد الاسلامي العام صار رمزا لصراع مذهبي او لمشروع مذهبي بعدما كان رمزاً لمشروع اسلامي وقومي ووطني يحظى باجماع كل المسلمين في العالم على اختلاف مذاهبهم.
الى ذلك كله، لا تبدو العودة الى الجنوب على الاقل على النحو الذي تحدثت عنه الاوساط السياسية والاعلامية المحلية والعربية سهلة. فهذه المنطقة العزيزة التي عانت كثيرا وعلى مدى عقود ويلات الاحتلال الاسرائيلي والمطامع الاسرائيلية صارت بعد حرب تموز الماضي في وضع اخر غير الذي كانت عليه. فهي في عهدة القوة الدولية المعززة وفق قرار مجلس الامن رقم 1701. ويعني ذلك ان اي عودة الى ممارسات ما قبل الحرب الاخيرة واي اصطدام مع القوات المذكورة سيضع الحزب ومعه لبنان ربما في مواجهة المجتمع الدولي واسرائيل من جديد. وليس اكيدا ان هذه المواجهة ستبقى سلمية. فهل يستطيع مناصرو "حزب الله" الكثر تحمّل دمار جديد وربما اوسع من الذي حصل قبل اشهر؟ وهل يستطيع الحزب احتمال عواقب ذلك؟ وماذا سيكون رد فعل اللبنانيين الآخرين؟
طبعا، لا يرمي هذا الكلام الى حصر المأزق بـ"حزب الله". فكل الافرقاء اللبنانيين في مأزق. ذلك ان انتصار كل منهم على غيره مستحيل وكذلك انكساره. ويضع ذلك الوطن كله في مأزق. والطريق الوحيدة للخروج منه هي الخروج من كل المحاور الاقليمية والدولية فعلاً وليس قولا فقط وهي التخلي عن اوهام السيطرة الفئوية على الداخل والتمسك بالوطن السيد المستقل الديموقراطي وبالعيش المشترك المتوازن. ولذلك فانه يرمي الى دعوة الجميع الى عدم استغباء الناس العاديين والى التصرف بما تمليه عليهم مصلحة الوطن لا الطوائف والمذاهب والاشخاص وحلفاء الخارج.

سركيس نعوم.

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	هل أخطأ ثوار ليبيا عندما قتلوا الجرذ..؟!	the special one	19	3,860	10-29-2011, 12:58 PM آخر رد: jafar_ali60
	عندما تشاركين الرجال	وليد غالب	21	6,567	03-21-2011, 02:46 AM آخر رد: علي هلال
	رسالة الاب الياس زحلاوي الى القس الامريكي الذي دعا لحرق القرآن الكريم	seasa1981	8	2,826	10-10-2010, 02:37 PM آخر رد: salvation
	الياس مرقص وتعريب الماركسية	أسامة مطر	2	1,739	02-05-2010, 10:38 PM آخر رد: أسامة مطر
	إعتراف صهيوني بالهزيمة من صحيفة صهيونية	لءيتال	50	7,759	03-13-2009, 08:20 PM آخر رد: Kamel