{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لست يساريا..لست يساريا..لست يساريا..!!
جمال الصباغ غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 65
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #15
لست يساريا..لست يساريا..لست يساريا..!!
لماذا جمال عبد الناصر ؟

في مجتمع تغيب عنه المؤسسات الفاعلة , سواء كانت حزبية او نقابية, وتغيب عنه القيادة الكاريزماتية التي تمثل آمل الشعب وتطلعاته بكل امانة وشرف وإخلاص, يفقد الشعب القدرة عن الحركة من اجل الوصول الى تحقيق أهدافه المشروعة في الحرية والتقدم . في مثل هذا الواقع لا بد وأن تبرز ارادات مضادة كي تنال من الجسد المريض المتهاوي.
هذا هو ما حالت اليه الأمة العربية بعد غياب عبد الناصر. فهي كالجسد المريض الذي فقد كل قدرة على الحركة, ولكنه لم يفقد ذاكرته كما لم يفقد امله في عودة الروح. تلك الروح التي كانت تنبع بالحياة وهي تصنع حاضرها وتضع اللبنات من اجل تحقيق اهداف عظام في الحرية والإستقلال عندما خاضت اشرف المعارك تحت راية عبد الناصر, ليس في الوطن العربي وحده بل في افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية. لا يزال كل من عاش مرحلة عبد الناصر يذكر تلك الأيام المجيدة التي تحدت بها الأمة العربية احلاف امريكا وبريطانيا وفرنسا وتصدت للعدوان الثلاثي , ولا زلنا نذكر بروز منظومة عدم الإنحياز كما نذكر انجازات الثورة الصناعية والزراعية وخاصة بعد وتحديد الملكية تأميم القناة وبناء السد العالي. وكانت القضية الفلسطينية في ذاكرة كل عربي , وهي التي نالت على اوليات عبد الناصر من اجل تحرير التراب الفلسطيني. وعلّنا نذكر محاولات عبد الناصر للحصول الى الأسلحة من اجل ذلك. وما ان رفضت امريكا مدّه بالسلاح إلا ان رفض الإنصياع لها ولمطالبها في ربط مصر باحلافها, فكان رده سريعا وواضحا بعقد صفقة السلاح التشيكية.

لا نريد ان نذكر كل ذلك وقوفا على أطلال مرحلة مضيئة في التاريخ العربي الحديث, ولكن نذكره كي نعيد الى الذاكرة العربية ان الأمة لا تفقد روحها ولا تفقد ذاكرتها حتى وإن تهاوى جسدها. لقد ضعف الجسد العربي بعد هزيمة العرب الأولى في فلسطين سنة 1948 فعادت الروح له بثورة يوليو 1952.

ولكن لماذا عبد الناصر ؟

لقد قاد عبد الناصر مسيرة طويلة في مرحلة دقيقة من تاريخ الأمة, تكالبت بها كل القوى المعادية من استعمار وصهيونية ورجعية عربية ذليلة خانعة من اجل النيل من الأمة وامالها في الحياة الحرة الكريمة وتحدّى وصمد. لم يكن هذا التحدي والصمود ممكنا دون الدعم الجماهيري الذي امتد ليشمل كل ارجاء الوطن العربي . وكانت وقفة تلك الجماهير صادقة في مظاهرت 9 و 10 يونيو ثم يوم جنازته الحزينة. تلك الوقفة الصادقة التي عبّرت عن حاجة الشعب للقائد ليس لأنه الرمز لنضال الأمة فقط بل للشعور بالضياع بعد غيابه لعدم وجود المؤسسات المدنية من نقابية وحزبية القادرة على تفعيل القدرات الشعبية والإستمرار في النضال والتحدي والصمود.

يخطىء من يظن انه علينا الإختيار بين القائد او المؤسسات المدنية ذات الهيكلية التنظيمية لأننا بحاجة الى الإثنين معا. حتى تلك الدول العريقة بالممارسة الديمقراطية كانت بحاجة الى القائد خاصة في مراحل حرجة عندما تتعرض الأمة لمخاطر خارجية او لتحولات اجتماعية . إن علاقة القائد بالجماهير لا تكفي وحدها إذ بغيابة تفقد الجماهير القدرة على الحركة . فالمؤسسات هي الضمان الحقيقي في استمرار العمل ومواصلة عملية التغيير شريطة ان تملك تلك المؤسسات القدر الكافي من تجربة الممارسة الديمقراطية حيث ان لا فائدة من وجود المؤسسات بغياب الممارسة الديمقراطية.

تتعرض المرحلة الناصرية هذه الأيام لنقد شديد لإنحسار المد القومي الوحدوي بعد غياب عبد الناصر. ولكنها كلمة حق يراد بها باطل. الباطل في النقد هو عندما يخرج من افواه من رفض المبادىء والشعارات التي طرحها الفكر الناصري. والحق هو عدم قدرة تلك المؤسسات مواصلة العمل من اجل تحقيق اهداف ذلك الفكر. لقد قيل هنا الكثير وكتب الكثير ولكن الحقيقة تبقى ان فشل تلك المؤسسات يرجع لكونها من داخل النظام نفسه.

وعندما يستمر نقد المرحلة الناصرية بحجة غياب الممارسة الديمقراطية , ينسي هؤلاء ان الديمقراطية بحاجة الى ديمقراطين كي تكون ديمقراطية حقيقية, وهي كما قال محمد جابر الأنصاري " الديمقراطية ليست نبته منعزلة عن تربتها ومناخها وسمائها , وهي ليست مجرد ثمرة يمكن ان تقتطع وترسل الى مكان آخر. الديمقراطية ثمرة مرتبطة بشجرة حقيقية على أرضها وتحت سماء مفتوحة. " فالديمقراطية هي بنت أهلها وبنت أرضها. لذلك فإننا لا يمكن ان نعزل التجربة الناصرية عن مرحلتها وعن المعطيات التي كانت قد أحاطت بها, كما لا يمكن تقليد تجارب الشعوب دون ان نراعي خصوصياتنا الحضارية.... ولكل أمة خصوصياتها. بل علينا الإستفادة من كل تلك التجارب وترجمتها بما يناسب الواقع العربي.

ولكن يبقى السؤال لماذا جمال عبد الناصر ؟

لقد كان إيمان عبد الناصر بالشعب عميقا , وكان يشعر دوما بحق الشعب العربي ان يعيش حرا وكريما, يرفض الذل ولا يقبل بالإستعباد. فما احرى بنا ان نبحث عن تلك الكرامة المهدورة التي ناضل عبد الناصر من اجلها.

وكان إيمانه ان الكرامة لا تجلبها الدبابة الأمريكية ولا الطائرة الصهيونية بل قوة الإرادة ورفض الخنوع .

وكان إيمانه إن نرفع رؤوسنا في عصر لا يريد أحد ان يرفع العربي رأسه.

نذكر عبد الناصر ونذكر معه العزة والكرامة, ونذكر الحرية والوحدة والتقدم ,

نذكر عبد الناصر ونعلم انه لن يعود, ولكننا نعلم ان الثورة تنبع من رحم الأحزان.

وتسالون ماذا فعل عبد الناصر ؟

لقد حوّل عبد الناصر الألم العربي الى الأمل , فعاد الأمل العربي الى الألم بعد غيابة.

رفعنا رؤوسنا عاليا مع عبد الناصر وبه, وطأطأت رؤوسنا وتقوست ظهرونا بعد غيابه.

تتحدثون عن اخطاء عبد الناصر فأين انتم من الأخطاء ؟
لقد كانت اخطاء عبد الناصر اخطاء شعب بأسره.

ويبقى عبد الناصر هو الأنقى والأطهر .
01-25-2005, 02:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
لست يساريا..لست يساريا..لست يساريا..!! - بواسطة جمال الصباغ - 01-25-2005, 02:58 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أن تكون يساريا.. تروتسكي 4 982 11-20-2007, 11:24 AM
آخر رد: طنطاوي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS