{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أسس العنصرية
نبيل حاجي نائف غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 620
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #3
أسس العنصرية
تتمة

والانتماءات غالباً تعود للأصول والجذور كأساس وبداية للانتماء فيقول المنتمون : أسرتنا ..عشيرتنا .. قوميتنا .. حزبنا .. عقيدتنا .. جماعتنا .. والتي عادة ما تبدأ من زمن ووضع معين ، مثل تكون أسرة ، أو جد ، أو أصل عشيرة ، أو قائد معين ، أو مفكر معين ...
وهناك انتماء الجماعة ذات الأهداف الواحدة أو المصلحة المشتركة ، أو المنتمين إلى مهنة واحدة ، والمنتمين إلى مكان أو أرض معينة .
وهناك الانتماءات نتيجة التشابه مثل انتماء علماء الفيزياء لبعضهم ، أو انتماء الشعراء لبعضهم ، أو الكتاب أو الفنانين . وهناك الانتماء الطبقي , لتشابه المصالح , مثل السياسيين ,الأغنياء , العسكريين , الإقطاعيين . وهناك الانتماءات الفكرية,.....الخ .
إن آليات وخصائص الدخول في انتماء أو الخروج منه يمكن تحديدها , فالمنتمين إلى أديانهم بقوة يصعب عليهم التغيير أو الخروج من هذا الانتماء , وكذلك المنتمين إلى أسرة أو إلى عشيرة أو إلى ارض , فالخروج من الانتماء ليس بالأمر السهل ولا يمكن أن يفعله أي إنسان بسهولة .
وغالبا ما ينشأ الانتماء نتيجة الأوضاع والظروف و يصعب صنعه , فصنع الانتماء ليس بالأمر السهل , و يصعب فرض الانتماء وإذا فرض فيكون شكلياً وضعيفاً , فالانتماءات تتشكل نتيجة الأوضاع , ويمكن أيضاً أن يصنعها الإنسان أو الجماعات ولكن ببطء وصعوبة.
إن الإنسان يمكن أن يتحكم بانتماءاته الصغيرة وغير الأساسية حسب دوافعه ورغباته ، فالفرد الذي له أخوان أحدهما جيد والآخر سيء ، نراه يميل إلى الانتماء للأخ الجيد ويتحاشى الانتماء للأخ الآخر .
مثال آخر: إنسان يعادي أخاه أو ليس على وفاق معه ويهاجمه وينتقده ضمنياً , ولكن هذا الأخ في مركز مرموق، نراه عندما يتكلم مع الآخرين عن هذا الأخ يتحاشى عداءه ويفتخر به كأخ ويفتخر بالانتماء له .
فالانتماءات يتم التعامل معها و تفضيلها واختيارها أو استبعادها وهي ليست مفروضة دائماً ، والمنفعة والأفضلية الذاتية تتحكم أحياناً في الانتماءات .
والإنسان يميل إلى الانتماء دوماً , ويأخذ موقفاً عندما يجد نفسه أمام متنافسين ويصعب عليه الوقوف على الحياد , فغالبيتنا عندما نشاهد تنافساً أو مباراة بين فريقين نتخذ موقفاً ونؤيد أو ننتمي لأحد الفريقين حتى وإن كان الفريقان مجهولين أو متساويين .
إن الانتماءات تتشكل حسب الظروف والأوضاع الاجتماعية والمادية وهذه الظروف كثيرة التنوع , لذلك تنشأ الانتماءات المختلفة . والانتماءات يمكن أن تتضمن بعضها فالانتماء الأوسع يستوعب الأصغر.
الانتماءات الفكرية , العقائدية والفلسفية .
إن كل منتم يرجع في انتماءاته إلى أصول ومراجع فكرية ينطلق منها ، فمنهم من يرجع إلى ذاته فقط (أنا وفقط أنا ) , ومنهم من يرجع في الأصول إلى بضع عشرات من السنين , ومنهم يرجع بضع مئات ومنهم يرجع بضعة ألوف أو بضعة ملايين . فالماركسي يرجع إلى أصول قريبة ماركس ولينين وغيرهم , واليهودي يرجع إلى موسى عليه السلام , والبوذي إلى بوذا ...... , ومنهم من يرجع إلى الأصل الإنساني العام – الإنسانية- , ومنهم من لا يكتفي بهذا فيرجع إلى بنية الحياة ككل كانتماء أساسي له ويجعل كافة الكائنات الحية - الحيوانات والنباتات - في أصل مشترك معه ويكون هو وكافة الكائنات الحية ومع الأرض في بنية واحدة ينتمون جميعهم إليها ومن هؤلاء جماعة الخضر أو السلام الأخضر , ومنهم من يعود إلى الوجود وأصله كأساس لانتمائه فيكون هو جزءاً من هذا الوجود مثل باقي الموجودات - وحدة الوجود - سبينوزا هيغل وابن عربي وغيرهم .
وهناك بالإضافة إلى اختلاف الانتماءات توجد درجات ومستويات في قوة هذه الانتماءات ، وكذلك اختلافات في اتساع وانتشار هذه الانتماءات لدى البشر .

المفكرين والأقوياء والأنبياء وعلاقتهم بفرض وخلق الانتماءات
إن بعض الناس لهم قدرة فائقة وأحياناً خارقة على تحقيق دوافعهم وأهدافهم حتى في أصعب الظروف، فلديهم القدرة الجسمية والعصبية والنفسية والفكرية لتحقيق أصعب الأهداف ، ولديهم أيضاً القدرة على التصميم والمتابعة إلى مراحل متقدمة جداً ، وبالتالي لهم قدرات خارقة على النمو والتملك والسيطرة .
إن هؤلاء الأقوياء يقومون بخلق الانتماءات سواء كان الانتماء إليهم أو لبنيات أخرى , أو إلى الأفكار والمبادئ التي يوجدونها . وهؤلاء الأقوياء يمكن أن يكونوا خطرين جداً كما يمكن أن يكونوا مفيدين جداً على باقي أفراد الجماعة وعلى البنيات الاجتماعية .

الانتماء وبنية الحياة
إن الإنسان يعمل من أجل نفسه يحميها وينميها ويحافظ على بقائها واستمرارها , وعندما ينتمي إنسان إلى بنية أوسع منه ويعتبر نفسه جزء منها فهو يتصرف ويعمل بناءً على ذلك , و يعاملها الفكر كما يعامل الأنا .
هذه الخاصية هي التي تظهر قوة وترابط كثير من البنيات الاجتماعية .
فانتمائي إلى دين أو دولة أو حزب يجعلني أخدم هذا الدين أو الحزب كأنه هو ذاتي أو أنا ، وأحياناً أخدمه بما يعاكس دوافعي ومصلحتي الذاتية ، فكثيراً ما يضحي الفرد بذاته في سبيل دينه أو وطنه أو مجموعته
من هذه الفكرة نجد أن البنيات التي تشمل الأفراد والجماعات لها وجود فعلي , وهي تحافظ على ذاتها ونموها واستمرارها مثل الكائنات الحية , وهذا من خلال ما يقوم به الأفراد المنتمون إليها . فهي مثل الكائن الحي تنمو وتتطور وتتصارع مع الكائنات المماثلة لها ، وكذلك لها عمر تولد وتموت .
الذي أريد الوصول إليه هو أن بنية الحياة , كافة الأحياء قديماً وحاضراً ومستقبلاً , بنية واقعية مادية وروحية , وهي مفكرة ولها دوافع وأهداف وغايات , هكذا يتصورها الكثيرون الآن .
هذه البنية أدركها الكثيرون ، وبعضهم (مثل الخضر ) انتموا إليها واعتبروا أنفسهم جزءاً منها وهم يخدمونها ويدافعون عنها وهم يسخٌرون الفكر لها ليخدمها ويساعدها . فهي أم وأصل الفكر ، والتضحية في سبيلها وخدمتها مبررة جدا بالنسبة لهم .
وهذا يجعل بنية الحياة تكتسب قدرات فعالة جديدة , منها الوعي والشعور بذاتها من خلال أفرادها الذين أدركوها وعرفوها ويسعون لاستمرارها ونموها , فهم ممثليها لأنهم جزء هام منها .


هذا الموضوع نشر في جريدة العرب الأسبوعي بتاريخ 3 - 3 - 007
03-06-2007, 12:14 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أسس العنصرية - بواسطة نبيل حاجي نائف - 03-06-2007, 10:53 AM,
أسس العنصرية - بواسطة Awarfie - 03-06-2007, 10:59 AM,
أسس العنصرية - بواسطة نبيل حاجي نائف - 03-06-2007, 12:14 PM
أسس العنصرية - بواسطة Awarfie - 03-06-2007, 12:38 PM,
أسس العنصرية - بواسطة نبيل حاجي نائف - 03-06-2007, 01:21 PM,
أسس العنصرية - بواسطة Awarfie - 03-06-2007, 01:30 PM,
أسس العنصرية - بواسطة روزا لوكسمبرج - 03-22-2007, 08:41 PM,
أسس العنصرية - بواسطة نبيل حاجي نائف - 03-23-2007, 07:54 AM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS