{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
( بابل ) الهولوكست الأمريكي ...كلاكيت مستمر ..
محارب النور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,508
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #3
( بابل ) الهولوكست الأمريكي ...كلاكيت مستمر ..
اورافي هذة رؤية محترفة للفيلم ..أحب لو تتطلع عليها..

Arrayاللحظة الأولى التي بدأت فيها مشاهدة فيلم "بابل" الحائز على جائزة الصحافة الأجنبية في هوليوود "جولدن جلوب" لأفضل فيلم، أو لنقل من خلال مشهدين على أكثر تقدير،عرفت بأنني أمام فيلم للمخرج المكسيكي المدهش "أليخاندرو جونزاليس إيناريتو" صاحب فيلم "21 جرام"، وصدق حدسي، فمنذ لمع هذا المخرج في "21 جرام" الذي قام ببطولته "شون بين" وقبله فيلم "أموريس بيروس"، عرف العالم بأنه أمام مخرج من طراز فريد



فالتجديد على صعيد عنصري الزمان والمكان والعلاقات الإنسانية وإن كان مدهشاً في "21 جرام" فقد بدا في أعلى حالات النضج السينمائي في "بابل" واستطاع هذا المخرج المجدّد أن يأخذنا في عالم إنساني شبيه بذلك الذي رسمه لنا في الفيلم الأول، بقسوته وحساسيته لتفاصيل النفس البشرية من جهة، وبواقعيته المفرطة من جهة أخرى.
"بابل" الذي اشترك في فكرته "إيناريتو" نفسه مع "جيليرمو أرييجا"، وتولى هذا الأخير مهمة كتابته، يأخذنا في قصة غريبة، بين أربع دول وخمس لغات، عن رصاصة تصيب سائحة أميركية في الصحراء المغربية، ليرتحل بنا دون أن ندري إلى كل ما قد يرتبط بهذه القصة من شخوص، وربما مصائر، وأقول دون أن ندري لأننا لا ندرك هذا الترابط بين القصص التي ينقلنا الفيلم بينها دون تتابع زمني إلا بعد انقضاء الكثير من أحداث الفيلم، نحس في كثير من اللحظات بأننا أمام فيلم وثائقي بكاميرات متعددة ينقل لنا الواقع كما هو ليس إلا.
فبين "شيكو" الفتاة اليابانية الصماء المكبوتة جنسياً والتي لعبت دورها بإبداع "رينكو كيكوشي" وبين السائحة الأميركية "سوزان" التي لعبت دورها "كيت بلانشيت" رابط عجيب، كما كل ما يربط كل أحداث الفيلم ببعضها البعض وبحادث إطلاق النار، والتنقل ما بين هذه العوالم المختلفة لشخوص مختلفين كـ "شيكو"، والخادمة المكسيكية "أميليا" التي تريد اللحاق بزفاف ابنها في المكسيك، و"حسان" صاحب البندقية المغربي، انتقال جاء ليربط خيوط شبكة العلاقات ببعضها البعض، بإهمال مقصود لعنصري الزمان والمكان، وبتركيز على عنصر وحيد، هذه الشبكة الأشبه بمتوالية لوغاريتمية من الأحداث والصلات الإنسانية، وكيف أن ما يحدث في اليابان لشخص قد يؤثر حقاً على حياة شخص في المغرب في لحظة ما.

وفي هذا الفيلم استكمال لثلاثية "إيناريتو" التي تحكي عن الموت بطريقة مختلفة، بدأها من خلال حادث السير في "أموريس بيروس" مرورا بحادث آخر في "21 جرام" ويستكملها من خلال حادث الرصاصة في "بابل"، علاقة غريبة بين إيناريتو وقصص تحكي عن الموت وارتباط مصائر الناس به وببعضها البعض، يسردها بطريقته الخاصة التي تعتمد نهج البعثرة الزمانية والمكانية، والعشوائية المقصودة.
رمز الفيلم بوضوح للحرب الأميركية على الإرهاب، وعلاقة ذلك بالإسلام، وذلك من خلال ردود فعل المسؤولين الأميركيين -والذين لم يظهروا بشكل واضح في الفيلم- على إصابة السائحة، وكيف جاءت ردوداً متسرعة وعشوائية واتهامية في مقابل صورة جميلة للدليل السياحي الشاب المغربي المسلم "أنور" والذي قام بدوره "محمد أخزم" والذي ساعد السائحة "سوزان" وزوجها "ريتشارد" واستضافهما في بيته، ثم رفض أن يأخذ المال كمقابل لصنيعه، وظهر في أحد المشاهد بوضوح وهو يصلي.
وفي "بابل" تتمتع الكاميرا بروحها الخاصة، أشبه بالوثائقية بعيداً عن أفلام لمخرجين تحس معهم بأن كل شيء محسوب بالسنتيمتر، ففي "بابل" ورغم أن كل شيء محسوب إلى أنك ولشدة الواقعية تحس بأن كل شيء مرتجل، وبأن هؤلاء ليسوا ممثلين، وهذه ليست أماكن تصوير، وهناك الكثير مما يحسب لمدير التصوير "رودريجو بريتو" مثل الإحساس الطاغي بالاصفرار في صحارى المغرب والمكسيك والإحساس بزرقة الموت في مشاهد اليابان.
الموسيقى في الفيلم شبيهة كثيراً بموسيقى "21 جرام" موسيقى متحررة هي الأخرى من أحداث الفيلم مرتبطة معها في آن معاً، ففي مشاهد اليابان نسمع موسيقى شرقية يابانية ولكنها غير انفعالية مع الحدث بقدر ما هي مرتبطة بالمكان، وذات الشيء في مشاهد المغرب والمكسيك، وهو ما يبدعه مؤلف الموسيقى التصويرية "جوستافو سانتاولايا" الذي قام بتأليف موسيقى الفيلمين، ورشحت موسيقاه في هذا الفيلم لأفضل موسيقى ضمن جوائز جولدن جلوب.
أداء الممثلين في هذا الفيلم جاء مدهشاً وجميلاً للغاية، فـ "براد بيت" الذي رشح لجولدن جلوب أفضل ممثل مساعد تفوق على نفسه في دور رجل خمسيني جديد عليه، وبدت واضحة على وجهه آثار خسارات لم يتحدث الفيلم عنها بقدر ما بدت فقط في ملامحه وفي استماتته للهرب من خسارة جديدة، كذلك لفتني أداء اليابانية "رينكو كيكوشي" والمكسيكية "أدريانا باراسا" للغاية، أداء الممثلين المغاربة بدا جيداً جداً أيضاً وخصوصاً الطفل "بوبكر الكايد" الذي قام بدور "يوسف".
بالنسبة لاسم الفيلم فهو يشير إلى ما ذكر في العهد القديم حول قصة برج بابل وكيف حين غضب الله على بناة هذا البرج الذين أرادوا أن يصلوا إلى السماء فخلق اللغات المختلفة، وأن اللغات لا يجب أن تكون عائقاً للعلاقات الإنسانية والتواصل الإنساني، لأن ما يجمعنا كبشر هو المهم لا ما يفرقنا، تماماً كما يستطيع فيلمه وبين لغاته وأماكن تصويره المختلفة، أن يوصل لنا المشاعر الإنسانية، وتلك العلاقات الملتحمة برابط غريب بين شخوص الفيلم على اختلاف لغاتهم وأوطانهم وأماكن تواجدهم على رقعة هذه الأرض:
"هلمّ ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض، فبدّدهمالرب من هناك على وجه كل الأرض، فكفّوا عن بنيان المدينة، لذلك دعي اسمها بابل،لأن الربّ بلبل لسان كل الأرض، ومن هناك بددهم الربّ على وجه كل الأرض."*
في فيلم "بابل" معادلة جديدة من الفن السينمائي يفرضها "إيناريتو" على العالم، بأفلام خارجة عن النمط وبعيدة عن المألوف، ولكنها تحافظ على أطر الحدوتة وإن اختلفت طريقة سردها، واختلفت بالتأكيد مضامينها وإسقاطاتها. [/quote]

محارب النور

أين الزهور ولله ما يجوز هذأ.
03-06-2007, 12:50 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
( بابل ) الهولوكست الأمريكي ...كلاكيت مستمر .. - بواسطة محارب النور - 03-06-2007, 12:50 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الدين الأمريكي في صور NigHtMaRE 2 1,076 08-16-2011, 09:44 AM
آخر رد: NigHtMaRE
  التحرش الجماعي مستمر vodka 6 2,451 09-15-2010, 03:43 PM
آخر رد: أبو خليل
  كلاكيت تانى مره ,,, سيده تلقى بنفسها فى مياه النيل فى محاوله فاشله للانتحار عاشق الكلمه 19 3,650 06-17-2010, 03:57 AM
آخر رد: Blue Diamond
  كلاكيت ثالث مره ,,, نيوترال عاشق الكلمه 64 14,146 05-20-2010, 03:28 AM
آخر رد: سيسبان
  الضرب مستمر للأسف ابن نجد 4 1,553 10-17-2008, 09:55 PM
آخر رد: وردة_الهاني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS