{myadvertisements[zone_1]}
موضوع مغلق 
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نبي اللادينية المغوار . لمن يبغضه خزي وعار : لقاء الفكر والمعرفة والأسفار مع جميلنا الختيار
الختيار غير متصل
من أحافير المنتدى
*****

المشاركات: 1,225
الانضمام: Jun 2001
مشاركة: #38
نبي اللادينية المغوار . لمن يبغضه خزي وعار : لقاء الفكر والمعرفة والأسفار مع جميلنا الختيار
توقفت في مداخلتي السابقة عند سؤال الزميل ابراهيم عرفات الذي كتب فيه يقول :

[QUOTE]ما هي نظرتك لمستقبل الدين في الشرق؟ هل ينتصر التدين بفضل "الصحوة" أم أن الناس شبعت وعظ و تصرفات رجال الدين عامة تدفع للنفور من الدين؛ و من ثم التيار اللا ديني المتصاعد؟

ملاحظة : أعتذر عن الإطالة في هذا الموضوع و لمن لا يريد قراءته فله ذلك ، لأنه مش داخل في الإمتحان :D



في كل زمان تسيطر سمة معينة على قطاعات كبيرة من الناس تسمى "مزاج العصر" ، بحيث تصبح المحرك الرئيس و المؤثر الرئيس في ثقافة الناس و الثقافة المضادة .

لو راجعنا التاريخ قليلاً ، و بدأنا من عصر النهضة الأوروبي ، و بالذات من ثورة كوبرنيكوس ، لوجدنا أن الإنسان نزع عن نفسه مركزية الكون ، و بدأ ينظر إلى الطبيعة باعتبارها الأم ، و أخذ يرى نفسه جزء من كوكب صغير يدور مثل غيره حول الشمس ، لقد سحبت نظرية كوبرنيكوس البساط من تحت الفكر الديني السائد الذي كان يجعل من الأرض مركز الكون و من الإنسان خليفة الله عليها ، و بذلك تجد تحولا جذرياً ما بعد كوبرنيكوس نلمسه في الفنون عامة و الرسم خاصة ، فبعد أن كان الرسم الديني يسيطر على حركة الفن النهضوي في إيطاليا ، و من بعده رسم الوجوه و الأشخاص ، نجد أنه تحوّل إلى الطبيعة ليرسمها و يعظمها ، بل و يرسم أشياء بسيطة مثل باقة ورود أو آنية طبخ ، هذا ما يسمى بمزاج العصر ، فالمزاج السابق لكوبرنيكوس في الفن التصويري و النحت كان منصباً في أغلبه على الشخصيات و المواقف الدينية و الميثولوجية ، بينما نجدها تحولت من بعده للإهتمام بالطبيعة و نزع هالة المركزية عن الإنسان .

هذا التحول يتم نتيجة تحولات كثيرة سابقة عليه ليس لها علاقة بالتغييرات الثورية التي يحلم بها المصلحون الثوريون ، فهناك الكثير من الأحداث تؤثر في اللاوعي الجمعي و تؤدي إلى حدوث تغيير على مستوى العالم دون التلويح بالسيوف .

معلش استحملني بالمقدمة الطويلة حتى أفي سؤالك حقه من الجواب .

كذلك على المستوى الفكري ، و ليس الطبيعي فقط ، فقد أصبحت معرفة الإنسان محل شك ، و تساقطت البدهيات واحدة تلو الأخرى ، و مضى الفلاسفة إلى أبعد الحدود حتى أنهم احتاجوا إلى هدر قرنين من الزمن في صراع لإثبات وجود الإنسان نفسه و بالتالي إمكانية تحقق المعرفة (هذه تحتاج إلى تفصيل يمكن مراجعته تحت عنوان (نظرية المعرفة أو ابستيمولوجيا) .

و عندما بدأ الشك يتطرق إلى كل شيء حصلت هزات عنيفة في هذا العملاق الديني ، فبدأ يظهر (ما بعد ديكارت) مفكرون ينتقدون سياسات الكنيسة علناً و الميتافيزيقا على استحياء خوفاً من بطش الكنيسة كفولتير و روسو و ديدرو و غيرهم من جماعة الموسوعة العلمية ، و أدى هذا إلى بداية ظهور التيارات المادية التي ستتطرف هي الأخرى بعد قرن لترد على تطرف المؤسسة الدينية ، فتجعل من الثورة الحل لكل شيء .

لقد هزّ فولتير و روسو سكينة المؤسسة الدينية ، و مهدوا الطريق لثورة علمانية تُعتبَر المدخل الأول إلى العصر الحديث (الثورة الفرنسية) ، و التي أدت إلى سلسلة من الثورات المادية خلال خمسين سنة اجتاحت أوروبا ، و ظهر الفكر المادي قوياً فتياً يقف في وجه العجوز الديني الآخذ في السقوط ، مما أدى إلى انشطار العالم الغربي إلى شطرين كبيرين ، العالم المادي الملحد و العالم الرأسمالي المؤمن ، طبعاً المسألة أعقد من ذلك فهناك مستوى سياسي خطير و اقتصادي أخطر لظهور العالم بهذين الوجهين المتناقضين ، و لكن بعد صراع استمر نحو قرن من الزمان بين العالمين ، نجد العالم الغربي يدخل في مصالحة علمانية مع نفسه ، فيتجاوز مسألة وجود الله من عدمه أو احترام الكنيسة من عدمها ليهتم بشيء جديد إسمه (المنجَز الحضاري) .

هذا ما حدث باختصار في العالم الغربي كما أفهمه ، فأين تجربتنا نحن في العالم العربي من هذا الأمر ؟؟؟

قياساً على المراحل التاريخية التي مر بها العالم الغربي يمكن أن نقول أن مرحلة ديكارت ظهرت بداية القرن العشرين مع بداية النهضة الفكرية العربية ، و التي بدأت تتصادم بشيء من الخجل مع الموروث الديني تطرفت في بعض الأحيان حدّ التهور كما حدث مع طه حسين .

تجربة طه حسين كانت مبكرة جداً لأنه اعتقد أن المجتمع العربي أصبح مستعداً للدخول في محاكمة الموروث المقدس ، لكنه لم يدرك أن مجتمعه في ذاك الوقت كان يتأخر عن فرنسا و أوروبا قرنين كاملين ، و أنه غير مستعد أبداً لمن يرفع صوته أمام الموروث المقدس و يطالب بمحاكمته .

ربما كان يعلم أن مجتمعه غير مستعد ، فطه حسين أذكى من أن يغفل هذه المسألة ، لكن ربما كان يسعى لاستعجال الأمر بإحداث هزة شديدة في عقل هذا العالم العربي ، و ربما أراد أن تكون الهزة على يديه شخصياً .

بعد طه حسين دخلت المنطقة في جو من العلمانية المستوردة ، و اجتاح الفكر الاشتراكي و القومي العقلَ العربي مزيحاً بذلك القداسة عن الموروث الديني ، و كان هذا الصوت أعلى بكثير من الصوت الديني مما أدى إلى حالة تشبه السبات للأخير .

و كردة فعل طبيعية بدأت تظهر الحركات الإسلامية الأصولية لصد هذه العلمنة المنتشرة انتشار النار في الهشيم ، و بدأ الصراع بين تلك القوى كما حدث في مصر بين عبدالناصر و الإخوان (و بينه و بين الشيوعيين من جهة أخرى ) إلى أن حدثت المصالحة مع بداية عهد السادات ، مما أعطى بيئة مناسبة لترترع الحركات الإسلامية الأصولية و التي كان رأسه الثمن لذلك فيما بعد .

على صعيد آخر ظهر مفهوم الجهاد في أفغانستان و الذي دعمته أمريكا لصد الهجوم السوفييتي الشرس عليه ، و من الشرق إلى الوسط أخذت القوى الإسلامية تعزز من فكرة الجهاد و الحل العسكري لدرء الطاغوت و العودة إلى الخلافة الإسلامية ، مماأدى إلى ظهور مواجهات عنيفة في مصر و سوريا ، انتقلت من بعدها إلى الجزائر ثم السعودية و أخيراً العراق .

هذا ما حدث في العالم باختصار و هذا ما أدى إلى ظهور الصحوة الإسلامية و انتشارها في العالم العربي بعد هزيمة القومية بشكل عام و الناصرية بشكل خاص في ال 67 .

أما مستقبل هذه القوى ، فيمكن التكهن به من خلال التجربة المصرية ، و التي نرى فيها ندماً من قبل القيادات الأصولية عن الفترة السابق و اختيار الحل المسلح كاستراتيجية أولى و أخيرة ، تجسدت بمجموعة من الكتب و الرسائل تتكلم عن ضرورة مراجعة مفاهيم خطيرة كالتكفير و غيره .

و ربما تحتاج المسألة إلى وقت طويل أيضاً ليستنتج الخوارج الجدد في السعودية و العراق أن التفجيرات الانتحارية و قتل الناس لن يؤدي إلى أي حل في المنطقة .

أما على صعيد الناس ، و أقصد بها العوام و ليس المتحزبين ، فالدين في قلوبهم بألف خير هذه الأيام ، فالمصلين في ازدياد أبداً و حضور الدروس الدينية أصبح سمة واضحة من سمات العشرين سنة الفائتة ، و هذا أمر طبيعي أن يعود الإنسان إلى القوى العليا يناشدها الرحمة مع كل هذه الهزائم .

بالنسبة للتيارات اللادينية ، فكما بدأت على استحياء و تحت مظلات علمانية مستوردة خلال النصف الأول من القرن العشرين ، ظهرت حالات شاذة كما قلنا (طه حسين و جلال صادق العظم و القصيمي) ، إلى أن ظهر جيل جديد من النقاد الحقيقيين للدين غير المنتمين لأحزاب خارجية كفرج فودة و سيد القمني و خليل عبدالكريم و بوعلي ياسين و غيرهم مما لا يحضرني ممن يكتبون لنقد الدين بشكل شبه علني و أقل مواربة ، يشبه مرحلة فولتير و روسو .

و بداية ظهور الانترنت سجلت لدخول مرحلة جديدة للادينية ، فأصبح بإمكان أشخاص مثلي أن يكتبوا دون أي خوف من بقايا سلطة المؤسسة الدينية المتمثلة بالإجراءات القانونية ، أو بطش الأصوليين المتحمسين لدخول الجنة من خلال أشخاص مثلي أو مثل القبطان و شهاب و غيرهم من اللادينيين الانترنتيين .

أنا حين بدأت الكتابة من وراء حجاب النت ، كنت مؤمناً أن ما أكتبه سوف يجد صداه لدى فلان ، ربما لا يغير شيء من قناعاته لكنه يغريه بالتساؤل ، طبعاً ليس ما أكتبه أنا فقط ، لأنني لو كنت صوتاً وحيداً لاندثر و لم يحدث أي ردة فعل ، لكنه صوت الكثير الكثير من الشبان ممن نشأوا على كتابات نقد الفكر الديني الحديث ، و بذلك أكون جزء من حركة بدأت ببضعة مداخلات خجولة في منتديات النت في بداية ظهورها إلى حركة يتم حجب صوتها في بعض الدول التي لا تزال تمارس فيها المؤسسة الدينية سطواً مباشراً على عقل الناس .

فما نكتبه اليوم ، و ما تمنحنا إياه النت من جرأة لم يكن لها مثيل في التاريخ لكتابة ما نريد من أفكار ، لا بد أن تؤثر على قطاعات كبيرة من الناس ، ربما لا تكون ذات قيمة بعد عقد أو عقدين ، لكن يكفي أنها شجعت فلاناً ليفكر بحقيقة دينه ، فأخرجت لنا كاتباً ذا شأن .

أنا أرى الجيل الجديد يعاني من تناقضات مخيفة ، فهو لا يحمل حلم وطني و لا يحمل فكراً واضح الملامح ، و هو لا يقرأ ، لأنه خرج من مرحلة غزيرة بالمتناقضات فلم يعد يعرف ما يريد ، و المثقف منه يتخبط بين يسارية العقود الماضية و يمينيتها المتطرفتين ، و هو جيل مهووس بالحرية التي يراها على شاشات الفضائية في العالم الغربي ، و الحرية هي أول الطريق إلى الرقي الجماعي ، و هذا الهوس بالفضائيات و رسائل ال إس إم إس الذي بدأ يزيل جدران الجليد بين الرجل و المرأة لا بد أن يعطي فجراً أكثر انفتاحاً و حرية ، و يترك بعض الناس مبدأ الوصاية الفكرية التي تجعلهم يعتقدون أنهم فقط من يملكون الحقيقة و الوصفة السحرية للعودة إلى زمن العرب التليد . و تجعل الناس يفكرون في ما يسمى (عالمياً) حقوق الإنسان ، و يفهمون حقهم في تقرير من يسوسهم ، و أن الناس جميعهم مشتركون بالمواطنة ، و أنه لا يوجد دين تدين به الدولة ، فلا تجعل من فلان مواطن درجة أولى و آخر مواطن درجة عاشرة حسب دينه .

عندما ننظر في هوياتنا الشخصية و نجد أنها لا تحتوي الديانة ، و نفهم أن هذا الأمر مسألة خاصة بين الإنسان و ربه ، عندها نكون قد دخلنا العصر الحديث .


تحياتي

01-25-2005, 05:01 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو
{myadvertisements[zone_3]}
موضوع مغلق 


الردود في هذا الموضوع
نبي اللادينية المغوار . لمن يبغضه خزي وعار : لقاء الفكر والمعرفة والأسفار مع جميلنا الختيار - بواسطة الختيار - 01-25-2005, 05:01 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  لقاء مع "وزارة الخارجية الأمريكية" العلماني 108 47,226 12-20-2008, 09:21 PM
آخر رد: شهاب المغربي
  لقاء الوعي والتميز والفكر الحر مع الزميل Logikal Eliana 211 73,182 02-06-2006, 12:49 AM
آخر رد: Eliana

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS