يحيى يخلف

إعدام وإتلاف كتاب "قول يا طير" من وزارة التربية والتعليم يمثل اساءة للثقافة الفلسطينية

غزة-دنيا الوطن
استنكر المثقف والكاتب الروائي وزير الثقافة السابق الأخ يحيى يخلف، اقدام وزارة التربية والتعليم على اعدام واتلاف كتاب "قول ياطير"، واصفا هذا العمل بانه يمثل اساءة للثقافة الفلسطينية.
وقال الأخ يحيى يخلف في مقابلة خاصة لموقع الاعلام المركزي-فتح : ان كتاب "قول يا طير" للباحثين شريف كناعنه، وابراهيم مهوي ، هو كتاب علمي ومنهجي، وفيه جهد مبدع وخلاق، جمعا فيه نصوصاًَ من الحكايات الشعبية الفلسطينية، وقاما بدراستها وتحليلها.
وأضاف: ان هذا الكتاب يعتبر مفخرة للثقافة الفلسطينية ، اذ احيا الحكايات الشعبية المهددة بالانقراض، ووضعها في اطارها الثقافي والاجتماعي، ودرسها، وربطها بالبيئة الاجتماعية.
وتابع: ان الكتاب حرص على ابراز جماليات بنصوص الحكاية الشعبية باللغة الدارجة وما تزخر به من قيم وعادات وتقاليد تشمل الافراد والعائلة والمجتمع والبيئة والعالم، وابرز البعد الوطني في هذه الحكايات .
وأضاف: ان هذا الكتاب بما ورد فيه، يعتبر اول دراسة علمية منهجية لا تكتفي بجمع الحكايات، وانما بقراءة دلالاتها وتفسيرها، واعتبارها نصوصاً أدبية ينطبق عليها النقد الادبي، وتربط النص بالمعاني التي يعكسها الواقع الاجتماعي.
ومضى قائلا: انطلاقاً من ذلك ، فان الكتاب رفع الحكاية الشعبية الى المقام العالمي، الذي تستحق ، وابرز مكانتها في لوحة الحكايات الشعبية العربية، بل والعالمية.
وأضاف: ان ترجمة الكتاب الى لغات اجنبية وفي مقدمتها الانجليزية والفرنسية، وجعل منه مرجعاً هاماً للباحثين والمثقفين وطلاب الدراسات العليا، واصبح ايضاً مرجعاً معتمداً في جامعات العالم لقراءة وتدريس تراث وفولكلور فلسطين.
واوضح الأخ يخلف: ان المثقفين فوجئوا بقرار من مسؤول في وزارة التربية والتعليم، يطلب من المدارس اعدام واتلاف هذا الكتاب، وهذا العمل يمثل اساءة للثقافة الفلسطينية، واساءة لمؤلفين الكتاب، وهما اللذان يحظيان بتقدير واحترام الاوساط الثقافية والاكاديمية، على الاصعدة الفلسطينية والعربية والعالمية.
وتابع: لقد اطلعت على رد وزير التربية والتعليم د.ناصر الدين الشاعر، الذي نكن له الاحترام والتقدير وقال في رده "انه لا يعلم بهذا الامر، وسمع بالموضوع عن طريق الصحافة، وانه لا يوجد قرار وزاري باعدام هذا الكتاب.
وأضاف: ان د. الشاعر قال "إن قرار إعدام الكتاب تم توزيعه على مدارس الوزارة بطرق لا يعرفها ، وقال ايضا ان هذا الكتاب مكتوب باللهجة العامية ومن غير اللائق ان يدرس في المدارس التي تدرس اللغة الفصحى.
وأوضح الأخ يخلف: ان رد الوزير فيه مغالطة وتناقض، وهو محاولة للتنصل من المسؤولية، اذ ان قرار حرق الكتاب واعدامه، قد اتخذ من قبل مسؤول رفيع في الوزارة، وان تعميماً قد صدر للمدارس بسحبه واتلافه.
وأضاف: اذا كان هذا القرار قد صدر دون علم ومعرفة الوزير الشاعر،" فهذه مصيبة" ، وعليه ان يتدخل ويوقف هذا القرار، بل ويشكل لجنة تحقيق ، ويقدم اعتذار الوزارة للجمهور ولمؤلفي الكتاب.
ومضى قائلاً: اريد ان اعلم الوزير، ان هذا الكتاب وصل الى الوزارة، عن طريق برنامج التدريب على تدريس أدب الاطفال، الذي يجري تنفيذه منذ سنوات طويلة، بالتعاون ما بين وزارة الثقافة، وزارة التربية والتعليم، بدعم من مؤسسة دياكونيا السويدية.
وأضاف: ان قول الوزير، بان الكتاب باللهجة العامية ، اشير الى ان د.الشاعر مثقف، ويعرف ان هذه النصوص شفوية شعبية، أخذت من افواه الرواة، واهميتها تكمن في نشرها باللغة المحكية ، ولا يعني ذلك ان المؤلفين ينحازان الى العامية ضد الفصحى.
وحول ما يمثله اعدام هذا الكتاب، قال الأخ يخلف: ان هذا الامر في غاية الخطورة ، معرباً عن خشيته من ان يتحول هذا الأمر ، ويصبح ظاهرة وامراً معتاداً في الحياة الثقافية والتربوية.
واضاف: نخشى ان ما حدث يصبح ظاهرة، خاصة واننا واجهنا في الماضي ظواهر مشابه، حين تم منع كتاب ادوارد سعيد "غزة اريحا اولاً". وحينها تصدينا لهذا المنع ونجحنا في السماح لتداول هذا الكتاب.
وتابع: قبل عامين تقريباً، واجهنا ظاهرة ظلامية، حين منعت بلدية قلقيلية، التي تسيطر عليها حركة "حماس"، من تنظيم مهرجان فلوكلوري تراثي في المدينة، بحجة ان فرقة الدبكة للفنون الشعبية مختلطة.
وأضاف: ان مؤسسات المجتمع المدني الثقافية والتربوية، والمثقفين كانوا يتصدون في حينه لمثل هذه الظواهر.
واعرب عن اعتقاده، ان هذه المؤسسات المدنية المنفتحة على الثقافة والفنون والحداثة والتجديد، وكذلك المثقفين المتمسكين بالتراث والاصالة، سيدافعوا بقوة عن الموروث الثقافي وحرية التعبير

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني