كلنا نعلم أن قناة الجزيرة تبث ارسالها من الدوحة عاصمة قطر. ولكن معظمنا لا يعلم من أي دولة في العالم حصلت الجزيرة على ترخيص للبث المرئي. ال ART مثلا حصلت على ترخيص البث المرئي من تاهيتي, لأن الدول العربية ولأن الحكام العرب لا يمنحون ذلك النوع من التراخيص الا لمن كانوا في حرزهم و تحت سكينهم. أما باقي القنوات العربية, و تحديدا قنوات "الهشك بشك" و الموجهة الى غرائز الأمة العربية و لسعودية بشكل خاص فهي تابعة لعائلة آل سعود وليست للسعوديين. وهي تقريبا 12 قناة..

نعود الى قناة الجزيرة و التي تبث ارسالها من قطر..

فالعلم علم اليقين أن قطر دولة يمينية وهابية و هي محمية أمريكية, لا بل هناك قاعدة أمريكية خلف مبنى القناة يسكنها عتاد و جنود و ضباط أمريكيين لا حصر لهم. وقد أعلن رامسفيلد من حوالي سنتين أن تلك القاعدة هي أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط..!!

في الجوار نجد أن هناك ثمة دولة تسمى السعودية وهي أيضا يمينية إقطاعية وهابية و تحظى بحماية أمريكية لا حد لها. بل لدرجة أن بوش (الخول) أقصد الابن قد قبل الملك عبد الله العاهل السعودي في وجنتيه قبلتين حين زاره في منتجعه رغم أن ذلك العرف أو تلك القبلتين ممنوعة قطعيا في البروتوكولات الأمريكية. وأذكر أن ريغان قد قابل أحد الصحفيين في أحد المؤتمرات الصحفية حين كان رئيسا للولايات المتحدة, وسأله أحد الصحفيين عن سبب عزفه للسفر و ملاقاة بريجنيف رئيس الاتحاد السوفيتي فقال مبتسما "كيف أسمح لرجل أن يقبلني على وجنتي..؟!!", وهو العرف السائد في الاتحاد السوفيتي. (الأمريكان يعتبرون التقبيل بين الرجال من صفات المثليين فقط)..لكن بوش الابن ضحى (برجولته) مقابل إرضاء آل سعود..!!

و حسب نظرية فيثاغورث الهندسية التي تقول "يتطابق المثلثين اذا تساوت أضلاعها.." وكنا نعتقد أنها فذلكة فرعونية, لكنها في الحقيقة هي فلسفة..

فإذا تطابق المثلث القطري مع المثلث السعودي, فهل ما نراه على الجزيرة هو خدعة..؟؟!!

قبل 4 شهور تقريبا بثت قناة الجزيرة فيلما وثائقيا عن قضية رشوة ضخمة قام بها ابن الملك عبد الله متعب. وقد بثت الجزيرة الفيلم بالوثائق و المستندات في صفقة أسلحة للحرس الوطني السعودي قام الأمير متعب بالتعاقد مع شركة أمريكية و نال نصيب الأسد في "العمولات"..

البارحة بثت الجزيرة عن صفقة مشبوهة أبرمها ولي العهد السعودي ووزير دفاعها مع شركة بريطانية لشراء طائرات التايفون. و قد بثت الجزيرة آراء القيمين على تلك الرشوة و نصيب الأمير سلطان منها التي قدرت جزافا ب ستة مليارات جنيه إسترليني..!!

السؤال الذي يطرح نفسه دائما: من يقف خلف الجزيرة..؟ حتى أميرها لا يستطيع أن يقف خلف الجزيرة أمام بن سعود لأنهم من طينة واحدة وأصحاب سياسة واحدة ووهابية واحدة و حماية واحدة و كلهم بيوتهم من الزجاج الرديء..

فمن يقف خلف قناة الجزيرة إذن..؟؟!!

مجرد تساؤل..

حسام راغب..