قصتي مع كفافيس .
الناقد و الأديب الكبير رجاء النقاش إسم قريب من القلب ، خلاله تعرفت عام 1970 على شعراء الأرض المحتلة .. محمود درويش و توفيق زياد و سميح القاسم ، و كان ذلك إبحارا في كتاب جميل هو ( محمود درويش .. شاعر الأرض المحتلة ) ، كتاب جميل آخر لرجاء النقاش هو ( قلوب و عقول ) في مقدمة الكتاب يعرض رجاء النقاش قصيدة كفافيس (الطريق إلى إيثاكا ) بمحبة واضحة تسطع على كل الكتاب ، وقفت مبهورا أمام القصيدة كحب يأتي طاغيا في زمن الشعر الرمادي فيسلب القلب بلا مقاومة ، هذا الحب قادني إلى أرفف المكتبات حتى عثرت على كتاب قصائد من كفافيس يزدان ب 152 من مختارات القصائد التي شدى بها كفافيس خلال عمره الخصيب ، ترجمها عن اليونانية د . نعيم عطية .
يجمعني بكفافيس حب صوفي عميق للأسكندرية القديمة ، أسكندرية العصر الذهبي و بقاياها التي تعلقت بأذيالها صبيا و يافعا قبل أن تغادرنا مسلمة الشاطئ اللازوردي لأكوام القمامة و خمور مغشوشة و ليل بهيم ، يجمعني به طبيعة متوحدة تأبى الجموع و تنفر من كل ماهو شعبي وشائع و يومي ، شخصية الsteppenwolf كما رسمها بقلمه هرمان هيسه في رائعته الحزينة الشهيرة ، تجمعني به الميثولوجيا الإغريقية بأربابها العظام و أقدارهم المحتومة ، هكذا أصبح كفافيس وجه جديد للأسكنرية لا أراها بدونه .
سألني أحد الزملاء يوما لماذا لا أحب سوى الأشعار القديمة ، أجبته أليس معاصرا كل شعر جميل ؟.هكذا أرى شعر قسطنطين كفافيس معاصرا .