يحكى أن ...................

يحكى أن رجلا طلب المثول بين يدي الخليفة المأمون .. اذن له امير المؤمنين .. فدخل الرجل وقال: يا مولاي اريد ان اعرض عليك موهبة املكها .. قال المأنون : هات ارنا ما عندك ..

غرس الرجل ابرة في الأرض، ثم رمى ابرة واحكم التسديد فدخلت في ثقب الابرة المغروسة في الارض، ثم رمى اخرى فدخلت في ثقب الابرة الاولى، ورمى اخرى فدخلت في ثقب الثانية... وهكذا .. حتى بلغت الابر المرمية 100 ابرة !!! ..

نظر الرجل الى المأمون بزهو ... فيما كان المأمون يحملق متعجبا لدقة الرمي والتسديد .. ثم صفق بيديه قائلا : امرنا لك بمائة درهم ذهبي ومائة جلدة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ..

تعجب الرجل وقال : لما الجلد يا مولاي ؟؟ ..

اجاب المأمون : أما الدراهم فتقديرا لموهبتك في التسديد والرمي .. أما الجلد فلانك اضعت هذه الموهبة فيما لا ينفع !!!!!!!!!!:angryrazz:

تذكرت هذه الحكاية وانا اقرأ هذا الشريط الجدلي الذي جمع كل فنون المماحكة والجدال والمناكفة والسفسطة .. وغاب عنه الحوار العقلي والفكري المفيد للقارئ !!!! بين فلسطيني كنعاني والمتخصص !!! ( كذا !! ولا ندري متخصص بماذا بالضبط ؟ ) ابو عاصم .. وطبعا تحول هذا الشريط بهمة الشباب الى مسلسل مكسيكي !!! .. والمصيبة ان كل المداخلات تخلو من اي فكرة محددة او مفيدة للقارئ ( مع احترامي طبعا للطرفين المكسيكيين المشاركين في الشريط ) .. فكل شخص حريص على الرد على الآخر بكليمات دون ان نفهم على ماذا يتحاورن بالتحديد ولاثبات ماذا ؟؟ فقد اجتمع في هذه المطولة الجدلية ( لا الحوارية ) كل المواضع تقريبا من الدين والفقه والحديث وعلم الرجال والتفسير والطب والهندسة والتاريخ والسياسة والجغرافية والفنون والجنس !! والطبخ .. وقلي البيض وحشي الكوسا .. وكأننا نسمع الى دردشة نسوان في برنامج صباح الخير .. والنتيجة نخرج من هذا الشريط دون ان نفهم على ماذا يتجادل الديكان المتصارعان ؟ ولاثبات ماذا بالضبط ؟ .. وما هي الادوات الفكرية المستخدمة في الاقناع والحوار ؟ ..

عفوا .. كان هذا فاصل منشط لقارئي هذا المسلسل ..

بعد الفصل نبقى مع الحلقة 158 من مسلسل ابو عاصم وفلسطيني كنعاني : قولكون شو ممكن يرد ابو عاصم على كلام الفلسطيني ؟؟ ومعقول يسكت الفلسطيني ؟؟ تابعوا معنا التفاصيل بعد البريك ..

اما انا .................. :boisdormant:

فعلا زمن الفراغ !! ..

شهاب الدمشقي.