اعتذر تأخر ردي لضروف خاصه:
واعود لاكمال ما ابتدات به في المشاركه السابقة,
قد تم في المنتدى سابقا مناقشه قضية الاطر المعرفية ,ومشاكل التواصل التي قد تضهر على اثرها , والفكرة الاكثر عمقا كانت هي تمايز واختلاف المسلمات من بنيه معرفيه الى اخرى سواء داخل الثقافه الواحده او بين ثقافات متمايزه ايظا.
واذكر ايظا انه قد تم وصف هذا البنى المختلفه "بالجزر المنعزلة" ونذكر ايظا ان كثير من الفلاسفة و العلماء قد اكدو نظريا على الاقل استحالة الحوار والاتفاق في مابين هذه الجزر ..
في الناحيه العربيه بشكل خاص يمكن فحص هذه النظريه بدقه عند دراسة انماط القبول والرفض لاستيراد لمنتجات الحداثه الى هنا . نرى اطياف كثيره في الساحه تحاول تقنين العلاقه بالغرب , من ايام الامام محمد عبده الذي كان يرى في الغرب اسلاما بلا مسلمين و في الشرق مسلمين بلا اسلام الى الكتابات المعاصره والنقد الحديث التي تري ان من المستحيل استمرار صمود جرز متهاويه-من الطراز الاسلامي- ضد المد الحداثي والمعولم .
ومباشرة اود ان اتسائل عن مشكلة العلوم الدقيقه التي وجدت قبولا واسعا في الاوساط الاسلاميه وحتى الدينيه غير الاسلاميه عدا نمر خفيفه تضهر هنا وهناك اثرا لضروف اجتماعيه وسياسيه , مثل كتابات ابن باز في مطلع التسعينيات الكون واراءه في علم الفلك.
نعم من الممكن جدا ان نرى اليوم شيخا وقسيسا وحاخاما مختلفون حتى النخاع في اشياء كثيرة واساسيه بيد انهم يتذوقون جميعا لذة العلوم الدقيقه , عداك عن مضاهر الاعجاز التي انفرد بها تقريبا المسلمون باستحداثهم لادوات جديده في خصي النصوص.
وعند مقارنه مدى قبول العلوم الانسانيه في المجتمعات الدينيه قياسا الى العلوم الدقيقه يكون الفرق مذهلا , ووجب على هنا ان اقول ما ذكره الزميل وليد في موضوع صدام الحضارات , من ان الانسان واقع لا يمكن ضبطه وجعله ثابتا ازاء ادوات قياسنا ومراقبتنا , فهو ليس فقط معنى ثابت نسعي الى فهمه بطريقه ستاتيكه بل هو كائن خالق للمعنى ومن الممكن ان يتخذ مواقف من النظريات التي تحاول وصفة وشرحة.
ولو ان الطبيعه ايظا استغنت عن عنصر الثبات فيها لانهارت العلوم الدقيقه كاملته . فلولا مبدا حفظ الكتله مثلا لما استطعنا تحديد وقياس كميات فيزيايئه مهمه مثل السرعه والتسارع والزخم ....
وفي هذا الخضم يبرز للمثقف دور محوري ورئيسي في الثقافه الاسلاميه و العربيه ,,
اهم ما يمكن ان يقال ان محاولة نقل منتجات الغرب وفلسفاتها في مجال الانسانيات كقوالب جاهزه للتطبيق الى مجتمعات ذات بنيه معرفيه مختلفه امر محكوم عليه بالفشل وعدم الجدوى منذ البدايه ناهيك عن اثارة الحنق الشعبي على الغرب الذي يتولاه الخطاب الديني المظاد وموجه الدفاع عن الذات المتوقعه سلفا.