المقصود يا تروتسكي هو كالتالي:

أنت هنا تصف حالات الاتصال بالكائن الأعلى على أنه هلوسات وحكاوي السندباد. ولكن هذا كلام أو كما تقولون في فلسطين "طق حنك" لأن حكاوي السندباد هذه هي واقع يفرض نفسه وإنْ لم نقل إنها جزء لا يتجزأ من الواقع فصارت متداخلة في كل صغيرة وكبيرة من مجريات الحياة اليومية بمجتمع الشرق الأوسط.

هذا الواقع الوجداني يفرض نفسه على كل إنسان متصل بثقافة الشرق الأوسط سواء شاء أم أبى. لا تقدر بكل بساطة أن تقول لجارك المسلم إن هذه هي حكاوي السندباد و"مش كل مرة راح تسلم الجرة". عوضا عن ذلك، تتقاطع معه في "قصة السندباد" هذه وتتلاقى وتنطلق به، إن شئت الحوار، من حيث هو واقف وتمضيان في البحث عن عالم ربما هو أكثر واقعية لك من عالم السندباد. لنفرض أنك أصررت على أنه عالم السندباد وكل هذه خزعبلات إلخ إلخ، ماذا يحدث؟ تغلق الباب حول نفسك ولا يسمعك أحد إلا أنت الذي عندئذ تسمع نفسك وبس. مافي حد غيرك سيكون حاضر أمامك وقتئذ.

إذا، السندباد أو الحصان المجنح أو مركبة إيليا النارية هي واقع وأمور تمتزج امتزاج وثيق بالواقع الذي نعيشه، سواء شئت أنا إبراهم أم لم أشأ.