أخي الأستاذ بشار:

أعتقد أن كلينا قد وضعه إصبعه على لب المشكلة و تكمن في السؤال الرئيسي و هو:

اقتباس:هل يمكنك أن تشرح لي حرية التعبير ماذا تعني؟

عندما أقول حرية التعبير لا أقصد بالمرة التسفيه أو استفزاز المشاعر أو الحط من قدر مقدسات إنسان ما. و لكن أقصد أن كل ما هو مقدس في نظرنا يجب أن يخضع للمناقشة و المساءلة. لك أنت كمسلم أن تسأل بحرية المسيحي السؤال التالي: كيف وصلتم إلى هذه الأناجيل التي تعتبرونها معترف بها؟ و ماهو المقياس في الاعتراف؟ و لماذا تم الاعتراف ببعض دون البعض الآخر؟ إلخ مادمت أنا وأنت ارتضينا الحرية في المناقشة فلا يجب أن يقيدنا أي شيء من الخوف أو الرهبة و هذا طبعا يقتضي توفر المزيد من الثقة لا أن أقابل إنسان ما ثم أطرح أسئلتي في وجهه و لا توجد أصلا مساحة للتفاهم المشترك. أنا ضد أن تخرج أفلام مثل عمل المخرج الهولندي. أرفض هذا. لكن في الوقت نفسه يعجبني مثلا عمل هذا الرجل الأسباني ابن حزم و دراساته التي نالت إعجاب كثيرين من البحّاثة في علوم المشرق مثل البروفسور ألفرد غيّوم Alfred Guillaume فيما يخص مناقشته لمسائل التوراة مثلا. أعتقد أن السهم يجب ان يكون ( رايح جاي ) و تتوفر إمكانيات لمساءلة القرآن و التراث المنقول في الإسلام. لا يجب أن يحتد أحد ما و يتهدد و يتوعد لمجرد أنه يشعر أن ثوابته تتخلخل بل يتمسك صادقا بمقولة عبد المطلب: للبيت رب يحميه.

و دمت أخا عزيزا.

(f)