ما حصل في الحقيقة, اننا انتقلنا من الوصاية السورية للوصاية الامريكية, و بقي وكلاء الوصاية انفسهم... يعني تغير مدير السجن و بقي السجان نفسه و يا فرحة المساجين...!!
و الانكى انه ايام الوصاية السورية كانت الازمات اللبنانية بسيطة و خفيفة و سخيفة و تحل عادة على مائدة عشاء مع مازة و رقاصة شرقية, و ربما تنفع سيارة "شبح" كهدية او توظيف هنا او هناك, اما الان فقد اصبحنا كريشة تتقاذفها اعاصير السياسات الدولية , بدءا من مشاريع الشرق الاوسط الجديد, و انتهاءا بظاهرة السوربنوفا في مجرة في اكس دبليو , مرورا بالعلاقات الامريكية الروسية و الملف النووي الايراني.... فباتت مصيبة عظيمة كحرب تموز احدى وسائل و خصائص زمن الوصاية الامريكية العادية جدا, و بات جحيم الفصل السابع من مفردات الترويع و الاجبار لتمرير امور و سياسات, بعدما كان اقصى ما كان يفعله السوري يومها كي يمرر (بطحة عرق) هوالصريخ على الزعيم المعني, الذي كان غالبا ما يكون شريكه في البطحة اياها....
الان الشريك هو هو لم يتغير, لكن معلمه تغير و قواعد اللعبة و تعقيداتها و اهوالها تغيرت....
و الغريب ان بعض اللبنانيين (كليلين) فرح جدا و هو يرى لبنان "يلقم" في مشط المسدس الامريكي تمهيدا لاطلاقه على سوريا, ظانا ان في ذلك "خلاص" للبنان, بل و يلقب بتبعات ذلك على السوريين انفسهم !