بريّ يخلط الأوراق والكلام عن التقسيمات الإدارية لمواجهة ثقافة التقسيم
خمسة أسئلة تحمل الإجابة عنها مدى نجاح القمة لبنانياً

الكلام عن قانون الانتخاب لا يزال مجرّد كلام، ومع ذلك بدأ يفعل فعله السحري، و«العوارض» الأولى ظهرت من خلال الاستنفار الواسع في صفوف الماكينات الانتخابية للتأكد من موازين القوى وحسابات الربح والخسارة التي تأتي بها كل صيغة من صيغ التقسيمات الإدارية، ومدى مردوداتها المربحة على المصالح الخاصة لكل قطب من أمراء السياسة في لبنان.
ويتردد في بعض الكواليس كلام مفاده أن الرئيس نبيه بريّ قد أطلق ديناميّة سياسيّة مختلفة عن التوازي والتزامن بين المحكمة والحكومة. وإن تبادل الرسائل ما بين عين التينة وبكركي قد اتخذت من الدائرة الانتخابيّة عنواناً لها، في حين أن المضمون أعمق وأشمل، وكأن رئيس المجلس شاء أن «يستثير» همم الصرح البطريركي الماروني للتطلّع جيداً حول ما يجري في لبنان، ومن حوله، والتحديات التي بدأت تواجه ليس فقط الصيغة والنظام، بل الكيان، وعندما يذهب لبنان بوفدين وشرعيتين ومنطقين وتوجهين الى القمة العربية فيجب أن يحمل الأمر على محمل الجدّ عن مدى خطورة الانعكاسات والتداعيات في ظل غياب التسويات والحلول السحرية، وعندما يصبح الاستحقاق الرئاسي معرّضاً للأستهداف فيجب أن يبنى على الشيء مقتضاه، وعندما تسدل الستارة عن كل البشاعات والفظائع السياسيّة التي ترتكب بحق لبنان وأكثريته الصامتة، ويكتفي الأميركي والفرنسي والأوروبي كما فعل العربي في قمة الرياض بدعم الرئيس فؤاد السنيورة وحكومته، فمعنى ذلك أن لبنان المشطور عموديّا بين أكثرية موالية وأخرى معارضة، متجه نحو المزيد من الاصطفاف الطائفي والمذهبي والفئوي والمناطقي، وبالتالي نحو المزيد من التأزيم السياسي، وربما العصيان المدني والوطني، وبداية للفرز على مستوى الإدارات الرسميّة، وفي هذه الحال يصبح الكلام عن التقسيمات الإدارية وقانون الانتخاب نوعاً من الترف السياسي الذي يسهم في تغطية مؤامرة تفريغ البلاد من آخر ما تبقى من مقومات الجمع، أمام الطحشة غير المبررة لثقافة التفريط والتقسيم والتفتيت، ودائماً المتخفيّة بشعار العجز عن إيجاد ولو تسوية مرحلية للأزمة المتفاقمة.
ما يزيد من الأجواء الضبابيّة تعذر قمة الرياض عن توفير الأجوبة على أسئلة خمسة لا تزال في مصاف التحديات:
لماذا وما هي الأسباب التي حتمت على قمة الرياض التعاطي مع الوفدين «وجهي الأزمة» بصيغة وجود غالب ومغلوب، وهي التي تنادي بأن الحل في لبنان لا يمكن أن يثبت ويستقر ويستمر إلاّ إذا بُني على صيغة لا غالب ولا مغلوب؟
ولماذا كانت الانتقائية في التعاطي مع الوفدين، وكان هناك نوع من الحدب الخاص والتعاطف المعلن مع الرئيس السنيورة ووفده، وهي القائلة بأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية، وإنها على مسافة واحدة من الجميع؟!.
ولماذا اتخذت الورقة اللبنانية كلّ هذا الضجيج السياسي، وسُوّق مشروع إدخال بعض التعديلات الطفيفة عليه بشكل مسرحي لا يخلو من الكيديّة، على الرغم من أن الجميع يعرف بأنها شيك من دون رصيد، ورصيدها مجلس الأمن، والقرارات الدولية ذات الصلة، والمزاجية الأميركيّة في التعاطي من خلالها مع الواقع اللبناني بمعايير واشنطن المزدوجة المتقلبة تقلب موازين مصالحها في المنطقة؟.
وثالث هذه الأسئلة يتصل بواقع الأزمة ومستقبلها، بعدما نجح المشرفون على سير أعمال القمة في تحييد كرة النار اللبنانية، عن اجتماعات الملوك والرؤساء والقادة، كي لا يحرق سعيرها وشائج الوّد الطرية لنسج ما يسمىّ بقمة الإجماع العربي، وحصر الحديث عنها ـ وهذا فقط من باب الأمل والتوقع ـ في الاجتماعات الثنائية، خصوصاً تلك التي عقدها خادم الحرمين الملك عبدالله مع الرئيس السوري بشّار الأسد؟!.
وتقضي الموضوعية القول بأنه لم يتوافر الكثير حول ما دار من بحث ونقاش، ولكن ما من مكتوب إلاّ سيظهر، والأيام الطالعة سوف تحمل المزيد من الأخبار والمعلومات حول ما إذا كان قد تمّ التطرق الى الملف اللبناني، وما إذا تمكن العاهل السعودي من التوصل الى حل لعقدة المحكمة ذات الطابع الدولي؟، وحول ما إذا كان الرئيس الأسد قد تمكن من توفير بعض الضمانات بشأنها للإفراج عنها، وتمرير القانون الخاص بها عبر القنوات الدستورية اللبنانية؟... أم أن الوضع بشأنها سيبقى محاطاً بالكثير من دوائر الغموض والضبابية؟.
أما رابع هذه الأسئلة فيتعلق بصلة الوصل بين «تفعيل» المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت عام ,2002 وبين الإصرار الواضح والصريح على توفير الدعم لحكومة الرئيس السنيورة على أمل أن تكون على مستوى هذا الدعم، وتتحمل المسؤولية السياسيّة والوطنية تجاه التداعيات التي قد تترتب على لبنان وعلى ساحته الداخلية وتوازناته الطائفية والمذهبية من جراء «هذا التفعيل»، خصوصاً إذا ما دعت الدواعي الى التخلّي عن حق العودة وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم ,194 وإيجاد صيغ بديلة مختلفة بدأت بعض الدوائر الأميركيّة والأوروبية الغربية بالتسويق لها عن طريق التصريح والتوضيح بأن مليارات من عائدات النفط محجوزة لترتيب أوضاع الذين لا يشملهم مبدأ لمّ شمل العائلات، سواء في أمكنة إقامتهم الحالية، او في الأمكنة الجديدة التي قد تتوافر عند بعض الدول القادرة على الاستيعاب؟!.
بالطبع إن المعزوفة معروفة، والرد سيكون عن طريق المزيد من المزايدات والتغني بشعارات الحرص على الدستور والتغني بمقدمته التي ترفض التوطين، ولكن بين الشعارات والواقع هناك الفوضى السياسية والفوضى الدستورية الضاربة أطنابها، والتي جعلت المستحيل ممكناً في زمن القحط السياسي والوطني؟!.
أما خامس هذه الاستفهامات والأسئلة التي لا أجوبة عملية علميّة موضوعيّة عليها بعد، فهو هل القمّة قد حدّت فعلاً من زخم التدخل الدولي ـ الإقليمي ـ العربي بشؤون لبنان الداخلية، كي تنجح المساعي والوساطات من تركيب حلّ او تسوية وفق صيغة لا غالب ولا مغلوب؟، أم أن بعض ما جاء في الكلمات والخطابات والمناقشات سيؤدي حتماً الى ردود فعل مختلفة وربما قاسية من شأنها أن تعرّض الساحة اللبنانية اكثر فأكثر لتكون ساحة تصفية الحسابات العربية ـ العربية، والعربية ـ الإقليميّة، والإقليمية الدوليّة في زمن الصفقات والتسويات في المنطقة؟، وهل تمكنت اجتماعات ولقاءات الرياض من إقناع سوريا على الخروج من الحضن الإيراني والعودة التدريجية الهادئة المتوازنة الى الحضن العربي؟، ووفق أي سقوف وشروط وضمانات؟، وما انعكاس كلّ ذلك على لبنان إذا ما استمر على الصورة التي ذهب بها الى القمة؟، أي ما انعكاس كلّ ذلك على «اللبنانيْن» والمنطقيْن والشرعيتيْن؟.
وبانتظار الأجوبة الناجعة الشافية على هذه الأسئلة وعلى غيرها، لا يزال هناك بعض من وميض التفاؤل عند القائلين بأن الأمين العام عمرو موسى قد عرض على الرئيس فؤاد السنيورة في الرياض أفكاراً جديدة للترويج لمبادرته وإنجاحها، وأيضاً عند القائلين بأن السعودية التي بدأت في مسعى استيعاب الأزمة في لبنان ترفض أن تفشل، أو أن يقال بفشل مسعاها؟!.

جورج علم/السفير
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
قمة الرياض شكلت انتصارا لسوريا

رأى مراقبون سوريون ان نتائج قمة الرياض شكلت انتصارا لسوريا حيث استطاعت امتصاص عواصف سنة كاملة من الأزمات مع الملفات الاقليمية والزعماء العرب.

وأكد لـ"ايلاف" عماد نداف المحلل السياسي والاعلامي السوري "ان دمشق تمكنت من امتصاص عواصف سنة كاملة من خلال قمة الرياض ، وأهمها على الصعيد اللبناني

بهية مارديني من دمشق:
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

هل من آراء

:aplaudit:

:Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	هل من ردود لهذا الموضوع؟	الوطن العربي	11	779	05-16-2014, 02:40 AM آخر رد: Rfik_kamel
	موضوع : غير المسلم في القرآن + حوار مع الاخت "سوسنة الكنانة" حول الموضوع ..	الــورّاق	0	450	04-18-2013, 10:35 AM آخر رد: الــورّاق
	أرجوا من يستطيع تعميم فكرة هذا الموضوع على المنتديات	مؤمن مصلح	11	2,417	10-26-2010, 09:17 AM آخر رد: مؤمن مصلح
	الموضوع طويل ، تحملونا من فضلكم !	Awarfie	1	563	09-21-2008, 01:44 AM آخر رد: Awarfie
	هل لديك فكرة عن هذا الموضوع ؟ و اية صحف تحدثت عنه ؟	Awarfie	3	1,368	08-03-2008, 01:43 PM آخر رد: Awarfie