Arrayبالنسبة ليونغ (رداً على الزميل إبراهيم) .. فهو تحدّث عن شيء قريب جداً مما تقول .. لكن ليس تماماً .. فيونغ يعتبر أنّ جميع الأمراض العصابيّة التي تصيب الإنسان بعد سن الخامسة والثلاثين .. مردّها التأثير الديني التاريخي الذي يندفع من اللاوعي الجمعي .. بمعنى .. أنّ هذه الأمراض تنتج عن البعد عن الدين .. والعلاج عند يونغ هو الاستجابة لتاريخ الطبيعة والدين .. حتّى عند الناس الذين نشؤوا في جوّ لاديني تماماً .. بل هي تكثر عند هؤلاء ..

وقد لمّح في كثير من المواضع إلى أنّ "الإلحاد" هو خروج عن السياق التاريخي للتطوّر الإنساني .. ويعتبر يونغ أن مشكلة الإنسان "المعاصر" الأساسيّة هي الابتعاد عما سمّاه "الروح" وذاك مردّ العصابات والأمراض النفسيّة .. soul ..

بمعنى .. أن تفسيرك معكوس بعض الشيء .. حسب يونغ أورفاي سيعاني بعد الأربعين من مشاكل لن تطالك

[/quote]

عزيزي خوليو:

حلها بسيط (f) جميع أعمال يونغ عندي الآن في البيت وأنا من المعجبين به لحد الهوس؛ ففي أي مجلد من أعماله أي سلسلة المجموعة الكاملة تتذكر أنه قال هذا؟ ما قلته لك أتيت به من مجلده Symbolic Life وقال إن كل واحد يفعل حسناً لو سلك باتساق مع تكوينه. هو لا يدافع بالضرورة عن الإيمان أو الإلحاد أو يرى واحد منهم صحي أكثر من الآخر. قطعاً لا. بحسب فهمي، وبناء على ما قرأته في مجلد يونغ المذكور هنا، أورفاي يعيش حياة متناغمة ومنسجمة وسيبقى هكذا من المهد إلى اللحد. لو انقض على تكوينه وقرر مثلا أن يشتري سبحة وبدأ يفرط سبحته أو يفعل هذا أو ذاك، فسوف سيعاني من أمراض نفسية عاجلاً أو آجلاً على وجه التقدير.

حياة اللا وعي الجماعي وعلاقتها بالرموز أو الـنماذج archtypes قد أترجمه أنا في صورة صليب في حين يترجمه أورفاي في صورة كيانه العقلي.. الـ archtype موجود في وعينا ونحن نترجمه بصورة تختلف من واحد لآخر.

انقضاض يونغ على الإلحاد بصراحة ومن وجهة نظري كان نقمة منه على فرويد والذي تطرف وقام بتفسير كل شيء تفسير مادي بحت؛ ناهيك عن الود المتوتر بينهما والذي تحول لخصومة وجروح نفسية ظاهرة في أعمال يونغ تقريباً بلا استثناء؛ ولكن لا يونغ ضد الإلحاد أو في صفه. بصراحة، هو ككثير من الأوروبيين في هذا الوقت أغنوستي أو لا أدري agnostic. ومعه الحق في ربط العصاب بالـ نفس و ذلك لأن الإنسان يسعى محموماً لإثبات شيء أصلا خارج عن حواسه.. شفت المسخرة؟ الله أصلا خارج عن حواس الإنسان المدركة ومع ذلك يستميت ويستبسل في الدفاع عن وجوده أو نفيه وهنا المعضلة المضحكة؛ وهكذا يراها مولانا يونغ تقدس سرّه.