بعد أن قرأت الكثير عن تلك الحقبة
ظننت أن الشك في أحقية الإمام علي عمن سواه بكل شيء بعد رسول الله (ص) ضرب من الحماقة

لكن أجد أن الأصوات تتعالى دائما على ذلك

ليس ذلك إلا انحرافا وتأججا لما زرعته الأحداث التاريخية من جبر للمسلمين على قبول السلطة وتقديس الملوك لأنفسهم

أبوبكر وعمر وعثمان صحابة كبار كان لهم دور بارز
ولكنهم لم يملكوا لسلطتهم أي حق
فيما ملك الإمام علي كل الحقوق

لذا حدث ما حدث
لكن الأهم أنه قد حدث ولم يكن بالإمكان الانتفاض عليه
لذا آثر الإمام علي السكوت

المشكلة أن بعض الصحابة أخذتهم العزة بالإثم فباتوا يتمادون
هذا ما أسس لانفجار الصراع (بني هاشم - بني أمية) فيما بعد
وهو الصراع الذي بدأ حتى قبل زمن جد الرسول (ص) عبدالمطلب ليصل إلى زمن عبد مناف

نحن نقدس النصوص المنسوبة إلى الرسول (ص) بشكل يجعل الطائفية تزداد سوءاً ولا أدري أي آلية أصح
تلك التي يتبعها أهل السنة أم الشيعة
وهل ثقات الشيعة أفضل من ثقات السنة وكيف يمكننا أن نعرف قطعا أخبارهم ومناقبهم
ثم لم صرنا ندون الحديث بعد أن منعنا الرسول (ص) عن ذلك
هل هناك ما يفيد بأن الرسول (ص) غير رأيه بهذا الشأن؟
السنة والعترة تبادلا موقعهما في نص حديث الثقلين
فهل يعني ذلك أنهما وجهان لعملة واحدة؟؟
وكيف يمكن لمعاوية أن يكون خليفة إماماً..
وهو لا يملك ذرة مما عند أي صحابي خاض في بدر وأحد
لولا الملامة لقلت أن عبدالله بن أبي بن سلول أحق منه
لم صرنا نقدس الصحابة ونعتبرهم ممنوعين على النقد رغم أنهم كانوا ينتقدون بعضهم ويطعنون في إيمان بعضهم ويقاتلون بعضهم ويكفرون كل يوم عدة مرات ويعصون ويشربون ويزنون ويجلدون ويُجلدون وتتعارض مصالحهم وآرائهم وفتاواهم؟؟

الأسئلة التي تدور بخلدي دوما..
كيف أسس معاوية لإجبار الناس على قبول ولاية ابنه يزيد
وكيف استطاع أن يلجم ألسن الجميع عن معارضته
وكيف كان له أن يشحذ همم آلاف المسلمين لقتال الإمام علي؟ أي قوة تلك التي استخدمها ؟ قوة المال والرشوة أم قوة العدل والإحسان؟
ما هي حقيقة النصوص التي أوردها البخاري ومسلم حول ما حدث في ذلك العهد وتدلل على وجود ديكتاتورية مستبدة وتهديد مباشرة بالقتل لأي معارض لمعاوية أو صحبه؟
كيف نسي البعض أن مصطلح السنة والجماعة برز في عهد معاوية لتفريق من يوالونه عمن يعادونه؟
ولماذا صرنا نقول أننا من أهل السنة والجماعة دون أن نعي الدلالة والعمق التاريخيين لهذا المصطلح؟
لماذا نساوم على جدليات تاريخية ونحن نعلم أن الله أراد للإسلام أن ينتشر سواء بإمامة علي أو بإمامة غيره؟ هل يعقل أن الله رأى كل ذلك ولم يتدخل؟ ألا يمكن أن يكون ذلك الشرخ اختبارا حقيقياً للإيمان والعقيدة كان كل من يظن أنه صحابي مبجل معصوم مبشر بالجنة هو بحاجة له لكي يثبت أنه إنسان لا أكثر اجتهد وأخطأ وأخطأ واجتهد لتبرير الخطأ..؟؟ (اختبار للإيمان تخوضه كل نفس على حدة وليس بشحذ طائفي جماعي)
لم لا نؤمن بكل ذلك ونبقى إخوة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا ويفضح الله منا الفاسق والفاجر ويسكن من آمن بالحق جنات النعيم؟؟
هل كانت الإمامة الدينية لتصلح في زمن لم ينضج فيه الإيمان والإسلام بعد؟؟ وإن كانت تصلح هل كانت لتكون قادرة على مواجهة تيار النفاق والكفر والدسائس خصوصا وأن خلافة الإمام علي لو أنها كانت الأولى لكان ذلك يعني أن أكثر الصحابة الذين يعتقدون في نفسهم الأفضلية سينقلبون عليه ويعادونه؟

لقد لخصت كثيرا من أفكاري ونظرياتي حول الحقيقة في كلمتين أؤمن بهما كثيرا من واقع حياتي الصاخبة والمليئة بالأضواء..

إن انتصار الحق لا يترك نفس الأثر القوي الذي يتركه انهزامه

لذا فأنا أحمد الله لأن الإمام علي وأبناؤه ماتوا شهداء... وماتوا وهم على حق