أومن بأن الكثيرين منا يعيشون دائماً مع كتب تفيدهم وترّوح عنهم وتزيدهم معرفة وغنى ومتعة. وأعلم - من خلال تجربتي - بأن بعض نصائح الأصدقاء لي بكتاب أو بآخر وفرت لي صحبة جميلة وأفادتني إفادة عظيمة. لذلك، أطرح هذا السؤال عليكم، عسى أن نستفيد من اهتمامات بعضنا البعض، ولربما اكتشفنا أيضاً عوالم نجهلها مع وجودها على قاب قوسين أو أدنى منا.

لن أطيل، ولكني أجوب هذه الأيام بصحبة كتابين، أحدهما - بالفرنسية - مترجم عن الانكليزية للكاتب والصحفي البريطاني "روبرت فيسك" بعنوان: لبنان، بلد شهيد. أما الآخر فهو دراسة أدبية "لثرّيا ملحس" صدرت في الستينيات وعرضت "للصوفية في أدب ميخائيل نعيمه".

كتاب "روبرت فيسك" لا يؤرخ لتاريخ لبنان في العقود الثلاثة الأخيرة بقدر ما يتيح لك أن تعيش مع هذا الصحفي الذي غطى تاريخ هذا البلد منذ أواخر السبعينيات. هو كتاب مؤثر يعرض، بالإضافة للأحداث في لبنان، للقضية الفلسطينية بأبعادها الانسانية وواقعها المعاش على الانسان الفلسطيني.

كتاب "ثريا ملحس" المعنون بـ"ميخائيل نعيمة، الأديب الصوفي" كان في وقته فتحاً من الفتوح. فهو أول كتاب حاول رصد أدب "ناسك الشخروب" من خلال "صوفية نعيمة". وقتها، كان كثير من المعتنين بالأدب المعاصر قد عرضوا لأدب "ميخائيل نعيمة" (مثل الدكتور إحسان عباس، والدكتورة نادرة جميل سراج وغيرهما)، ولكن أحداً من هؤلاء لم يحاول "فهم" أدب "ناسك الشخروب" من خلال "صوفيته"، مع أن "الصوفية" هل العلامة المميزة لهذا الفيلسوف الأديب الذي لعب دوراً رئيسياً في تكويني الأدبي والفلسفي.

أخيراً، لا مانع البتة من أن يعرض بعض الزملاء لكتاب أثر فيهم فيعرفّونا عليه وعلى كاتبه علنا نستفيد ونتعلم، فقيمة كل شخص (كما أحسب) بما قرأه، بل لعلنا نستطيع أن نحرّف بعض الشيء المثل المشهور ونقول: قل لي ماذا تقرأ (أو من قرأت)، أقول لك من أنت !!!

(f)

واسلموا لي
العلماني