مولاي علي نور، بارك الله فيكم وحشركم مع محمد وآله الاطهار.


المحترم ، العقيد


قولك : هل تقول ان الرسول لم يتعرض للاذي من اليهود ومنافقي قريش اكثر من الحسين الف مرة وعرضه على القبائل ومحولات قتله العديد من المرات الم تحضى في قلوبكم بشي من الالم

اقول : نعم قد تعرض الرسول (ص) للأذى من قريش وغيرهم ، ولكني كأني اراك لم تقرأ ما كتبته لك بتمعن، ان الحسين (ع) قد ذبح وحمل رأسه على رمح طويل وطافوا برأسه على البلاد، ولم يفعل ذلك بأحد بعد الاسلام مباشرة، أو قل على الاقل لم يفعل بهكذا عمل مع من قال فيه رسول الله (ص) انه سيد شباب أهل الجنه.
و مقتل الحسين عليه السلام بداية المآسي والانقلاب على الاسلام بالصورة العنيفة والقذرة، اذ ان من فعل ذلك لا يمكن ان يقف على حد بعد ذلك، والكل يعلم ان يزيد هو الذي هدم الكعبة وما كان قتله للحسين إلا مقدمة لهتك حرمة الدين الحنيف.

فمقتل الحسين (ع) يا اخي انما فتح باب من ابواب هدم الاسلام المحمدي الاصيل، الذي بدأ بقتل الحسين (ع) وعدم احترام الدين من اساسه، كيف وقد وقف امامهم الحسين عليه السلام بعمامة رسول الله (ص) وثوبه فلم يؤثر ذلك فيهم بل زادوا سخطا، وكأنه اتو من اجل ابادة الاسلام المتمثلة في شخصية الامام الحسين (ع) .

تقول ان كلامي غير مبرر، واقول لك ، هل تستطيع ان تعطيني بمثال فيه ان رسول الله (ص) يبكي احدا قبل موته، وتأمرني ان لا ابكي عللاى الحسين بعده. عجبي أليس الاولى ان يبكي الناس على الفقيد بعد موته ، ام انك تبكي على موت ابتك التي سوف تموت (بعد عمر طويل) ولا شك في ذلك . فإذا كنت تعجب على من يبكي الحسين (ع) عليك ان تكون اكثر عجبا على من يبكيه قبل موته باكثر من اربعين عاما.


قلت ابرر ؟؟!!
ابرر ماذا ؟ أليس قد بكاه الرسول (ص) وقد سقت لك الروايات الصحيحة والتي لا تقبل التزاحم، ألم اذكر لك ان الصحابة قد بكوه؟؟ ، ألم اذكر لك ان امهات المؤمنين قد بكته، ؟؟ ألم أذكر لك ان التابعين قد بكوه ، ؟؟

أليس في ما نقلته لك دليلا على ان الرسول (ص) و الصحابة وامهات المؤمنين والتابعين قد بكوه ، فلماذا استنكاره علينا في حين ان رسول الله (ص) وصحابته ومن تبعه باحسان قد فعلوه.

ثم الم اذكر لك ماحدث في مصر ، وان اهل مصل قد اقاموا اول مجلس عزاء ؟ ألم يحدث ذلك ، فلماذا لا تنكره عليهم في حين انهم من اهل السنة ايضا.؟

واني عندما اجزع من فعل كهذا انما هو ايضا مفاده ان حرمة الاسلام قد انتهكت، وان العدالة التي انزلها الله على نبيه قد اهينت، وان القرآن الكريم والرسول العظيم قد انتهكت حرمه ، فهو القائل : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ، فأين عترته ؟ وما فعلوا بها ، ألم يذبحوها ويسبوا عترته ، فماذا بقى من دين قد اهين فيه نبيهم.


اما قولك عن الرسول (ص) فأننا ايضا نقيم عليه العزاء، وكذلك على باقي اهل البيت، فان كنت لا تعلم ، اعلم يرحمك الله ، اننا نقيم العزاء في كل عام في ذكرى وفاة الرسول (ص) وكذلك الائمة من اهل بيت النبي (ص) ، ويتميز يوم عاشوراء عن باقي المناسبات لذكرى انه كان يوما دموي قد انتهكت فيه حرمة الاسلام وابيحت فيه حرمة كما سبق في الحديث من اباحة المدينة وهدم الكعبة ويعلم الله لو انه اطال في عمره سنة اخرى لهدم باقي الدين كله (اقصد يزيد الملعون).


ولك في كتب أهل السنة ما يكفي من ذكر هذه الحادثة الاليمة التي دعت احد اثمة اهل السنة ينعي الحسين (ع) كما سقته لك سابقا، وايضا لو كان لك طلب لعمدت لذكر مايفيدك اكثر مما نقلته الكتب رغم محاولة بني امية من اخفائها والتستر على الخزي والعار الذي فعلوه.

يقول الشاعر الفلسطيني (جمال حمدان) في قصيدته

هَـذَا ابْـنُ فَـاطِـمَ يَـا يَزِيْدُ وَهِذِهِِ *** بِـضَعُ الْحَبِيْبِ , وَسِبْطُ آلِ الْمُرْسَلِ
الْـمُـخْلَصُوْنَ, الْمُنْتَقُوْنَ مِنَ الْوَرَىَِ *** مِـنْ عَـهْـدِ آدَمَ لِـلْـزَّمَانِ الْمُقْبِلِ
يَـا لَـيْـتَ شِعْرِيْ ! هَلْ تَقُوْلُ لِجَدِّهِِ *** يَوْمَ الْحِسَابِ : هَتَكْتُ سِتْرَكَ فَادْعُ لِيْ!
وَقَـطَـعْـتُ نَـسْـلَكَ يَا نَبِّيُّ تَقَرُّباًِ *** وَجَـرَتْ دِمَـاؤُهُـمْ كَجَرْيِ الْجَدْوَلِ
نُـكِـبَـتْ ثَـمُوْدُ بِنَاقَةٍ حِيْنَ انْبَرَىَِ *** أَشْـقَـىَ الْـعِـبَادِ لَهَا بِحَدِّ الْمُنْصُلِ
هِـيَ نَـاقَـةٌ جُـعِـلَـتْ لِمِثْلِكَ آيَةًِ *** مِـثْـلُ ابْـنِ يَاسِرَ إِذْ أُصِيْبَ بِمَقْتَلِ
لَـكِـنَّـهُ الْـحِـقْدُ الَّذِيْ مَلَكَ النُّهَىَِ *** فَـغَـدَا يَـمُـوْرُ بِـجَانِبَيْكَ كَمِرْجَلِ
لـلـهِ تَـصْـرِيْفُ الأُمُوْرِ , فَهَبْ لَنَاِ *** فِـيْ الصَّبْرِ أَجْراً , يَا مُعِيْنَ الْمُبْتَلِيْ!




تحياتي