Array
:mad2: :mad2:

أريد أن أعرف يا إبراهيم ويا نسمة سواء كانت سحاقية أو حتى بنت دين كلب ماذا سيغير ذلك؟ :mad2: هي حرة في تصرفاتها و هل إن كانت فيمينست أو جن أزرق هل هذا يعطينا الحق في مصادرة كتبها و منعها من كتابة ما تريد لمجرد أن أفكارها لا ترضينا؟ :mad2:

أرى أنك تحلم بعالم من الأديان و الحضارة و البتنجان المخلل... رغم كونك تعرف جيداً أن هناك فرق شاسع بين كل الأديان التي ظهرت قديماً و الأديان السماوية التي قلبت الأرض لجحيم كبير، أنظر إلى عدد الحروب بسبب الدين و عدد من مات بغباء شديد من أجل خرافة إله غائب و دين مجهول...

بصراحة يا إبراهيم لما بتكلم معاك بخصوص الأديان بحس ضغطي هيعلى لإنك بتبسط الأمور جداً رغم إنك عارف إن سبب تخلفنا هو إننا ماشيين ورا الدين و أهملنا العلم و العلمانية..
[/quote]

1. كونها سحاقية لا يضرني شخصياً ولكن كونها تدعم هذه الأفكار وتريد نشرها كعقائد في مجتمع عربي شمولي وتعتبر طريقة التفكير هذه هي الأمثل لبني الشرق أو غيرهم فهنا لن يصبح الأمر مجرد شخصي ولكن هنا تضع نفسها في موضع المساءلة العامة لأنها ببساطة أصبحت شخصية عامة. سحاقيتها تخصها وحدها إن كانت حقاً سحاقية أو لا ولا تفرق معي. أما ما تروج له من أفكار فيضعها في موضع أوسع من الدائرة الشخصية وهو النطاق الاجتماعي العام وتحت المجهر مباشرة. من جهة المصادرة، أنا ضدها تماما ولا يوجد عندي شيء اسمه محرم في المعرفة. . لا يوجد شيء محرم بالمرة.

2. الأديان التي ظهرت قديما هي الأصل وأم الأديان الحاضرة. كل واحد يبني على ما قبله ولا يخرج شيء من فراغ. تطبيق الدين، قديما أو حديثاً، وتطبيق المباديء، قديما أو حديثا، يختلف من شخص لآخر وهناك من سيجعله إما فردوس أو جحيم.
من جهة الحروب حول الأديان، فكل الفضائل تقوم حولها الحروب ويتناحر الشعوب. أنظر مثلا لفضيلة الكرم وفضيلة العفة وفضيلة الشرف وفضيلة عزة النفس... و فضائل متعددة وتأمل كم نقيم الدنيا ونقعدها لأن الأمر لم يصبح فيه الكلام عن فضيلة بمعناها المجرد ولكنه يمس مشاعرنا الخاصة وفي مناطق العقل الباطن التي قد لا نشعر بها مباشرة.

3. يؤسفني صدقا أن كلامي في أي زواية من الزواية وليكن الدين منها قد يسبب لك هذه المشاعر الغاضبة وأرجو أن لا أتسبب في هذا والعفو والسماح منك. ولكن اسمح لي أن أقول لك شيء بسيط: أنظر إلى جدي وجدك ... جدتي وجدتك.. وآبائهم وأمهاتهم.. وأجدادهم.. كل هؤلاء الناس "الطيبين بتوع زمان" لم يكونو لا دينيين. كانوا أصحاب دين بسيط ودينهم دفعهم إلى الطمأنينة في الحياة فسمعنا منهم عبارات جميلة مثل:
اسعى يا عبد وأنا أسعى معاك....

يا عمي قول يا باسط....

العبد في التفكير والرب في التدبير...

قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.. مش ممكن تحصل لنا حاجة واللي ربنا رايده هو بس اللي هايحصل... [ ما أروع هذه العقلية المطمئنة في أهالينا يا صديقي :h: ]

لا يهمنا صغير ولا كبير وما بنخافش إلا من اللي خلقنا!

وعبارات كثيرة تسلمناها من أهلنا و لا يجب أن نزدريها بل هي ميراث لنا وله تأثيره الجميل في نفسنا وحياتنا اليومية والعبرة بالتطبيق والعمل والمفعول لا بالأفكار البراقة والثوران والتمرد عوضاً عن الاطمئنان.

تحياتي لك :redrose: