منذ قليل .. حمّلت كتاب الكاما سوترا .. وأظنّ أنّي سأمضي ليلة ممتعة بقراءته :10:

في الشهرين الماضيين .. قرأت باقة من الكتب المميّزة .. إلا أنّ أغلبها كان بمجال علم النفس .. أعمال موسوعيّة في علم النفس تقارن بين علماء مختلفين أو تتناول جانب معيّن من النفس وتدرسه معتمدة على ما قيل فيه (كان لبعض الزملاء في النادي الفضل في توفير بعضها) .. بالإضافة لكتب لفروم ولاكان ورانك .. وأعدت تصفّح عدّة كتب كنت قد قرأتها سابقاً لفرويد ويونغ ورايك وبيير داكو إلخ .. إلخ ..
لكن .. أظنّ أنّ هذا المجال غير مثير لأغلب من يكتب هنا .. لذا سأنتقي لكم أجمل ما قرأت في الشهرين الماضيين بعيداً عن مجال علم النفس .. و علوم البيولوجيا ..

- حضارة الطين : شاكر المصطفي
لفت نظري حين وجدت أنّ نزار قبّاني هو من خطّ مقدمته .. بينما المؤلّف اسمه شاكر مصطفى وهو كما فهمت من أحدهم أنّه كان وزيراً سورياً سابقاً .. الكتاب يتحدّث عن أزمة تعجّ في الحضارة الغربيّة والإنسان الغربي نتيجة الانقلاب العلمي على الأخلاق والدين والمجتمع .. فيستشهد بقول ينعاد كثيراً بين أوساط الأدباء : العلم جعل منّا آلهة قبل أن يجعل منا بشراً ..
ويؤيّد الكاتب أن العلم فرّغ الإنسان من إنسانيّته .. وأنّ الإنسان الغربي في حالة قلق تنعكس على أدبه الوجودي واللوحات السرياليّة .. والموسيقى الحزينة .. ويقارن بين أدب "سارتر" من الغرب .. وطاغور من الشرق .. حيث يبدو الثاني أكثر ثباتا واستقراراً ..
الكتاب قديم الطبعة .. وهو مكتوب في عام 1950 .. حيث كانت تلك الفترة هي فترة الأدب الحزين الثائر على منجزات العلم .. بعد الحروب العالميّة وقنبلة هيروشيما .. ويدعو (أقصد الأدب) إلى أنسنة العلم .. كما يثور على الرتابة التي فرضها العلم .. الذي سلب من الإنسان حرّيته .. وهنا يستشهدون عادة أنّ الإنسان الأمريكي لم يعد قادراً أن يغيّر مفصليّة صغيرة في حياته اليوميّة .. فيومه مبرمج كالآلة .. بينما ترى الفلسفة الوجوديّة أن وجود الإنسان ينبع من خلقه لماهيّته في كلّ لحظة .. وهذا الخلق أساسه الحريّة .. فالإنسان في الوجوديّة حرّ بشكل مطلق .. لذا فهو يتحمّل تبعات أعماله .. وذلك ما يغرقه في الحزن ..

الكتاب جميل .. يستحق القراءة بجدارة .. لكن يحتاج إلى إلمام بتاريخ الفلسفة الغربيّة .. واطلاع على الفلسفات الوجوديّة بالتحديد .. وإلا فإنّه قد يسحرك .. ويوقعك بقلق فكري حاد .. فهو مخيف بمحتواه لمن لم يقرأ لسارتر أو جيد أو غوته مثلاً من قبل .. ولمن لم يتعوّد أن تتعرّض بعض ثوابته لهزّة ما .. فرغم أنّ الحضارة الغربيّة قد تسحر أغلبنا .. لكن لا بأس من النظر إلى الجانب السلبي منها ..

بالمصادفة البحته .. قرأت بعد هذا الكتاب .. كتاباً آخر .. ربّما كان مقلقاً أكثر من سابقه .. ويوجّه للحداثيين أمثالنا ضربة موجعة أيضاً :10: .. وهو التالي :


- المرأة .. بحث في سايكولوجيّة الأعماق : بيير داكو
من عدا أنو هالكتاب بناقش بعض المفاهيم السايكولوجيّة الخاصّة بالمرأة بلغة سهلة جداً ما بتتطلّب أي معرفة مسبقة بعلم النفس .. فهو بيطرح مفصليّة مخيفة فعلاً .. وممكن تتصنّف على إنها ذات نزعة يمينيّة .. لأنها ثائرة على الاتجاه يلي بسير فيّو العالم .. وعلى الحركة النسويّة خاصّة ..
بيحكي الكتاب عن الصراع الذكوري الأنثوي .. عن أنوثة مهدورة ضمن المقاييس الحديثة .. بحيث أنو اليوم بالمجتمع الغربي .. بسيطر الرجال عالنساء إنما بشكل آخر .. بشكل أكتر بشاعة من السيطرة التاريخيّة السابقة يلي قعّدت النساء بالبيت وحوّلتهن لعبيد .. لا .. الكاتب بيحكي عن عبوديّة للمرأة اليوم بثوب الحريّة .. هنن لبّسوهن قناع الذكورة بشخصيتن .. وخلّوهن أنصاف رجال وأنصاف نساء ..
هو انتقاد لمجتمع غربي يفتقد للمسة الأنوثيّة بتركيبتو السياسية والاجتماعيّة .. وطريقة تعاملو .. الكاتب بكل سطر بذكّر أنو هو ما عبيدعو للعودة بالتاريخ .. إنما هو من أشد معارضين هيك اتجاه .. إنما عبيحكي عن التأثيرات التاريخيّة والتراكمات السايكولوجيّة يلي أدّت بالمجتمع للوصول للشكل الحالي .. يلي بدو فترة كبيرة من النضج البشري لنخلص من شي أسمو استعباد الأنوثة .. الكاتب بشير مثلاً إلى أنو الأنثى تميل للاستقرار .. للتشخيص .. للطبيعة .. للأصيل .. إنسانية .. بينما تركيبة الحياة الغربيّة مضطربة .. مجرّدة .. اصطناعية .. متغيّرة وثائرة بشكل دائم .. غير انسانيّة .. فيقول الكتاب مثلاً أنّ الحكم لو كان للنساء .. لما نشأت الحروب .. ولما اعتمد على القوّة .. لكن نشوء هذه الحروب وتكالب القوى هو دليل على حكم ذكوري بحت على التركيبة الحياتيّة .. ولو أنّو في مشاركة سياسية للمرأة .. هالمشاركة ما بتعكس شخصيّة المرأة الحقيقية .. إنما هي لابسة توب الذكورة ..

الكتاب ضخم .. حوالي ال700 صفحة .. لذلك تلخيص فكرتو بسطور قليلة أمر مستحيل .. كما أنّو طرح الأفكار بالطريقة يلي طرحتا فوق غير مقنع .. إنّما الكتاب بكاملو بيمشي معك خطوة خطوة .. ليوصلك للنتيجة المذكورة فوق .. بالإضافة إلى أنّو شامل .. بحيث أنو ما ترك شي عند المرأة إلا وعالجو .. حتى البرودة الجنسية والمازوخيّة وغيرو ..

لازم هالكتاب تقراه وميض ..:).. بس للأسف .. ما أظنّو متوفّر عالنت ..



- الفتنة الكبرى .. الجزء الثاني : طه حسين ..
كتاب يحدّثك بشكل مفصّل عن الحقبة الأخيرة من الخلافة الراشديّة .. طه حسين أجمل من يكتب التاريخ .. وحتّى لو أنّ القارئ يلمّ بالأحداث التاريخيّة .. فالربط والتحليل .. لا يحلو إلا لو قرأ طه حسين ..
كان للزملاء في النادي فضل توفير هذا الكتاب ..



- العنف والمقدّس والجنس في المثولوجيا الإسلاميّة : تركي علي الربيعو ..
المكتوب مبيّن من العنوان :97:


- هيجل والدولة .. أريك وايل
كتاب جامد جداً .. لكنّه ممتع لمن يهتم بالفلسفة .. ويوضّح بعض النقاط المجهولة عن علاقة هيجل بماركس .. وعن علاقة الدين بالدولة حسب هيجل .. ومما هو من ذلك ..


هذا ما تذكّرته .. وأتمنّى أن تكون الكتب التي ذكرتها أثارت فضولكم

خوليو