Array
صديقي العلماني:
مراحب (f)

عندي لك بضعة أسئلة:

1. أعرف أنك تدعم العقلانية لحد فوق العادة من وجهة نظر ملاحظتي الشخصية. كيف توفق ما بين العقلانية والنزعة الصوفية؟ هل أكون منصف لو قلت إن "العلماني" ليس عقلانية محضة؟ صوفية ميخائيل نعيمة كما أراها هي الغوص في أعماق النفس والغوص في أعماق الوجود ككل. فبينما سعى جبران خليل جبران لأن يصبح إلهاً يضارع أبيه الذي يحبه ومعاً يعانقان الشمس، سعى ميخائيل نعيمة أن يصل لكمال إنسانيته معترفاً باتضاع بأن الله هو الله و"ميشا" ميشا كما كانوا ينادونه كإسم للدلال.

2. هل هناك كتب معينة لناسك الشخروب غير موجودة لديك وتبحث عنها؟ عموماً، سأعمل على بعض الملفات قريباً لصور موجودة وللأسف الـ resolution فيها ليس بهذه الدرجة العالية كما كنت أتمنى، ولكنه أحسن من لا شيء في حدود ظروفنا في المهجر. عندي بعض الكتب بصورة ورقية له وللأسف ليست كثيرة واشتريتها أثناء سفرية إلى ديترويت. وعندي كتاب عبارة عن أطروحة دكتوراة حول أدبه قامت به باحثة تونسية قديرة اسمها عفيفة غيث وعنوان أطروحتها "الإنسان والعالم الماورائي عند ميخائيل نعيمة" والكتاب اشتريته من جملة مجموعة من الكتب المسيحية من المكتبة البولسية في جونية. العجيب أنه عند ميخائيل نعيمة يلتقي جميع الناس على اختلاف مشاربهم بشوقهم الجارف إلى الله مصدر حياتهم ولا تجد في اختلاف ميولهم العقائدية أي تفرّق أو حواجز تفصلهم.. ميخائيل نعيمة هو من قال: الدين لله والله للجميع.

3. من جهة قراءاتي هذه الأيام، فأمامي مجموعة من أعمال كارل غوستاف يونغ واليوم أقرأ عن الـ ليبيدو وعلاقتها بطاقة النفس وكيف أن الطاق الجنسية هي طاقة نفسية في الوقت ذاته ويقص أمور ممتعة وعجيبة والكتاب عندي بالاستعارة وكم كنت أتمنى لو أقتنيه ولكن لو اقتنيت كل هذه الكتب أين أضعها؟! الأرفف عندي قد ابتلعت البيت!

تحياتي لك صديقي العلماني.(f)
[/quote]

أهلين ابراهيم

لن أتحدث عن "العقلانية والصوفية"، فالموضوع أطول وأوسع وأعمق من أن تستوعبه مداخلة مثل هذه.

بالنسبة لكتب "نعيمة" فعندي بعضاً منها (سبعون، جبران خليل جبران، كرم على درب، مرداد). وأذكر بأنني قرأت له أيضاً - في السنين الماضية - "الغربال، الآباء والبنون، أبعد من موسكو ومن واشنطن، مذكرات أرقش، همس الجفون".
"ميخائيل نعيمه" هو أحد "أدبائي المفضلين"، معه أعيش في جو هاديء، قريب من نفسي ومن الأرض ومن السماء في وقت واحد. ولن أستغرب لو صدرت عنه في الأيام المقبلة كتب كثيرة، فهو يستحق الوقوف في محرابه وتقديم القرابين على مذبحه.

الله يعينك على "يونغ". وبالمناسبة، قبل بضعة أسابيع كنت أحاول أن أفهم نظرة جهابذة "علم النفس" إلى الدين. بدأت مع "فرويد" وكان سهلاً علي تفهم وجهة نظره واعتباره الدين "وهماً" من الأوهام. ولكني عندما وصلت إلى "كارل غوستاف يونغ" أعدت القراءة أكثر من مرة ولم أفهم، ولعنت "دينه" مثنى وثلاث ورباع، وتركته غير آسف عليه:)... لذلك "الله يعينك عليه":)..

أخيراً، بالنسبة "للرفوف التي ابتلعت البيت" "لا تشكي لي ببكي لك:)" ... آخر "اختراع" توصلت إليه، رغم معرفتي بأنه لن يحل مشكلتي مع الكتب المكدسة، هو إنشاء مكتبة كاملة في "التواليت":).

واسلم لي
العلماني