اسرائيل تعد لحرب جديدة

علّق ناشط مهم في مركز ابحاث اميركي محافظ و مؤيد لاسرائيل على اقتناع تردده جهات لبنانية وغير لبنانية كثيرة بأن اسرائيل تحمي النظام السوري حتى من اميركا، وبأنها تريد الحوار معه لكن اميركا تمنعها من ذلك، قال: "كلا. اسرائيل لا تحمي النظام السوري وخصوصاً بعدما ارتبط بتحالف استراتيجي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وصار معها مئة في المئة. طبعاً ارادت اسرائيل في مرحلة معينة التحدث مع هذا النظام لكن اميركا منعتها". يؤدي إقدام اسرائيل على توجيه ضربة عسكرية مدمرة الى سوريا الى نشوء وضع من اثنين، اما وصول "الاخوان المسلمين" الى السلطة واما الفوضى وربما الحرب الاهلية، فهل تستطيع اسرائيل العيش مع واحد من الوضعين المذكورين؟ سألت. فأجاب سائلاً: "ماذا عن العلمانيين السوريين وعن المعتدلين؟". فأجبت: "الاخوان" هم القوة السياسية الاساسية في المعارضة السورية، لذلك فان حكماً اسلامياً معتدلاً قد ينشأ، فيكون نتيجة لاختبار الحكم الاسلامي المعتدل القائم منذ سنوات في تركيا. كما قد يكون حكماً اسلامياً على الطريقة الايرانية او السلفية الطالبانية. فعلق: "لا أحد يعرف اي حكم سيكون لسوريا اذا سقط النظام الحالي فيها. على كل حال لم تعد اسرائيل دولة مختلفة عن محيطها. بل صارت "دولة عربية" اذا جاز التعبير. دولة تنتمي الى العالم الثالث. فيها فساد، وتناحر احزاب، وخلافات شخصية واخرى تنطلق من مصالح شخصية. قد تبقى اسرائيل متفوقة تكنولوجياً وعسكرياً على دول محيطها، لكنها مع الوقت ستصبح جزءاً من المنطقة وربما يصبح مصيرها مهددا. في أي حال بدأ الاسلاميون ومن كل الفئات والطبقات والمستويات يخشون المستقبل ومعه مستقبل دولة اسرائيل. وما يجري حالياً في الشرق الأوسط اعاد الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي الى الوراء. لم يعد احد يهتم به فعلاً، او يسعى حقيقة الى معالجته. صارت هناك قضايا اكثر اهمية منه. عشنا نحو 58 سنة على هذا الصراع. الآن لا أحد يفكر فيه جدياً".
الى أين تسير المنطقة في رأيك؟ سألت. فاجاب: "المنطقة سائرة نحو الأسوأ. نحو المشكلات والحروب. لم يعد للاسرائيليين ثقة بسياسييهم. عسكريوهم يجرون اعادة تأهيل للجيش بغية استعادة قوة الدولة وقدرة الردع لديها والهيبة. وعندما ينتهي ذلك لا بد من نشوب حرب جديدة لازالة آثار ما حصل في تموز الماضي، او ربما للانتقام منه. وذلك يعني "حزب الله" ولبنان وربما سوريا".
كيف ترى السياسة الاميركية الحالية حيال منطقة الشرق الأوسط؟ سألت. فأجاب: "المشكلة الكبرى حالياً في الولايات المتحدة هي ان الادارة تشعر بالاحباط. ولا يبدو ان عندها سياسة او استراتيجيا واضحة ولا سيما بعد الذي واجهته منذ احتلال العراق. الرئيس جورج بوش ضعيف. نائبه ديك تشيني صار تقريباً بلا سلطة (Powerless). اما وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس فهي خبيرة في اوروبا وروسيا وليس في الشرق الأوسط. حرب العراق لم تحضّر لها الادارة كما يجب، ولا لِما بعدها. لذلك وقعت في ورطة. سياستها تواجه حالياً جبهتين في العراق والمنطقة، جبهة الشيعة الراديكاليين وجبهة السنة الراديكاليين. السعودية والاردن ومصر حسّنت أو بالأحرى عززت علاقاتها مع اميركا لمواجهة ايران الشيعية، وهذا الامر سيقوي الشعور الاسلامي السلفي السني، وفي الوقت نفسه يقوي ايران الجهادية الاسلامية الشيعية ويدعمها. وبذلك ستصبح المنطقة كلها، اذا لم تكن اصبحت، أسيرة جهاديتين اسلاميتين. واميركا متحالفة مع السعودية ودول اخرى غيرها.

يتحدث كثيرون عن ضربة عسكرية اميركية لايران، ولكني حقيقة لا أعرف اذا كان هذا سيحصل. علماً ان كثيرين داخل اميركا وخارجها يتحدثون عن هذا الأمر. في اي حال لبنان ذاهب نحو الأسوأ، في رأيي، وكذلك الشرق الأوسط".
يقال في الشرق الأوسط، وخصوصاً من معارضي اميركا ومناهضيها، انها تنفّذ سياسة الفوضى البنّاءة أو الخلاّقة في المنطقة والتي لا بد ان تفتح الباب امام التغييرات الجذرية المأمولة منها. فما رأيك في ذلك؟ سألت. فاجاب:
"هذا يعني ان حكامنا اذكياء. وهم ليسوا كذلك. في الماضي نجحنا في تنفيذ استراتيجيات وسياسات عدة في اليابان وغيرها. احتوينا الاتحاد السوفياتي، ثم ربحنا الحرب الباردة. والسؤال الآن هو كيف نحتوي ايران. لا سياسة عندنا ولا رجال. وكذلك في اوروبا. فايران لا تسعى فقط الى امتلاك سلاح نووي، بل الى اقامة امبراطورية في الشرق الأوسط. فهل نسمح لها بذلك؟".
قلت .:لكن كثيرين داخل اميركا وفي العالم يحمّلون "المحافظين الجدد" الذين وصلوا الى الادارة مع جورج بوش مسؤولية كل التعثر والتخبط والفشل الذي تواجهه اميركا الآن ومعه الاحباط. فرد: "أفكار "المحافظين الجدد" جيدة. منهم اناس متعلمون ومثقفون، ابتكروا افكاراً مهمة جداً. لكن البيروقراطية اهلكتهم، سواء لأنها ضدهم او لأنها هرمة وعفنة".

عن النهار

:Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	هل بدأ العد التنازلي لتفتيت العراق ؟ : انزال علم العراق باقليم كردستان	ابن نجد	222	49,255	10-14-2007, 02:11 AM آخر رد: ابن نجد
	العد التنازلي	AhmedTarek	1	429	09-27-2007, 10:12 AM آخر رد: AhmedTarek
	اسطورة البرفسور "الاسرائيلي" الذي ضحي بحياته من اجل طلابه الامريكان	طنطاوي	4	890	04-28-2007, 09:43 PM آخر رد: فرناس
	اسطورة المظلومية الشيعية - محمد البغدادي	النجم اللامع	5	1,306	01-08-2007, 08:37 PM آخر رد: journalist
	هل بدأ العد التنازلي لانهزام الغازي بالعراق ؟؟؟؟	نسمه عطرة	2	497	11-30-2005, 02:01 PM آخر رد: طريف سردست