من الذي سيذهب بتلك ( الحقيقة ) إلى سوزانا الفتاة الإفريقية التي تحتضر بالإيدز ليخبرها أن المسيح يعتذر عن استقبالها في السماء لأنه يرقد جثة هامدة في مقبرة بالقدس ؟،:emb:
الزملاء الأعزاء .:97:
قبل الحديث عن القضية المطروحة أريد أن أذهب إلى رواية شهيرة للكاتب الإنجليزي صامويل بتلر سبق أن أشرت إليها في شريط أو أكثر ، هذه الرواية هي Erewhon وهي مجرد عكس لكلمة nowhere ، إشارة إلى أن المكان افتراضي غير موجود ، هذه الرواية تتحدث عن شخص يدعى هيجز سافر إلى بلد بعيد ، ثم اضطر إلى مغادرته في بالون ،و عندما عاد بعد عشرين عام ،وجد أن الناس هناك أصبحوا يؤمنون بدين جديد ، و أنه لا سواه أصبح محور هذا الدين ،و أنه صار إلها مقدسا يعبد تحت إسم طفل السماء ،وأصبح الشعب يحتفل بيوم رحيله بالبالون باسم عيد الصعود ، و عندما حاول هذا الهيجز فضح المهزلة كلها ، أقنعه رجال الدين بألا يفعل ، لأن النظام السياسي و الأخلاقي في البلد كلها يقوم على تلك الأسطورة ،و عندما تتحطم الأسطورة ستعم الفوضى و يصبح الناس كلهم أشرارا ، و هكذا غادر الرجل المدينة التي يعبد فيها بكل هدوء ، فليس هناك من يستطيع إنكار وجود الإله حتى الإله نفسه ، فغير مسموح للآلهة بالتقاعد !.
هذه هي الفكرة إذا .. كلنا سنصبح أشرارا لو لم نؤمن بالمسيحية ( أو الإسلام ) ، إننا لسنا في حاجة إلى الحقيقة فالأمر أخطر كثيرا من البحث عن الحقيقة ، إن البشر لم يكنوا أبدا مولعين بالحقائق الكاملة ، هم مولعون بأنصاف الحقائق و أرباعها و أعشارها ، فقط تلك التي تلائم مصالحهم و تحيزاتهم و أوهامهم ، إن البشر في الواقع في حاجة للأسطورة و ليس للحقيقة ،حتى الأساطير البسيطة لم تعد ملائمة ، هم في حاجة لأقوى الأساطير و أبعدها عن التصديق ، إنك لا تستطيع أن تقود البشرية بالحقائق ولا بالأساطير الضعيفة ، فلن يكبح سليل القرود المتمرد هذا سوى آلهة تتجسد و جحيم مستعر و شياطين تمنعهم النوم ، حتى لو عاد المسيح نفسه اليوم فلن يستطيع أن يغير شيئا يقوله الإعلام عنه !، هناك مليارات المليارات من أقوى العملات قد استثمرت في المسيح و دينه فمن سيجرؤ على تبديدها بلا هدف سوى نشر شيئا تافها كالحقيقة ، بل من هو ذلك القاسي متحجر القلب الذي سيذهب بتلك ( الحقيقة ) إلى سوزانا الفتاة الإفريقية البائسة التي تحتضر بالإيدز ليخبرها أن المسيح يعتذر عن استقبالها في السماء لأنه يرقد جثة هامدة في مقبرة بالقدس ؟، ومن هو ذلك الأبله الذي يخاطر بحياته ليخبر البابا أنه أصبح بلا سلطان و أنهم سيبيعون كرسي البابوية في المزاد القادم بقاعة ( كريستي ) بلندن ، من سيذهب بهذا الخبر إلى بورصة وول ستريت وهو يعلم أنهم سيكافؤنه على أمانته العلمية بجناح مستقل في أبعد المصحات العقلية عن العمران .
هناك 2.5 مليون مسيحي بعضهم يمتلك القنابل النووية يعبد المسيح كإله ،و هناك 1.5 مليون مسلم بعضهم يتأزر بالأحزمة الناسفة يراه نبيا مرسلا رفعه الله إلى السماء ، نصف البشرية تصر أن المسيح في السماء و ليس في قبر بالقدس ، فإي جثة تلك التي تتحدى نصف البشرية ، حتى لو كانت جثة المسيح !.

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ...	العلماني	30	1,859	09-22-2014, 02:54 AM آخر رد: Dr.xXxXx
	الصناعة البشرية للدين	رائد قاسم	0	766	11-05-2012, 09:02 AM آخر رد: رائد قاسم
	ثورة عربية أم ثورة عالمية كبرى ؟	أبو إبراهيم	0	1,361	02-21-2011, 06:43 PM آخر رد: أبو إبراهيم
	لا تستعجلوا وأنتظروا إلى ماذا ستؤول اليه الأمور في كل من مصر وتونس	نوميديا3000	0	1,284	02-15-2011, 12:56 PM آخر رد: نوميديا3000
	حينما يتحدث هذا الرجل ...فلا بد من قراءة وفهم ما يقول	نسمه عطرة	0	1,252	02-15-2011, 12:20 PM آخر رد: نسمه عطرة