( البعصة ) و اسف لهذا التعبير ولكنه معروف و شائع جداً

أول مرة بحياتي أسمع بهذا التعبير وكنت صغيراً بريئاً , كان من بنت أكبر مني ومعروفة بالحارة أنها شقية و زعرة , فلا

أعرف ماكان الخلاف بالتحيد إلا أنني فوجئت بها تطوي اصبعها الوسطى إلى الأمام وتبقي الكف مفتوحاً و تقول لي :" خود هالبعصة " .
انا اندهشت وقتها ولم أفهم لماذا تريد أن تعطيني " بحصة " فلم أعرف ماذا قصدت حتى سألت عن الموضوع وفهمت أنها كانت تقصد الإهانة .

وطبعاً منذ ذاك التاريخ ونحن نتلقى البعصات على قفا مين يشيل وبمختلف النكهات و الطعمات , واقساها على ما أظن عندما تكون بعصة للعضم .

بعصات سياسية , بعصات وطنية , بعصات من أصدقاء , بعصات من صديقات أو حبيبات إلخ..

وكنت أظن أننا نحن الذين فقط نعرف للبعصة إلى أن شاهدتها في بعض الأفلام وأذكر مرة وأثناء الانتفاضة الفلسطينية عرضت إحدى المحطات لقطة لشاب فلسطيني يرفع يده ليبعص جندي اسرائيلي فيرد له الاسرائيلي البعصة بأحسن منها على الطريقة الأوروبية وهي عكس العربية إذ يقوم المرء بثني كل الأصابع ماعدا الوسطة وتبقى " مشنكة " لفوق
فقلت لنفسي ياريت دائماً يتقاتلون هكذا .

ما أقصده من الموضوع ليس طبعاً سرد تاريخي للبعصة فالموضوع اسخف من أن نبحث في أصوله ونصرعكم به ولكن ما أريد أن أوضحه هو
الفرق بين هذه الحركة البسيطة والحركة الأخرى عندما يظهر على التلفزيون أوفي الصورة أو في بعض الخطب سياسية كانت أو خطب الجمعة ممن يشهرون أصبع السبابة ويبدأون يلوحون بها تهديداً لنا , كما يفعل الظواهري أو غيره من الأوصياء على ديننا و أخلاقنا وممن يعرفون الله أكثر منا فيبدأون بتهديدنا بالله وبعذابه أو بالقنابل و المتفجرات وقطع الرؤوس .
اخر صورة استفزتني ودفعتني لهذه الكتابة هي صورة ذاك الشهيد " معاذ بن جبل " الذي فجر جسده الطاهر الشريف في الجزائر .

يا جماعة بالله عليكم أيهما أفضل ان يرفع أحدهم اصبعه الوسطى ,أم يرفع اصبع السبابة .

بالنسبة لي شخصياً أن يرفع الوسطى فهي أستر و اسلم وأأمن .