عقل في الكف.. الشباب حلاً!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
الاربعاء 26 كانون الثاني 2005
حسن م. يوسف
عندما يعلن الشباب استسلامهم لليأس تكون فسحة الأمل التي يضيق العيش دونها قد تبددت! هذا أول ما خطر ببالي وأنا أقرأ الرسالة الساخطة التي جاءتني من مجموعة شباب عاطلين عن العمل، طلبوا مني إيصال صوتهم المبحوح إلى المجتمع عله يلتفت للواقع المزري للشباب الذين سيكونون مستقبله ولو بعد حين!

«إننا شباب في مقتبل العمر، درسنا وتعبنا وسهرنا الليالي لنجد لنا مكاناً في هذا المجتمع الذي لا يرحم ولا يعترف إلا بالقوي والغني ...جبنا جميع الدوائر الحكومية من أجل عمل لكننا لم نفلح ...سجلنا في مكتب «التشغيل» لكننا لم نستفد شيئاً ... ‏

بأي زمن أصبحنا ؟ بأي دنيا نحن؟ إن من واجبنا أن نطيع أوامر دولتنا، ولكن على دولتنا أن تؤمن لنا حياة كريمة دون إذلال أو تذلل لأحد». ‏

[SIZE=5]بعد ذلك يلفت أصحاب الرسالة النظر إلى ما ينشر في الجرائد من حوادث ثم يطلبون من محرري صفحات الحوادث أن يجيبوهم على السؤال التالي: «هل كل من يرتكبون الجرائم هم مجرمون حقيقيون، أم أن المجرم الحقيقي هو الحياة بكل مقوماتها التي دفعتهم لذلك؟». ...:aplaudit::aplaudit:‏

أعتقد أن هذه الكلمات المقهورة تضعنا في مواجهة واحدة من أكثر المشاكل التي يواجهها مجتمعنا إلحاحاً. فالشباب هم الحل لجميع الأزمات إذا ما أحسن استخدام طاقاتهم ، ومن الجنون تيئيسهم وتحويلهم إلى أحد أبعاد الأزمة! خاصة أن مواطنينا الأشاوس نشطاء في مجال الإكثار والتكاثر، لدرجة أن بلدنا الحبيب سورية يعتبر من بين أكثر بلدان العالم شباباً وفقاً للمقاييس الدولية، إذ بلغت نسبة النمو السكاني لدينا خلال العام الماضي 2.4% وهذه النسبة هي من بين الأعلى في العالم. ‏

أفكر في الشباب ، فيحضرني قول الشاعر الإنجليزي روبرت سوثي : «مهما عشت وامتد بك العمر تبْقَ السنوات العشرون الأول هي النصف الأطول من حياتك». صحيح أن الربيع يعود كل عام لكن ربيع العمر يمر مرة واحدة وإذا انقضى لا يعود. ‏

لكن أغرب ما قرأته حول الشباب هو فكرة تنسب للزعيم الإيطالي الفاشي بينيتو موسوليني ، إذ يعرف الشباب بقوله : «الشباب مرض يشفى المرء منه قليلاً كل يوم !» ‏

صحيح أن الدولة لا تستطيع أن تعيل مجتمعاً كاملاً من الموظفين ، لكنه من واجب الدولة أن توجد الفرص وأن تساعد الشباب على الاستفادة منها، وعندها سيصبح الشباب هم الحل بدلاً من أن يكونوا جزءاً من الأزمة!