{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
في مديح المخيلة
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #5
في مديح المخيلة
2
الدراما والمأساة في المخيلة

لا يمكن أن نتصور لحظة ألا يتواجد عنصر الدراما، الحزن، المأساة، والكوارث الطبيعية والإنسانية في المخيلة، هل حلم أحدكم (أحلام يقظة) أو بنى في عالمه الداخلي المتخيل، قصصاً سعيدة من الألف للياء؟ أشك، بل أجزم أن المخيلة والتي هي أساس العمل الروائي مثلاً، تنسج دوماً حبكةً يكون فيها البعد الدرامي حاضراً بقوة.
تساءلت دوماً لماذا مخيلتي الغزيرة الواسعة لا تحلم بأشياء ظريفة جميلة، بأشياء سعيدة؟.
تذكرت أحلاماً كثيرة (ربما أنني أخلط الآن اللاوعي بالمخيلة، فالمخيلة واعية بجدارة)، من تلك الأحلام هي الأحلام الناقصة، التي لا تكتمل بها السعادة، لا يكتمل بها لقاء مع فتاة، أو حب، مثلما حصل بحكايات "خوليو" والقبلة المستعصية عليه في الحلم.
الدراما إذاً متواجدة بشكل قوي وحاضرة في المخيلة، الدراما هي ربما أقدم نوع من أنواع السرد الأدبي، خصص لها اليونانيون مسرحاً، بل لم يكُ المسرح إلا دراما وتراجيديا خالصة، مآسي بعد مآسي، تتخللها لحظات فرح.
لماذا؟
أزعم أن ذلك إسقاطاً للحياة بأسلوب مبالغ به، المآسي نحن عليها متعودون ونعيش من خلال الحرمان بشكل عام، فالشبق، والجنس ورغبته ناجمة عن الحرمان منه، الشبع لا بد أن يسبقه جوع وإلا لن نستلذ الأكل أوالجنس أو حتى التبول.
الحرمان؛
الألم هو أساس من أسس الحياة برأيي، من دون الحزن لا فرح، من دون التعب لا راحة، ومن دون الألم بشكل عام لا أمل ولا سعادة.

المخيلة إذاً تعيد إنتاج ما بالحياة مع تضخيمه وأمثلته (رده مثالياً)، فلا جبن بالمخيلة، لا صغار، لا وضاعة، لا شيء عادي. في المخيلة نخلق الأبطال، ربما لأننا نفعّل في عملية الخلق الخيالي خاصية التجريد الإنسانية بجدارة، نجرد الإنسان من إنسانيته الواقعية الرتيبة، من العاديات، من الرغبات العابرة، من النزوات، من النواقص، من الأردان ومن الوسخ.
فلا رائحة فيه للحبيب غير رائحة الجمال والفل والياسمين حتى لو لم يتحمم لستين سنة:)، ولا نمارس الجنس فيه إلا بأفضل الوضعيات وأطولها وأفضلها وأروعها وأمتعها، ولا نذهب للحمام إذا شئنا وحتى إن تبولنا فكل شيء فيه ناصع نظيف جميل.
نجرد، ونجرد، ونجعل من كل شيء مثالياً ،ألم يقولوا مثلاً أن المتغرب يصير يرى مزابل الوطن أمراً غاية في الروعة، أجل، إنه يجردها من واقعيتها وتصبح في مخيلته رمزاً وأمراً غاية في النظافة، يمثل شيئاً وليس هو هو بحد ذاته.
فالعنف إذاً في المخيلة كيف يأتي، من أي باب يدخل علينا، ولماذا ؟ ما هذا الألم والسادية والمازوخية التي نتخيلها أحياناً، نرغب بالتألم ونؤلم غيرنا. فلماذا؟ أفلأننا نجعل من المخيلة تجريداً لواقعنا نصبح فيه الأبطال الذين نتخيل، المجرمين الذين نكره، والعبيد الذين نحتقر؟

استطردت ربما أعلاه، لنعود لموضوعنا، وقبل أن أعود ببعض المتخيلات العنيفة، أرغب بسماع رأيكم عن المخيلة، كيف تتفاعلون معها ،وماذا تتخيلون؟ هل تشعرون بالذنب حين تتخيلون أموراً عنيفة؟ وكيف تتحايلون على مخيلتكم؟

محبتي
طارق
04-12-2007, 10:22 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
في مديح المخيلة - بواسطة ابن سوريا - 04-11-2007, 10:32 PM,
في مديح المخيلة - بواسطة طنطاوي - 04-11-2007, 11:10 PM,
في مديح المخيلة - بواسطة خوليــــو - 04-12-2007, 08:30 PM,
في مديح المخيلة - بواسطة ابن سوريا - 04-12-2007, 09:58 PM,
في مديح المخيلة - بواسطة ابن سوريا - 04-12-2007, 10:22 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  في مديح العودة ... ابن سوريا 68 13,288 09-04-2009, 11:43 AM
آخر رد: loay

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS