Array

فغير معقول ان ترزح هذه البشرية بهذا النعاس والغيبوبة الشبة كاملة للبعض الأعم والأغلب
تقتات على قصص وأساطير متناقلة حتى تريح وتتكلس خلايا الدماغ

[/quote]

الأخت العزيزة .. نسمه عطرة .:97:
لا يجب أن نخشى شيئا من الأساطير الجميلة ، الخوف كله من الحقائق القبيحة ، إننا جميعا في حاجة للوهم ، نوع من الوهم اللذيذ الذي يجعل الحياة أكثر سعادة و أقل ظلما ، إن أجمل مافي الحياة هي مجموعة من الأكاذيب .. الأشعار و باقات الورد و عبارات الحب التي يرددها الرجال في مسامع النساء و الشمس الغارقة في المحيط و عقود الياسمين .. كلها أكاذيب و لكنها أكاذيب رائعة فمن يريد الحقائق ؟ .نحن جميعا نعلم أن الأديان مجموعة من الأساطير و لكننا نؤمن بها !، كان الفيلسوف الأمريكي الإسباني الأصل جورج سنتانا يقول :" إنني أصدق المذهب الكاثوليكي رغم علمي أنه مذهب كاذب " و هذا أفضل ما يفعله الإنسان الحكيم ..أن يصدق الأكاذيب المفيدة .
إن المقابر لن تضيف شيئا للحقائق التي لا نحتاجها و لن تخصم شيئا هاما من الأكاذيب التي تسعدنا و تفيدنا ، حسنا .. ربما يجدون مقبرة يسوع الناصري و لكن المسيح لا مقبرة له ، إنهما ليسا نفس الشيء ، المسيح ليس بشرا بل هو فكرة ، هو عمل فني رائع ، بل هو أروع عمل فني انتجته البشرية ، إنه الmasterpiece الذي أبدعه عقل الإنسان في كل الأزمنة ، نعم كان لابد من مأساة .. من مادة خام لصناعة إله كامل ، و هذا ما قدمه يسوع الناصري الدم و الألم و الدموع و الصليب ، لقد احتاج الأمر ل300 سنة وعبقرية الحضارة الهلينستية كي ينتجوا لنا من هذه الأدوات البسيطة المسيح الإله الرائع الذي عرفته البشرية و أحبته لدرجة العبادة ، كان يسوع الناصري نجارا يهوديا فهل يرى أحد ذلك اليهودي في المسيح ؟، هل المسيح بملامحه الهيلينية الوسيمة الشقراء يشبه يهوديا مثل شارون أو مناحم بيجين ؟، هل يمكن لليهود المكتئبين الذين يقدسون التعاسة و يحرمون صناعة التماثيل أن ينتجوا لنا كل تلك التماثيل الرائعة و ترانيم الكنائس الشجية و شجرة عيد الميلاد ؟، هل يشبه المسيح في شيء يهوه رب الجنود المولع بالضحايا البشرية ؟، لا يحتاج الأمر لعبقرية خاصة كي نرى المعايير الهيلينستية وهي تعيد إنتاج المسيح و أن نشاهد أرباب الأوليمب في العائلة المقدسة ، نراها حين تتحد الآلهة و البشر في كيان واحد .. بشري و مقدس معا ، لقد أنتجت أعظم الحضارات الهيومانية إلها هيومانيا رائعا ، فمن يريد شيئا آخر بدعوى الحقيقة التي لا جدوى منها ؟، هل نريد حقا باحثين عن الحقيقة ؟ .. هناك بوش و بن لادن و خلفاء شارون كلهم يبحثون عن حقيقتهم الخاصة و يريدون فرضها على البشرية ، أليس الحكماء الطيبون الذين يريدون سعادة البشرية ولو بعيدا عن تلك الحقائق أفضل كثيرا ؟.
ربما كان المسيح مجرد أكذوبة .. و لكنه أكذوبة رائعة أعظم حتى من أن يكون حقيقة و أصدق من أكثر الحقائق صدقا .