الزميلة فلسطين .. لم يطلب أنبياء العهد القديم سلطة بل عاشوا عيشة الفقراء الزهاد العباد مثل ايليا النبى وصموئيل النبى وموسى النبى وغيرهم الكثير .. وإن كان هناك بعض الأنبياء إختارهم الله كملوك مثل داود النبى والملك ..

وآخر انبياء العهد القديم كان يوحنا المعمدان الذى كان يعيش فى البرية منذ نعومة أظافره لابساً رداءاً من الوبر وطعامه عسل وجراد برى .. وهو الذى مهد الطريق لمجئ المسيح وقد دفع حياته ثمناً لقوله الحق فى وجه هيرودس الملك قائلاً له لا يحق لك أن تتزوج إمرأة أخيك وهو حى . ومثله قتل اليهود الكثير من أنبياء الله نظراً لقولهم الحق فى وجه الشعب والملوك الظالمين .

ونجئ للسيد المسيح حجر الزاوية ومحور نبوات أنبياء العهد القديم فنجده يهرب من الشعب الذى جاء لينصبه ملكاً بعدما أشبع آلاف البشر من كسر قليلة من الخبز وقليل من السمك . ونراه يصرح بأن مملكته ليست من هذا العالم .

ونجده يصرح بأن نعطى ما لقيصر لقيصر وما لله لله .. وإلق سيفك يا بطرس لأن كل الذين يأخذون بالسيف فبالسيف يؤخذون ..

ونجد بولس الرسول يحرضنا على أن نخضع للرؤساء والحكام كما لو كانوا نواباً لله لعقاب المسئ ومكافأة المحسن .. والكرامة لمن له الكرامة .. وأن نصلى لأجل الرؤساء والحكام لكى يعطيهم الله حكمة ونعمة وإرشاد ..

فليس للمسيح ولا للمسيحية مشكلة مع السلطة أو الحكام .. المشكلة الكبرى للمسيح والمسيحية هى مع الخطية التى تسلطت على الإنسان حتى جعلته يقول لا إله ..

فهل تخضعى يا فلسطين للمسيح جابلك من العدم لكى يملك فى قلبك ويحررك من الخطية التى ملكت فى قلبك ؟ هل تستبدلين ملك الظلمة بملك النور ؟

المسيح هو النور الحقيقى .. المسيح هو نور العالم .. المسيح هو شمس البر والشفاء فى أجنحتها .

فهل تريدين يا فلسطين شفاءاً مؤكداً على مرض الخطية وماءاً حياً يعطيكِ حياة أبدية ؟

فكما قال السيد المسيح من يشرب من هذا الماء يعطش أما من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا لا يعطش أبداً بل تجرى من بطنه أنهار ماء حية .