{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
في مصر .. الليبراليون الجدد و الليبرالية القديمة .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #5
في مصر .. الليبراليون الجدد و الليبرالية القديمة .
الأخوة الأعزاء .(f)
كل تقدير للزملاء المشاركين ،فقط سوف أؤجل تعليقي حتى أتقدم في العرض .
محاولة لضبط المفهوم
يطلق تعبير الليبراليين الجدد في مصر على فضاء واسع يصعب حصره، ويغلب على تناوله خلط شديد بين الليبراليين والديمقراطيين ، فهناك أحزاب وقوى ليبرالية متعددة، كما جدت تصنيفات وسيطة بعد نهاية الأنساق المنغلقة عالميا ، هذه التصنيفات من قبيل الإسلاميين الليبراليين واليسار الديمقراطي والوسط ، هناك من يصر على الربط بين الليبراليين الجدد في العالم العربي ومصر وبين السياسة الأمريكية بالمنطقة ربطا عضويا، وأحيانا الربط يكون بعملية السلام العربي الإسرائيلي، كما يتجه البعض الآخر لربطها بسياسات التغييرات الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة المصرية، هذا بينما يلح البعض الآخر على وصف مختلف الإصلاحيين المستقلين والحزبيين بنفس الوصف، وهي زوايا أحادية لا يمكن تعميم الرؤية من خلالها دون غيرها من الزوايا، أخيرا هناك من يرى أن الليبرالية لا يمكن أن تكون صفة أصلية فـ الليبرالي صفة قد يتقبلها أو يقبل عليها القومي أو اليساري أو حتى الإسلامي ، و يمكن بهذا المعنى أن تتسمي قوميا ليبراليا ويساريا ليبراليا أو إسلاميا ليبراليا، مما يؤكد أن ثمة صعوبات في التحديد والضبط المفاهيمي لمن هم الليبراليون الجدد في مصر. ونشير فيما يلي إلى أبرز تلك الصعوبات:
أولا: النقد الدعائي وهو نقد يختصر هدف الليبراليين الجدد في الترحيب بالتدخل الخارجي وإنهاء السيادة الوطنية، بينما يرى الآخرون أنهم الهادفون لتقليص دور دولة الرفاه والرعاية لصالح رجال الأعمال، وهو نقد شكلي وسطحي تأسره مقولات إطلاقية وتعميمية في الغالب ، ويتجاوز مثل هذا النقد أوجه الاختلاف الموجودة داخل إطار الليبرالية العربية تعميما للأوجه السلبية التي يراها، فهناك فضاء واسع لليبرالية يحمل اختلافات وتنوعات متعددة سواء في الموقف من السياسة الأمريكية في المنطقة أو غيرها من المواقف الاقتصادية والفكرية الأيديولوجية، ويلح البعض الآخر على الأبعاد الاجتماعية للإصلاح الاقتصادي وأهمية بقاء الدولة في قطاعات معينة، فعلى سبيل المثال يرى محمود أباظه رئيس حزب الوفد الإبقاء على مجانية التعليم ، بينما يهمل البعض الآخر مثل هذا الدور مؤكدا فقط على آليات السوق التي تعالج الفراغات التي تتركها الدولة في المجال الاجتماعي.
ثانيا: شيوع مقولات الإصلاح السياسي والدستوري الليبرالي التي صارت خطابا مشتركا للجميع و ليس فقط الليبراليين ، فحتى من كانوا ثوريين سابقين أو إسلاميين شموليين يطالبون بالديمقراطية الليبرالية ! ، وهو ما يجعل من مسألة التحديد والضبط المفاهيمي ضرورة ملحة في ظل هجمة كبيرة تشنها الشموليات الإسلامية و القومية على كل ما يمت لليبرالية بصلة .
ثالثا: إشكالية الليبرالية نفسها، وتعدد مدارسها واتجاهاتها، فالليبرالية مفهوم ديناميكي ومتطور ويختلف من مكان لآخر، وهذا ما تناولناه بتوسع في شريط الليبرالية بين السماء و الأرض ، ولكن يظل جوهر الليبرالية هي وضع حقوق الفرد وحرياته كأساس للمجتمع ، ويختلف من يوصفون بالليبراليين في كيفية تبني الفكرة الليبرالية في المجتمعات المراد تطبيقها فيها. فالليبرالية مفهوم بشري مدني بعيد عن المطلقات سواء باسم الدين أو العلم أو التاريخ، فكل شيء في ظلها قابل للحوار والمناقشة دون تعرض لحقوق وحريات الآخرين .
من هنا يمكن وصف الليبرالين الجدد كونهم موجة ليبرالية جديدة متنوعة الاتجاهات والمسارات تضم مستقلين وقوى حزبية وسياسية وأجنحة بها، تنطلق من مقولات الحرية الفردية والتحرير السياسي والاقتصادي وحريات الرأي والتعبير كمقولات مركزية وإن يأت التحرير الاقتصادي ذا قيمة أولية في تصوراتهم في الغالب، ويخفت عند غالبيتهم التوجه الأيديولوجي العلماني التنويري كهم رئيس وصدامي مع الثقافة السائدة وهم يختلفون في ذلك عن عرب المهجر أو بعض دول الخليج.

سياق تطور الليبرالية المصرية
منذ بدايات القرن العشرين حتى الآن يمكن تمييز موجات ثلاث لمسار الليبرالية المصرية ، بدأت موجة الليبرالية الأولى مع عودة البعثات من أوروبا متأثرة بشكل خاص بتراث الأنوار الفرنسي، وهي التي مثلها أحمد لطفي السيد وتلامذته مثل طه حسين ومحمد حسين هيكل ومحمود عزمي ، ومن أبرز إنجازات هذه الموجة التحديث السياسي وإقرار الحريات وإصدار دستور سنة 1923 تتويجا لدعوتها، والذي كان أكثر الدساتير المصرية ليبرالية في القرن العشرين، كما رسخت هذه الموجة الأولي الوطنية المصرية كهوية ورابطة سياسية بدأت مع العقد الثاني من حكم محمد على وإنشاء مصر الحديثة ، لتبدأ الموجة الثانية من الليبراليين المستقلين والحزبيين والفكريين والذين كانوا على هامش الحكم الثوري فترة طويلة ، وبدأ بعض الانتعاش لهم مع الانفتاح السياسي وإقرار التعددية السياسية في عام 1976. ولكن كان البزوغ الأكبر لكثير من ممثلي هذا التيار منذ منتصف الثمانينيات بعد طول تهميش أو الإقامة بعيدا عن الوطن، ثم جاء السقوط المدوي والأخير للقومية العربية المغلقة بعد الغزو العراقي للكويت في عام 1990، لتبدأ الموجة الليبرالية الثالثة في مصر بإنشاء جمعية النداء الجديد في أوائل التسعينيات، وقد وجد هذا التحول قوة دافعة مع انتهاء الحرب الباردة وانهيار القطبية الثنائية دوليا ثم توالد العديد من الجمعيات والمنظمات الديمقراطية والحقوقية والبحثية في مصر في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين. ولكن كان الزخم الأكبر لهذه الموجة هو ما تولد عن المناخ العالمي الجديد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ونشاط الإرهاب الأصولي عالميا وصعود سيناريو الترابط بين التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط وبين إيقاف الإرهاب الأصولي الذي صار خطرا يهدد الغرب والشرق في آن واحد ، وهو ما مثل معينا خصبا ورافدا مهما للحركة الديمقراطية والإصلاحية بمختلف توجهاتها، كما ساعد على بلورة الفكرة الليبرالية في الخريطة السياسية والفكرية العربية.
وقد تميزت هذه الموجة الأخيرة من الليبراليين الحاليين في مصر بعدد من المميزات الخاصة سواء عن سوابقها أو عن شبيهاتها في المنطقة، لاختلاف السياق الزماني أو المكاني الذي يتعاطون معه، فبينما ركزت الموجة الأولي على تراث التنوير العقلاني في الحريات وتأسيس دولة القانون والحكومة المدنية وحقوق المرأة ونشر التعليم المدني كبعد اجتماعي للحداثة والنهضة. وبينما تم كبت الموجة الثانية و تهميشها ، ركزت الموجة الأخيرة على التحرير الاقتصادي والسياسي الديمقراطي وضرورة تجاوز التراث الديماجوجي للثورية العربية . وبينما رأت الموجة الليبرالية الأولي التركيز على مقولة الدولة الوطنية حين رفعت شعار مصر للمصريين في وجه الخلافة العثمانية أو الاحتلال البريطاني ، طورت الموجة الأخيرة المفهوم بهدف تقليص دور الدولة في المجال السياسي والاقتصادي بشكل كبير، وبالاندماج في السوق العالمية، فإن كانت قضيتا الحريات السياسية والدستور في الدولة الوطنية هما أبرز ما ميزا الموجة الأولى من الليبرالية المصرية في العقود الأولى من القرن العشرين، فإن مقولات العولمة الليبرالية الاقتصادية والسياسية ومواجهة المنطق الثوري (القومي واليساري والإسلامي) كخطاب دوجمائي هي أبرز ما يميز موجة الليبراليين الجدد في مصر الآن، خاصة أن مقولات المرحلة الأولي (التحول الديمقراطي والإصلاح السياسي) صارت ملكا مباحا للجميع في ظل هيمنة المطالب الديمقراطية والإصلاحية على خطابات معظم التيارات الأخرى.
04-22-2007, 03:44 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
في مصر .. الليبراليون الجدد و الليبرالية القديمة . - بواسطة بهجت - 04-22-2007, 03:44 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحل الثالث : الليبرالية الاجتماعية الجواهري 0 635 09-10-2013, 02:45 PM
آخر رد: الجواهري
  إعلان السابع من مايو “يوم الليبرالية” الأول في السعودية .. بسام الخوري 1 919 05-08-2012, 02:32 AM
آخر رد: بسام الخوري
  رد الدكتور سليم العوا علي الشيخ حازم شومان بشأن أفكاره عن الليبرالية فارس اللواء 5 3,151 08-03-2011, 09:05 PM
آخر رد: فارس اللواء
  غيبوبة المثقفين الجدد . بهجت 50 14,575 10-25-2010, 08:52 AM
آخر رد: بهجت
  الليبرالية = اتباع الهوى fares 3 1,346 03-09-2010, 02:56 PM
آخر رد: أسامة مطر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS