الوجه الحقيقي لنيكولا ساركوزي


نيكولا ساركوزي



تصدر ساركوزي نتائج استطلاعات الرأي في فرنسا منذ أعياد الميلاد، ولكن الفرنسيين لا زالوا مترددين بشأنه، وقد واجه في الأيام الأخيرة موجة من الانتقادات حول شخصيته وتوجب عليه الرد على استفسارات فيما اذا كان يتحكم بانفعالاته بالشكل المطلوب.

وقد اتهمت المرشحة الاشتراكية للرئاسة سيجولين رويال منافسها بأنه "مرشح الوحشية" بينما اتهمه وزير تكافؤ الفرص السابق عزوز بقاق بأنه هدده بكسر رأسه.

وقد اضطر ساركوزي للدفاع عن نفسه في التلفزيون الفرنسي واعترف انه أخاف بعض الناس ولكنه استدرك ان نفس الشيء قيل سابقا عن الرئيس شيراك والرئيس ميتران.

وحين قضيت معه يوما خلال حملته الانتخابية في "ميتز" لاحظت انه ممتلئ بالطاقة الانفعالية، وراقبته أثناء حديثه الى مجموعة من عمال المناجم في أحد المناجم التي أغلقت كيف قام باشارات عصبية باصبعه كما لو كان مدرسا يقف أمام تلاميذه.

ولكن لمدير حملته الانتخابية السابق فرانك تابيرو رأي اخر حيث يقول:" حين تريد تغيير القوانين عليك أن تكون قويا. أحيانا عليك أن ترفع صوتك ولكن لا يعني هذا انك تصدر أوامر. هذه مسألة تتعلق بالذوق، هناك من يحب هذا الأسلوب وهناك من يكرهه".

وحين كان ساركوزي وزيرا للداخلية اشتهر بمواقفه الصارمة واصراره على مكافحة الجريمة.

ولا يعجب أسلوبه هذا الكثير من الشباب، ويقول أليكزندر لازيرج وهو كاتب في مجلة تكنيكارت التي تعني بشؤون الشباب ان هذا الأسلوب كلفه الكثير من أصوات الشباب.

وقارن لازيرج أسلوبه بأسلوب منافسته رويال قائلا: "انها تتصرف وكأنها أم صارمة، توبخك لعدم تنظيف غرفتك، ولكنها تعطيك مصروفك اليومي في نهاية المطاف، بينما ساركوزي هو مثل الأب الذي يريد مصلحتك ولكنه لا يستطيع اقناعك بذلك، ويتوقع منك أن تطيع الأوامر دون تفكير، كما في الجيش".
تجميل الصورة

في أثناء احدى جولاته في مدينة ميتز وخلال زيارته أحد المصانع سرق ساركوزي قلوب العاملات اللاتي مازحهن وقام بتقبيل بعضهن وأخذ صورا تذكارية معهن.

من الواضح أنه يحاول اعطاء انطباع بأنه لطيف، ولكنه لا يقدم تنازلات في القضايا الرئيسية، ومنها موضوع السلطة، ففي جولته المذكورة تلك قال ان فرنسا فقدت احترامها للسلطة وانه سيجعل من اعادة الهيبة للسلطة أهم أولوياته.

وتحسر ساركوزي على ان الأطفال لا يحترمون اباءهم والطلاب لا يحترمون مدرسيهم.

ويقول تابيرو ان تحت المظهر الخارجي الصارم لساركوزي تقبع روح حساسة وان موقع الرئاسة سيغيره وسيساعده على اظهار شخصيته الحقيقية.
عن بي بي سي