لا أرى ان هذه المقولة تعبر عن الوضع في مصر تحديدا ، فالطائفية المفترضة ستعني المسيحيين ، والمسيحيون المصريون عموما يميلون للأصولية و بشكل أكثر حدة من المسلمين ، و هم بالمحصلة لا يدعمون الليبرالية العلمانية و لكنهم ينظرون للكنيسة كوطن بديل ، و يذكر البعض أن متولي شعراوي و شنوده أصدرا بيانا مشتركا يدينان فيه العلمانية في وقت كان العلمانيون المصريون هم المدافع الوحيد في الساحة عن حقوق المسيحيين ،وهذا البيان كان موضع نقد مرير من كمال غبريال صديق فرج فوده و أحد رموز الليبرالية في مصر الان !، إن المسيحيين يفكرون في شيء أشبه بتعايش سلمي بين الأصوليات في مصر ، شيء يحاكي نظام الملة العثماني ، إن فكرة المجتمع المدني ليست راسخة لديهم مثلهم مثل المسلمين ، أما الموقف من التغيرات الخارجية – أمريكا على وجه الخصوص – فقد أوضحته في مداخلة منفصلة ، أرى أن موقف الليبراليين المصريين الذين يعيشون باكملهم في وطنهم و يمارسون خلاله السياسة يختلف عن موقف غيرهم من العرب الذين تعيش رموزهم الليبرالية في الغرب ، إن أغلبية الليبراليين المصريين يخشون التدخل الأمريكي لصالح الإخوان تحديدا ، كما ان شعبية السياسة الأمريكية في الحضيض بين جميع المصريين بسبب غزو لعراق و موقفها من القضية الفلسطينية ،وهذا الموقف لا يختلف كثيرا عن شعبيتها في أوروبا و حتى أمريكا ذاتها .