الزميل الكريم : Gramsci
التراث الإسلامي شيء و الإسلام شيء آخر و جميع النصوص التي استشهدت بها ليست نصوص مقدسة و كلها يؤخذ و يرد عليها و عليه فأنا أخذت معنى التأمير بتشديد الميم لأن المعنى كما أراه أقرب لمفهوم العدالة الإلهية.
اقتباس:ولكن على فرض الاخذ بما تقدمت "أمّرنا" بمعنى جعلناهم سلاطين .. الا ترى معي ان هذا الامر يصب في اطار سلب العدالة عن الله .. خصوصا وقد قرن بالارادة وكان تطبيقه امرا لتحصيل الاسباب الموجبة للعقاب ؟؟
بالعكس لا أرى ذلك بتاتا لأن فعل الإهلاك تقرر سلفا بناء على أسباب لم تفصلها الآية و بالتالي أنت لا تملك حتى الحيثيات التي تمكنك من مجرد مناقشة ما إذا كان القرار عادلا و ما سيلي ذلك هو الآلية التي يتم فيها هذا الهلاك.
اقتباس: .. اما ان قصدت بها الربط بمفهوم الاهلاك المحصل من معنى الاية (أمرنا مترفيها) فاعذرني لم اجد اين هو الربط بين هذا وتلك ..
مفهوم الإهلاك أخذته من آيات أخرى و ليس من هذه الآية على وجه التحديد.
اقتباس:على الرغم من اعتقادي بانني غير مسؤول بشكل مباشر الا على الفقرة الثانية مما تفضلت باثباته.. الا انه لا بأس من تناولهم كلهم ... سأتجاوز هنا موضوع السؤال عما هو مقصود بـ"القوانين المغلقة" ولما هي كذلك .. وعلى اي اعتبار .. وما هو المقصود منها لاتناول في البداية امور معينة ارجو ان نتفق عليها ..ففي الفقرة الاولى تعتبر ان "الزمن كفيل باهلاك الحضارات"
القوانين المغلقة في هي القوانين الكلية التي تحكم الحياة و لا مجال فيه لتدخل الإنسان
هناك قانون كلي عام، ينطبق على المجتمع ككل، الحتمية فيه تمثل اليقين، وهناك قانون فردي لكل فرد، اليقين فيه يتمثل في الاحتمال، أي أن قوانين الكليات فيها حتمية يقينية، وأن الجزئيات تخضع لقوانين الاحتمال، واليقين يتمثل في الاحتمال. فإذا قلنا، مثلاً، أن الحديد يتمدد بالحرارة، انطلاقاً من تعميم الخاص إلى العام، بتجربة عدة قضبان من الحديد، فلا يمكن أبداً أن نستعمل نفس المقياس على الانسان.
اقتباس: ما الذي يدعو للاعتقاد ان المقصود هو سنة كونية وليس آل فرعون بالتحديد؟؟
لأنني حين أفهم القرآن يجب أن أجمع الآيات ذات الموضوع المتشابه لأفهم منها المعنى الكلي المقصود و الآيات الأخرى أكدت على ذلك .
اقتباس:..ففي الفقرة الاولى تعتبر ان "الزمن كفيل باهلاك الحضارات" .. قبل البدء .. عن اي زمان تتحدث ؟؟ اظن من خلال السياق والعرض انك تعني الزمن من مفهوم اسلامي....هل هو الزمن وفق مفهومه الاصطلاحي ام النظري
أنا لا أعرف إذا كان هناك مفهوم إسلامي للزمن فأنا أسمع هذا الكلام للمرة الأولى
عندما أعبر عن المدلول اللغوي للألفاظ و للنظم بدالات معاصرة فهذا لا يعني أنني غيرت المضمون يا أخي.
علاقة الزمن بالمادة و المجتمعات الإنسانية تؤدي إلى هلاك الإثنين يما يعرف بقانون الجدل الذي ينص على أن المادة + الزمن = التحول و التغير و بلغة أهل الفلسفة
الكينونة+ السيرورة = الصيرورة.
هذا القنون هو حقيقية موضوعية تظل تعمل خارج الوعي بغض النظر عن رفضك له من عدمه .
طبعا هذه الصيغة ليست موجودة بهذا الشكل بالقرآن بل بصيغة أبسط و أكثر مباشرة.
اقتباس:وبالطبع الاول لم يرد صراحة في القران .. بل ورد بمعان مرادفة من قبيل : الدهر او الحين .. او الخ ...
و لو أن هذا الكلم هو خارج الموضوع و لكن للعلم فقط ليس هناك في القرآن أية مترادفات فالقرآن كتاب دقيق في مصطلحاته و توظيف هذه المصطلحات فالأب غير الوالد و المسلم غير المؤمن و الكذب ليس البهتان و ليس الإفك.
الآيات بمجموعها تتكلم عن أثر الزمن أو الدهر سمه كما شئت و الذي سوف تهلك قبل نهايته أي قبل يوم القيامة القرى و الحضارات و بضمنهم آل فرعون , طبعا سوف تسألني مرى أخرى لماذا لم يصرح القرآن بلفظ الحضارات بالذات و هو مصطلح حديث بدل القرى. و جوابا على هذا السؤال الافتراضي اقول لك إن للمصطلحات القرآنية دلالتها الخاصة التي تفهم من خلال القرآن و ليس من خارجه.
تحياتي