Array
العزيز بهجت (f)
قرأت تعليقك القيم كالعادة ...
ولكن لدي وجهة نظر جديدة ربما مغايرة
أصبح التسونامي والطوفان لمن يتلحف باللحاف الديني شيء خارج عن السيطرة
وأصبحت أجد هذا الطوفان له جلبة عالية جدا فوق الوصف
والشموع التي نحملها لا تستطيع أن يراها الآخر المحتار
لهذا أريد أن أقتبس من التجربة الدينية الدموية الأوروبية
ونتركههم يخلصوا بعضهم على بعض لأن هذا
هو القادم الذي لا محالة منه
وما الحالة بالعراق الا البروفة للقادم
وبعد أن يتخلصوا من كميات هائلة من بعضهم البعض
يبرز دور العقلاء والحكماء والمفكرون
لأن ما نفعله الآن هو حرث في محيط ....:hii:
وبدلا من يتفرغوا لبعضهم بعضا
سيتحدوا ضدنا ,,,ثم يتفرغوا بعدها لأنفسهم
وبعدها ستطول المدة والأمور سوادا وقطرانا
[/quote]
العزيزة نسمة عطرة .:97:
عطر الله أوقاتك بكل خير .
في إحدى المكتبات الشاطئية بمدينة الأسكندرية منذ عامين تقريبا ، و بالمصادفة البحتة جمعنى لقاء بمثقف قديم كان زميلا لمحمد عنان و سمير سرحان ، و كعادتنا نحن المصريين راح يتفحص بعينيه عناوين الكتب التي جمعتها من إصدارات مكتبة الأسرة ، و حتى أوفر عليه مشقة التلصص و ضعت الكتب بين يديه مبتسما طالبا رأيه فيها ، و هكذا رحنا نتبادل حديثا عابرا بدأ مرحا عاما و انتهى بشيء أقرب للحميمية كأنما أصدقاء منذ زمن بعيد ،وهذا الموقف كثيرا ما يحدث لي مع غرباء ، و لكنه ينتهي بنهاية اللقاء فلا أجد لدي رغبة في البناء على مثل تلك المواقف .
لاحظ الرجل مشفقا جدية الموضوعات التي أقرأها وأنها بعيدة كلية عن تخصصي المهني ، و لكن ما شدني لحديثه بوجه خاص عبارة بدت عابرة و لكني ظللت أتأملها طويلا ، قال لي الرجل أننا كأجيال سابقة قد أنهينا دورنا العام ، سواء كنا مصيبين أم مخطئين ، سواء أجدنا القيام بهذا الدور أم قصرت همتنا و ضعفت حيلتنا ،و لكننا في كل الحالات قد فرغنا منه ، فأي جهد لن يمكننا متابعته ، كل ما علينا الآن أن نتفرغ لحياتنا و نمارس ما بقى من مسؤولياتنا الشخصية ، حتى لو كنا نشاهد الحرائق فلا نملك ما نفعله حيالها ، علينا أن نقبل تولي جيل جديد المسؤولية كلها فلسنا جزءا من المستقبل ، و الغريب أنني لم أعترض بل شعرت بالراحة و التحرر و كأنما أزحت عن كاهلي ثقلا هائلا ، خلال الأيام التالية فكرت جديا في تغيير كامل لإهتماماتي بل و حتى التوقف عن القراءة الجادة ولو لفترة الصيف كله ، و لكن هذا الشعور لم يستمر سوى لأيام قليلة و عاد كل شيء كما كان ،و ما نسيته حقيقة كان حواري مع هذا الصديق العابر فلم أتذكره سوى الآن !، أعلم تماما أن الهم العام لن يضيف لي شيئا بل يخصم مني أشياء ، أعلم أيضا أن هذا الهم هو خارج مسؤوليتي المباشرة أو الأخلاقية ، أعلم أن الحياة بدأت قبلي و ستسمر بغيري ، رغم هذا أشعر بأنه لا يجب أن أتوقف أو يتوقف غيري ممن يملكون ولو كلمات قليلة في وجه الكابوس القادم ، حتى لو لم يكن هناك أمل يظل الواجب واجبا و علينا أن نمضي به للنهاية ، إننا لا نرى أنفسنا أبطالا ولا نحب البطولات ،و لكننا نحب الحياة الحرة الكريمة ،و من أجل توفير تلك الحياة لأبنائنا ما زلنا نقاتل حتى عندما تثقل السيوف على سواعدنا و تدعونا السنون إلى ظلال الزيزفون و أن نعطي أظهرنا لساحات المعارك كلها .
كل تقدير .