{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً ؟
4025 غير متصل
رقم عشوائي
****

المشاركات: 261
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #7
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً ؟
يبدو أني في واد والزملاء المحاورون في واد آخر.
دعوني أبسط الموضوع وأفكك التفكير فيه إلى 3 خطوات لعلي أنجح في توصيل ما أريد قوله.

أولاً:
لنفكر في القتل بدافع الحقد أو الانتقام، هل يمكن أن يكون مبرراً من الناحية الأخلاقية على اعتبار أن الأخلاق نسبية؟
هل يمكن أن يدفعك خلاف ما مع أخيك الشقيق (ابن أمك وأبيك) إلى قتله؟
لنوسع دائرة السؤال قليلاً لتشمل زملاءك المقربين في الجامعة أو العمل، هل توافق على قتل أحدهم بسبب خلافات مهنية أو أكاديمية؟
وماذا لو وسعنا دائرة السؤال لتشمل سكان الحي الذي تسكنه،
ثم مواطني بلدك،
ثم أبناء الدين أو العرق الذي تنتمي إليه،
ثم جميع البشر،
كيف ستجيب على السؤال؟
إذا افترضنا وجود من يجيب بنعم على هذا السؤال، هل تعتبر هذه الإجابة مقبولة أخلاقياً؟
إذا كان الأمر كذلك، فإن تفجير السيارات المفخخة في أسواق بغداد مقبول أخلاقياً، وشن الحروب على الدول الضعيفة بدافع التوسع والطمع مقبول أيضاً من الناحية الأخلاقية، وجرائم القتل اليومية في مدينة مثل ريو دي جانيرو مبررة أيضاً.

معظمنا يلتزم بالقاعدة الأخلاقية التالية:

رفض الأذى ومحاولة منعه عن أفراد المجموعة التي ننتمي إليها. (1)

ولكن الفرق بيننا أن البعض يضيق دائرة انتمائه فيحصرها في أفراد أسرته وأصدقائه فقط ولا يرى حرجاً في قتل من هو خارج هذه الدائرة، وهؤلاء هم المجرمون الذين يصنفون في أدنى درجات الأخلاق.
بينما يوسعها البعض قليلاً لتشمل أبناء قبيلته أو بلده فقط فيكون مستعداً لشن الحروب على القبائل أو البلدان الأخرى ولا يتردد بقتل أبنائها، وهؤلاء يمكن تصنيفهم أخلاقياً في درجة متدنية أيضاً وإن كانت أعلى نسبياً من السابقة.
كذلك يرى البعض انتماءه إلى دائرة الدين أو العرق فقط فيحارب ويقاتل من يخالف دينه أو ينتمي إلى عرق آخر، وهؤلاء لا يمكن وصفهم بأنهم مجردين تماماً من الأخلاق، بل يمكن تصنيفهم نسبياً بأنهم قليلو الأخلاق، وإن كانوا يرفضون ذلك.
أما الذين يوسعون دائرة انتمائهم لتشمل جميع البشر ويرفضون الأذى أو يحاولون منعه عن جميع أفراد هذه المجموعة التي ينتمون إليها، فيمكن تصنيفهم أخلاقياً في درجة متقدمة، بل قد يرون أنفسهم في قمة درجات الأخلاق، ولكن هل هم فعلاً كذلك؟
نستنتج مما سبق أن الجملة التالية تصلح معياراً لقياس درجة تمسكنا بالأخلاق (أو جزء منها على الأقل):

إن توسيع دائرة المجموعة التي ننتمي إليها وندافع عن أفرادها أكثر أخلاقية من تضييقها. (2)

ثانياً:
لنفكر بنفس السؤال المطروح في بداية النقطة السابقة ولكن بعد تغيير الدافع، فبدلاً من القتل بدافع الحقد أو الانتقام ليكن الدافع إشباع حاجة الجوع لدى القاتل.
هل يمكن تبرير هذا القتل أخلاقياً رغم توفر البدائل؟
وإذا كان تصنيفك للأخلاق في الحالة السابقة صارماً، كيف تصنفها في هذه الحالة التي ينقصها الدافع القوي؟
وإذا وجدنا إحدى القبائل البدائية التي تصطاد أفراد القبائل الأخرى أو الغرباء وتأكلهم رغم توفر البدائل، هل تعتبر هذا الفعل مقبولاً أخلاقياً على اعتبار أن الأخلاق نسبية؟

سأتوقف عند هذا الحد الآن راجياً أن تكون النقطتان واضحتين، وربما أضيف النقطة الثالثة لاحقاً إذا لم تستنتجوها.

هناك سؤال آخر مطروح للنقاش، هل الأخلاق مطلقة أم نسبية؟
هي مطلقة من حيث صلاحية تعميم قاعدتها (1) على جميع البشر - وربما بعض الحيوانات أيضاً - بغض النظر عن موروثاتهم الثقافية وعاداتهم الاجتماعية.
وهي نسبية من حيث درجة التمسك بها (2) لا من حيث هوية معتنقيها كما يقول الزملاء المحاورون.

تحياتي.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-19-2009, 08:46 AM بواسطة 4025.)
05-01-2007, 03:23 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً ؟ - بواسطة 4025 - 05-01-2007, 03:23 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS