{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مقالات حول كتاب في مقال
سيناتور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,957
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #2
مقالات حول كتاب في مقال
في الخلاص النهائي: مقال في وعود الإسلاميين والعلمانيين والليبراليين


عمر كوش
يدخل كتاب فهمي جدعان في إطار ما يمكن تسميته ثقافة المراجعة، من جهة تقديمه لما يسميه العسكريون "تقدير موقف"، أو جردة حساب للنظم والتيارات الفكرية والثقافية التي ما زالت تفعل فعلها في التربة العربية، ومناقشة أطروحات ومواقف ممثليها أو لاعبيها الأساسيين في البلدان العربية.
ومنطلق جدعان هو أن حالات الضعف والانهيار والخراب في واقع العرب والمسلمين ودنياهم، جعلتهم ينشدون الخلاص، على الرغم من اتساع قاعدة القنوط واليأس، الأمر الذي دعاه الى النظر في راهن المجتمعات العربية والإسلامية، وما آلت إليه الأفكار التي تناوبت عليها،

ولم تفتح أفق الخلاص المنشود. وقد قاده التفكير في مسألة الخلاص كمطلب جوهري، وغاية قصوى، الى تشخيص ثلاث منظومات إيديولوجية رئيسية تدعو الى الخلاص، وهي: نظام الإسلاميين الذين يتمثلون "دين الإسلام" بوجه من الوجوه، ويجعلونه مبدأ لإيديولوجيا الخلاص النهائي. ونظام العلمانيين المتمسكين بإزاحة دور الدين من الشؤون العامة للمجتمع والدولة. ونظام الليبراليين الذين يرون أن الخلاص النهائي يكمن في الليبرالية التي تريد الاقتران بالديموقراطية. وهذا لا ينفي وجود منظومات أخرى، فقدت فاعليتها كالإيديولوجيا "القومية العربية" والإيديولوجيا الجماعية بشقيها الاشتراكي والشيوعي.وتجسد هذه النظم في طبيعتها وماهيتها فكراً أحادياً، حيث يزعم كل منها أنه الطريق الأوحد الى الخلاص، فالإسلاميون يقولون صراحة إن "الإسلام هو الحل" الأوحد، ولا بديل عنه. ويعلن النموذج العلماني أن المبدأ المطلق والنهائي في النظر وفي الفعل هو "استقلال العقل الإنساني" و"الشخص الإنساني"، وأن مبدأ الاستقلال يمتلك طابعاً مطلقاً، ولا يسمح لأي مبدأ آخر بالتدخل في الحياة العامة للمجتمع والدولة. وكذلك فإن النموذج الليبرالي هو نموذج أحادي، يعتقد أصحابه أنه النموذج الأمثل، بل والأوحد الذي يتعيّن الأخذ به. وقد فرضت الولايات المتحدة الأميركية صيغة هذا النموذج في أيامنا هذه، وتريد أن تعممها على الجميع.لا شك في أن حشر الإسلاميين والعلمانيين والليبراليين في حيّز واحد فيه كثير من التعميم والاختزال، ويرده جدعان الى اتسامها بسمة الأحادية التي يترتب عليها سمات أخرى غالبة لدى هؤلاء جميعاً، وأولها هي السمة الإيديولوجية، التي تخص جميع هذه النظم، برغم إنكار بعضها لذلك، حيث يقدم الإسلاميون والعلمانيون والليبراليون نماذجهم الفكرية بوصفها منظومات تفسر وتقترح وتغيّر، وأن غايتها خير الإنسان والمجتمع. وثاني السمات هي السمة "الأخروية" (إسكاتولوجية)، حيث يتّسم النظام الديني الإسلامي بسمة النظام الأخروي، فيما يتّسم النظامان العلماني والليبرالية بسمة الأخروية الدنيوية.وتجد هذه النظم العديد من الممثلين في الفضاءات العربية، حيث يستعرض جدعان بعض خطاباتهم في أصولها الفكرية والإيديولوجية، وفي تجلياتها السياسية والاجتماعية. ويطالبهم بالاستماع الى نداءات الديموقراطية، واضعاً "التجربة" و"الخبرة" كمعيار حقيقي لصدقية الدعاوى المعلنة من الديموقراطية، ومميزاً ما بين الديموقراطية بوصفها "طريقة"، وبين الديموقراطية بوصفها "قيمة". لكن الخلاصة التي ينتهي إليها هي أن هذه النظم الأحادية والإقصائية هي نظم عقيمة لا تفضي الى شيء سوى الإخفاق.وفي سجاله مع الإسلاميين، ينطلق جدعان من كتاب أبو حسن الأشعري "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين" الذي لم يصرّح بأن كتابه ينطوي على تمييز بين الإسلاميين من طرف وبين الإسلام نفسه من طرف آخر. لكن التجربة التاريخية لدين الإسلام لم تتم إلا في واقع "الافتراق" بين الفرق، وقدم خلالها "الإسلاميون والمصلون" ثلاثة وعود أساسية، هي: الخلاص بالطاعة والاستقالة الدنيوية والوعد المسياني، والخلاص بالعقل والحرية، والخلاص بالفعل العملي الدنيوي المباشر. وكان قدرها جميعاً، حسب جدعان، الانتهاء الى طرق مسدودة.ويستند جدعان الى رضوان السيد في كتابه "الصراع على الإسلام" ليعرض المقولات الثلاث التي استند إليها الفكر الإسلامي الإحيائي، وهي: مقولة الاستخلاف، ومقولة التكليف، ومقولة الحاكمية. إضافة الى مقولة "الهوية الذاتية" التي تستبعد التغيير وتتسلّح بموقف محلي وكوني يستند الى مفهوم الانفصال عن المجتمع وعن العالم الخارجي، وإقامة جدار من التنافر بين الإسلام والغرب.ويميّز جدعان ما بين "إسلام التقابل والانفصال والصدام" وبين "إسلام معتدل" مغاير له، حيث يحمل الأول على ما يضعف المجتمع ويزيد الاستبداد السلطوي استبداداً، وكذلك على ما يشوّه صورة الإسلام على المستوى الكوني. ثم يحاور "العلمانيين" بالطريقة ذاتها التي سلكها مع الإسلاميين، بوصفهم أصحاب مشروع خلاص، ويدركون العلمانية إما بوصفها فهماً شاملاً للكون والوجود، أو بوصفها فصل الدين عن الدولة، أو بوصفها عقلنة السياسة وإدارة الشأن العام. وبالتالي، فإن هناك أفكاراً علمانية متعددة، يرفض منها العلمانية الإقصائية من دون أن يمتنع عن تناول كل علمانية في سياقها، وعن الاعتراف بوجوهها المفيدة الممكنة، حتى لتبدو العلمانية هي "الحياد"، الذي يفضي الى ديموقراطية سويّة.وكما أنه لا وجود للعلمانية في صيغة المفرد، فإن لا وجود للديموقراطية والليبرالية في صيغة المفرد كذلك. وفي غالب الأحيان تستهلك "الديموقراطية الشكلانية" "الديموقراطية الأخلاقية"، وتفتح الليبرالية، وهي بدورها "ليبراليات"، باب الجحيم، وتغلق باب الجنة الموعودة في الخلاص. ومع ذلك لا يرى جدعان بديلاً من الدخول في الحداثة، والعيش عالم اليوم ومعه، حيث يعرض مشروعاً إصلاحياً للعالم العربي والإسلامي، ويراه بديلاً للإسلامية الجديدة. لكن هل سيحمل هذا المشروع خلاصاً للبشر؟ وهل سينهض على تربة ترفض احتكار الحقيقة النهائية؟ المستقبل - الاثنين 19 آذار 2007
05-03-2007, 03:40 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مقالات حول كتاب في مقال - بواسطة سيناتور - 05-03-2007, 03:39 AM,
مقالات حول كتاب في مقال - بواسطة سيناتور - 05-03-2007, 03:40 AM
مقالات حول كتاب في مقال - بواسطة سيناتور - 05-03-2007, 03:42 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أربعة مقالات رائعة لعالم الدين السني الشيخ حسن فرحان المالكي: السيد مهدي الحسيني 0 872 09-19-2012, 06:38 PM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
Information كتاب الجلوة / كتاب اليزيدية الفكر الحر 0 5,104 02-13-2011, 01:53 PM
آخر رد: الفكر الحر
  قرأت 50 كتاب في كتاب واحد فقط واروع كتاب على الاطلاق faith-leo thursday 4 6,677 08-14-2010, 01:13 AM
آخر رد: بسام الخوري
  مقال رائع .............. ام عيون 1 825 07-12-2010, 01:38 AM
آخر رد: memo300033
  رسائل جامعية و كتب و مقالات عن القراءات القرانية fancyhoney 1 3,234 06-09-2010, 10:51 PM
آخر رد: fancyhoney

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS