أعجبتني هذه "اللبوة" أمس في مناظرتها مع "ساركوزي".

صحيح أنني يساري حتى الثمالة، وممثل اليمين الفرنسي لن يجد أذناً صاغية لدي حتى لو جاء "بالنوق العصافير". مع هذا، فإنني انتظرت "ساركوزي الذئب" فكان موعدي مع "ساركوزي النعجة".

لن أطنب في مديح "سيغولين رويال"، فأنا لا أحب الحزب الاشتراكي الفرنسي عامة، و"أمتعض" كثيراً من بعض شخصياته البارزة (شتراوس خان ولوران فابيوس مثلاً !!). ولن أهجو "ساركوزي"؛ فهو رجل ممتاز يحاول أن يصل إلى سدة الحكم بعدما مارس السياسة ما يربو على العقود الثلاثة. ولكن مناظرة المرشحين لسدة الرئاسة الفرنسية جعلتني أرى شخصين مختلفين وأكوّن القناعة التالية:
- "سيغولين" ترى الكثير من المشاكل في المجتمع الفرنسي وتجد بأن حلها، كي يكون ناجعاً، يحتم عليها "الجلوس في الإيليزيه".

- من ناحية أخرى، وجدت عند "ساركوزي" الكثير من الانتهازية، بمعنى أنني أمام مرشّح يضع "كرسي الرئاسة" نصب عينيه ثم يتساءل عن "الطرق" التي يجب اتباعها كي يصل إلى الكرسي.

ما هو مهم عند "ساركوزي" - برأيي - هو "الكرسي"، وما هو مهم عند "سيغولين" هي القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي من الممكن تحريكها وحل مشاكلها من خلال "الكرسي". بمعنى آخر؛ "كرسي الرئاسة" عند "سيغولين" هو "وسيلة" بينما عند "ساركوزي" هو "الهدف".

لذلك، لو كنت فرنسياً "لم أقرر لمن أصوّت بعد" فإنني سوف أختار "سيغولين رويال" وأنا مرتاح الضمير.

أخيراً، أتوقع فوز "ساركوزي" في الانتخابات، فالفرنسيون يحبون دائماً "أمثال ساركوزي" حتى لو ثاروا ضده في مرحلة لاحقة. فهم شعب كان يبحث دائماً - في السياسة - عن "أب" و"قائد" يمشي أمامه. ولعل في هذا "الطبع الفرنسي الغالب" يكمن كل مجد "نابليون بونابرت" و"شارل ديغول".

واسلموا لي
العلماني