{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ما بين السالب والموجب
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #1
ما بين السالب والموجب
"كيف حالك؟" أو "شو عامل؟" أو "how is it going?" أو"cetal?" إلخ إلخ إلخ

سؤال يُطرح في اليوم أكثر من 6 مليارات مرة على أقل تقدير، والإجابة قد تتراوح بين "أتمنى أن أموت" و"لم أكن بحال أفضل قبل اليوم!!!" .... هذا السؤال وما يكون جوابا لهُ كُل صباح، أو مساء، أو أي وقت من أوقات النهار قد يُحدّدُ طبيعة حياتك ونمطها منذُ لحظةِ الإجابة إلى حين تلك اللحظة حيثُ تلفظُ أنفاسك الأخيرة مودعا هذه الحياة.

الآن، دعوني أسترسل قليلا في الكلام عن فلسفة بسيطة اسمها "الإرادة الحرة"، ما هي؟ وما أهميّثُها؟

لكل إنسان القُدرة على تغيير قدره، ولكن كيف والقدرُ محفوظٌ ومُحدّدٌ منذُ بدء الخليقة لكُل إنسان على وجه هذه البسيطة؟ والإجابة أيسر مما قد يتصور الإنسان. الإجابةُ تكمنُ في جهلنا بكنهِ الأقدار وما سيكونُ في المستقبل بعيدا كان أم قريبا، كما تكمُنُ المُتعةُ في الإرادة الحُرة في قدرتنا ككائناتٍ واعية على تقبُّلِ القدرِ وتحمّل عواقبه بالأسلوب الأمثل الذي نراهُ مُلائما، ولنترك الحديث عن الإرادة الحرة عند هذه الفقرة الصغيرة لعلنا نعودُ فيما بعدُ لنُثريها بما قد يجِدُّ من أفكار.

لم أعد أدري ما الواجبُ الحديثُ عنه!!!!

دعونا نتخيل سوية....

تخيّلوا ذلك المُوظّف الشاب، يستيقظُ كُل صباحٍ مُصارعا النُّعاسَ باحثا عن صنبور الماء ليغسلَ وجههُ المُظلم ويرتدي ملابسهُ بسُرعةِ البرق مُصارعا عقارب الساعة، ويركب السيارة مُنطلقا إلى عملهِ، غيرَ قادرٍ على التقدّم خطوةً تحت ضوء الشمس بلا نظارةٍ شمسية قاتمة للغاية، ليستغرق ساعتين على الطريقِ مُحاولا الحصول على أكبر قسط من النوم الذي لم يُفارق ذهنهُ للحظةٍ واحدة بعد. يصلُ صديقُنا إلى عملهِ مُنهكا كمن كان محبوسا في قفصٍ صغيرٍ لسنوات، ولا تكادُ عبارة "صباح الخير" تكونُ مسموعة حتى له نفسه، لينطلقَ إلى مكتبهِ الذي يبدو كموقعةِ كارثة أو حرب، ويجلس بكُلّ هدوءٍ مُحاولا تجنبَ كُل من حوله بأي أسلوب، حتى مُكالماتُ الزبائن لم يملك القُدرة على إجابتها، وكانت ذريعة "فلان ليس موجودا حاليا" أو "فلان مشغول بمكالمة أخرى" إلى آخره من هذه الحجج التي لم يتردّد بتكرارها يوما بعد يوم.

يأتي وقتُ الغداء لينطلق وحيدا أو مع زملاء العمل إلى أقرب مطعم ليجلسوا جميعا يتسامرون حول طاولة الغداء، إلا صديقُنا الذي يكتفي بالحلوس صامتا كأي كُرسي فارغٍ على تلك الطاولة، ويكتفي بالإجابة على أي سؤال إجابةً بسيطة مُباشرةً تصرخُ في وجه السؤال: "لا تسألهُ مرةً أخرى!! ولا تُحاول إجراء أي حديثٍ معه!!!" وفعلا كان أسلوبا ناجحا جدا في إبعادِ الآخرين حتى باتَ على صاحبنا الذهابُ إلى الغداء وحيدا بعد فترة قصيرة. وبعدَ الغداء، لم يتوانَ ذلك الشاب عن الاستلقاء على الأرضِ تحتَ مكتبهِ مُضيعا ساعات إضافية من وقت العمل بداعي التعب والإرهاق، أو لعلي أقولُ أنهُ كان فعلا مُرهقا كعجوزٍ بلغ التسعين من العمر مُصارعا شتى أنواع الوهن وأعتاها، حتى أن كثيرا من العجائز فيهم طاقةٌ وشباب أكثر من هذا العشريني!!!

تنتهي ساعاتُ العمل ليعود إلى المنزل وينكب على فراشه كمن عاد ليحتضن محبوبا طال غيابه، ويبقى في ذلك الفراش حتى ساعات الفجر الأولى، لا يفعلُ شيئا سوى التحديق بلا هدف، والاستماع إلى أكثر الأغاني بؤسا يُمكن للمرء أن يسمعها، حتى أنهُ كان يبحثُ عن ذلك النوع من الأغاني مهما كانت!

كيف تشعر الآن بعد قراءة الوصف أعلاه؟؟؟؟ أنا عن نفسي أشعر بالاشمئزاز وأشعر برغبة جامحة للتوقف عن الكتابة

لن أكمل القصة وسأدعها إلى أن يحين الوقت المُناسبُ لإكمالها.

الآن، السؤال الأهم الذي أريدُ التطرق إليه هو: "كيف كانت حياتك؟ وكيف هي الآن؟ وماذا تُريدُها أن تكون غدا أو بعد غد أو بعد خمس سنوات من الآن؟". جميعنا نريدُ حياةً أفضل، نريدُ تعليما أفضل لأبنائنا، نريدُ راتبا أعلى، نريدُ أن نمتلك منزل الأحلام، نريدُ الحصول على سيارة أحلامنا، نريدُ أن نُصبح رؤساء في بلادنا أو في العالم، إلى آخره من هذه الأمنيات وملايين، بل عدد لا يُحصى منها، لكننا جميعا نعي أن لا وجود لما يُسمى "المدينة الفاضلة" حيثُ لامشاكل ولا تعب، بل هي فضيلة الحياة المليئة بالرفاهية ويُسر العيش. لكن، لننتظر قليلا ونتعمق أكثر في التفكير، المدينة الفاضلةُ موجودة فعلا، بل في كل مدينة على وجه الأرض هناك على الأقل مدينة فاضلةٌ واحدة يؤمها عددٌُ كبيرٌ من البشر الذين لا هم لهم بتاتا، أتدري ما هي؟ .... الجواب هو، تلك المدينة الفاضلة هي "المقبرة" حيثُ الناسُ رقودٌ في قبورهم ولا تُزعجهم مشاكل وهموم الحياة اليومية.

الميت لا هموم لهُ ولا مشاكل عليه التعامل معها، لكنهُ ميت!!!
05-06-2007, 12:36 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-06-2007, 12:36 PM
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-06-2007, 12:36 PM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-07-2007, 08:39 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-08-2007, 08:59 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة العلماني - 05-08-2007, 10:17 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-08-2007, 10:30 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة العلماني - 05-08-2007, 10:47 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-09-2007, 09:00 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-09-2007, 09:05 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-10-2007, 09:27 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة خوليــــو - 05-13-2007, 08:22 PM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-14-2007, 08:57 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-14-2007, 08:57 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-14-2007, 08:59 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-14-2007, 08:59 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-16-2007, 08:47 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-23-2007, 08:48 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 05-24-2007, 10:56 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة discovery2 - 07-01-2007, 09:20 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 07-01-2007, 09:45 AM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة سيناتور - 07-04-2007, 01:30 PM,
ما بين السالب والموجب - بواسطة كمبيوترجي - 10-11-2008, 08:17 AM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS