ولنفرض جدلا أن محمد الباز يتجني علي أبي هريرة، هل رد الفعل يكون بإصدار فتوي تحرم قراءة الصحيفة ومناشدة ديكتاتور أن يحمي رجلا مات منذ1400 سنة

أحد أهم تحفظاتي علي التاريخ الإسلامي هو حجم التناقض الرهيب بين رواية الفرق المختلفة للأحداث وأوضح مثال علي ذلك هو كيف ينظر السنة والشيعة لأهم شخصيتين في التاريخ الإسلامي ـ أبو بكر وعمر ـ ففي حين يحولهم السنة إلي قديسين ولايجوز التلفظ بإسميهما دون عبارة ـ رضي الله عنه ـ تجدهم عند الشيعة عبارة عن شيطانين تكاد قرونهم تظهر من تحت عمائمهم ومن وجهة نظري المتواضعة فالصورة الأولي too good to be true والصورة الثانيةtoo bad to be true وتضيع الحقيقة دائما بين تقديس الشخصية التاريخية وشيطنتها وهي نفس المشكلة التي نواجههااليوم في حالة الأستاذ أبو هريرة فكيف تطلب مني أن أقتنع بما تقوله وأنت تلحق عبارة ـ رضي الله عنه ـ بالشخص مثار الجدل والتي تعني غياب كامل للموضوعية في رؤيتك له وتحول رأيك إلي مجرد موضوع تعبير كالتي كنا نكتبها في المدرسة عن إنجازات السيد الرئيس وإليك مثالين عما أقول

في كتاب العواصم من القواصم والذي يعتبر وجهة النظر السنية الرسمية في أحداث الصراع بين علي ومعاوية, يعتبر الكاتب أن كلاهما كان علي حق ليس لأي سبب موضوعي ولكن لأن كلاهما كان من الصحابة ومن إجتهد وأصاب فله أجرين ومن أخطأ فله أجر ولايجوز للمسلم إلا الترضي علي كلاهما!!!!!!

في أحد كتب محمد الغزالي والتي تولي فيها كشف المؤامرات التي تحاك ضد الإسلام تحدث عن أستاذ للتاريخ بجامعة عين شمس يدعي عبد المنعم ماجد وكيف أنه يتحدث عن محمد بدون الصلاة والتسليم عليه وكيف أنه يرجع سبب غزوات محمد لأسباب إقتصادية وكيف يسمح لشخص كهذا بأن يكون أستاذا للتاريخ بالجامعة الشئ الذي يؤدي من وجهة نظر الغزالي إلي إفساد عقيدة المسلمين!!!!!!

عندما تكون تلك هي النظرة للتاريخ , فقل علي الموضوعية والحقيقة السلام وأهلا بموضوعات التعبير.