نسمة عطرة:

عذرا لو تخيلتِ بأنني أهاجم شخصكِ. أما الموضوع فردي عليه بثلاث نقاط:


أولا:

سياسيا، كان من الخطأ حقا أن برفض السيستاني عرض الجنسيّة العراقيّة عليه، لكن الرجل ليس سياسيّا بالدرجة الأولى و ليس مكترثا لأي جنسيّة (وفقا لآراءه الدينيّة)، و أذكر أن سفره الأخير لبريطانيا - للعلاج - كان بجواز عراقي رفيع المستوى، مما يجلب الكثير من التساؤولات. هل عنده جنسية عراقية حقا؟ هل سافر بجواز مؤقت؟ أشياء غير واضحة، لكن الأساس أن جنسية الرجل غير مهمة عنده، على عكس ما تحاولين أن تروجين له من أنه "فارسي" و لا يتنازل عن "فارسيته". و الواقع - إن أردنا الحق - فالرجل عربي العرق (من السادة الأشراف) بسبب نسبه لنسل موسى الكاظم.


ثانيا:

لا أعرف من هم أجدادكِ، و بأي صفة تصفين نفسك بها (إن لم تكوني عربيّة) حاليا؟ و بأي حق (بحال كونك لا عربيّة) تشغلين نفسك بالإكتراث لقوميتنا العربيّة؟ ثم، نحن لا نتكلم عن "مئات السنين" بل نتحدث عن أربعة عقود مضت. أي أن أي هناك ضباط فرنسيون شاركوا بأحتلال سوريا (مثلا) أو خدموا على أرضها، و هم على قيد الحياة. فرنسا أو أي دولة إستعمارية، لم تقدم لنا إعتذارا رسميا على الإستعمار و على تفتيتنا أو ضرب الوحدة العربية أو دعم الديكتاتوريات بأرضنا. و مع هذا، هناك من يصر على أن يكون مستعمر حضاريا من قبلهم و يصر على أنه "قومي".

طبعا، هناك فرق بين التنقل الطبيعي للشعوب، و بين النظرية الإستعماريّة البحتة أو الإستيطانيّة. ما تفعلينه هو تبرير للغزو الأوربي لأرضنا بذريعة أننا غزونا أراضي غيرنا، و هو كلام خالي من الصحة لأن العرق العربي يمتد حتى العهد الأكادي بالعراق، و نحن الأقدم و الأحق بهذه الأرض.


فقط للتأكيد.

ثالثا:

ليس لكِ حق بأن تديني الوجود الأمريكي بالعراق (الذي لا يزعم أنه إستعماري بالمناسبة) دون أن تديني الإستعمار الأوربي سابقا، أو جهوده الحالية للسيطرة الأقتصادية و الثقافية و الحضارية علينا. مشكلتك أن قامتك ليس طويلة كفاية لتنظري لأوروبا من علٍ و تعتزين بثقافتك. أنتِ لستِ الحالة الشاذة للعرب بالغرب، بل أنا هي هذه الحالة، و لذا لا فائدة من عناء الجدال.