ثم ماذا:


أولا:

هناك إحتمالان، إما أنك تعيش ببرج عال أو أنك صغير بالعمر يا عزيزي. ذلك أنك لا تحمل أي فكرة أن مواخير الشرق و عن جنون التهتك و الإباحية السرية بهذا الشرق الذي يزعم التديّن ظاهرا. التدين إختياري عند الشرقيين كما هو عند الغربيين، و السرية مباحة للكل تقريبا لفعل ما يشاء.

ثانيا:

بم أعترض على أختيار الفرد، و لكن أن نبني دولة بلا ثوابت أخلاقية متعارف عليها بالمجتمع فهذه فوضى لا أكثر.

ثالثا:

العقل لا يمثل بالغرب، فذات هذا الغرب كان متخلفا قبل خمسة قرون لا أكثر، و الحضارة وصلتهم عبرنا، بزمن كنا دولا إسلاميّة و لم يكن الإسلام (بعينه) مشكلة. العقل يتواجد بمدى منطقيتنا و نظرتنا الشاملة للحياة، و هو أمر أرى أن الحضارة الغربية تنزلق عنه للفوضويّة و الضياع. لا بل إنسان الحضارة الشرقية (اليوناني و العربي و الفارسي و الهندي) وصل شوطا أبعد بالحضارة من ذاك الغربي. قبلا، كان الإنسان منشغلا بتهذيب ذاته و الكدح الفكري لجعل عالمه أفضل مكانا للعيش، و لجعل ذاته أكثر ثقافة و فهما. كانت "العدالة" و "المعرفة" و "الأخلاق" و "الدولة" هي التي تشغله، و كان المحيط شاغلا كبيرا له.

بينما أرى أن إنساننا منشغل فلسفيا بتبرير غرائزه لا أكثر. إنسان لم يعد يبحث عن الثابت (و كان لتراجع الميتافيزيقا أثره) بل أقتنع بالمتحوّل. أمست الصيرورة طريقا للتبرير، و دربا للتحليل المطلوب لكل ما لا يمكن تحليله أو أي غرض يجب التوصل إليه عبر هدم كل ماهو ثابت.


رابعا:


العالم الإسلامي لا يطبق 10% من الإسلام، و أمثالك يمنعون أي شخص يحاول أن يتحدث عن الإسلام الحقيقي لأنك تحرص أن تلصق شكلا واحدا بالإسلام (الظلاميّة) خدمة لأفكارك. هذا حسن، لكن الحقيقة أن المجتمع من يلوي عنق الدين و يأقلمه حسب أراءه لا العكس. المطلوب هو أن ينزّه الإسلام من الأصولية و البدوية التي أعترته للمدنيّة التي كانها بالعصر العباسي و المراحل اللاحقة. لا يمكن أن نعتبر أن القهر الموجود عندنا هو نتيجة الإسلام، لأن الإزدهار الذي عشناه سابقا كان مع الإسلام أيضا، و إذن أين يكمن الخلل؟ أنه يكمن بالمجتمع و حالة الجمود التي أعترته.


طبعا أنا أطالب بدولة ذات مرونة إجتماعية و دينيّة، و أن لم أكن من الحريصين على الذهاب للجامع، إلا أنني أعمل و أفضل أن أعمل لأنهاء التطرف الإجتماعي بوسطيّة دينية و سياسية.