Array
يقول حازم صاغية :

تدلّ التخمة الرمزيّة لدى القوى الأصوليّة عن خواء المعنى لديها. فهي لا تملك «مضموناً» تقوله، أو تطرحه، في مواجهة مسائل شكّلتها العلاقة بالحداثة والغرب، اقتصاداً أم ثقافةً أم سياسةً. فمن أمور النفط واقتصاديّاته الى شؤون الأدب والفنّ المعاصرين، مروراً ببناء المؤسّسات، لا تملك القوى المذكورة إلاّ الضجيج الرفضيّ المُرمّز. وهذا، في واقع الحال، واحد من الملامح الأساسيّة للسلوك الأصوليّ منذ لحظات الاحتكاك المبكر بمسائل غريبة عنها، لم يربطها بإنتاجها أو باشتغالها إلاّ الرفض والإدانة.
تحياتي .

:Asmurf:
[/quote]

عزيزي .:97:
عبر ممارسة طويلة نوعا في الجدل الفكري و السياسي أصبحت موقنا ألا جدوى من مخاطبة العقل الإسلامي الأصولي مهما حسنت النوايا ، فهناك فارق كبير جدا بين الاختلاف مع قومي أو ماركسي و بين حتى الإتفاق مع الأصولي الإسلامي فما بالك و الإختلاف معه ،عند الخلاف مع الماركسي و القومي سيكون خلافا موضوعيا تكتيكيا لأنك ستجد هناك عناصرا للمقايسة العقلانية يمكن الاحتكام إليها مثل المصلحة العامة أو التجارب السياسية الحديثة أو البيانات و الإحصائيات وقوانين الإقتصاد و النظريات السياسية و هكذا ، نعم ربما يصل الخلاف إلى طريق مسدود و لكن يبقى الحوار ممكنا ،و يمكننا أن نجد إطارا مشتركا يجمعنا ولو حتى للصراع داخله ،وهذا مستحيل تماما مع العقل الأصولي الديني ، هذا العقل متوحد يفشل دائما في التواصل مع غيره حتى مع شركاء الوطن و حتى شركاء العقيدة ممن يتبنون النموذج المنفتح الليبرالي من الدين ، فما بالك وهذا العقل يزعم أنه شريك مناسب في حوار الأديان و حوار الحضارات و الثقافات ؟، النتيجة بالطبع أن يكون حوارا للطرشان ، يدعونا بعده فقهاؤنا الأجلاء إلى الجهاد ضد محاوريهم لأنهم فشلوا في التفاهم معهم بل حتى فهمهم !.
لو ظل الأصوليون الإسلاميون جزءا محدودا - صغر أو كبر - من النسيج الفكري للمجتمع كغيرهم من الأصوليين المتدينين في المجتمعات الأخرى لهان الأمر و لكنهم تمددوا بشكل سرطاني في المجتمعات العربية المشرقية تحديدا حتى ابتلعوا الآخرين خاصة من يمثلون أملا للوصول إلى وضع حضاري للمنطقة ، هم يصدرون الآن أزمتهم الفكرية للمجتمع ككل ، وهذا يحدث تحت سمع الأنظمة المستهدفة بالتدمير و لكنها تقف عاجزة ، فالخراب القادم يأتي تحت شعارات دينية من عينة الإسلام هو الحل و صحيح الدين و النهضة الإسلامية و أحاديث آخر الزمان و كله إلا رسول الله ،و غيرها من الشعارات التعبوية التهيجيية ذات الأغراض السياسية البحتة ، و من الجدير بالملاحظة العميقة أن الأنظمة الموصومة بالفاسدة هي وحدها التي تحول الآن دون سقوط المجتمعات العربية المشرقية في بئر بلا قرار من التعصب و الفوضى و الحروب المدمرة ضد الذات و الغير ، كما حدث في كل المجتمعات التي تحولت إلى النظم الأصولية . هل لنا أن نقارن بين النظام السعودي و بين أعدائه من العصابات الإرهابية ، هل لنا أن نقارن بين النظام المصري و أعدائه الأصوليين سواء الجناح الجهادي كالجهاد و الجماعة الإسلامية و التكفير و غيرها أو الجناح السياسي ممثلا في الإخوان المسلمين .
إن سيادة الفكر الأصولي في المجتمعات المشرقية أو بعضها كانت له أسوأ النتائج على أوضاع المنطقة و قضاياها ، و لعل أوضح مثال لذلك هو القضية الفلسطينية التي تقف الان و بعد 60 سنة من النضال العنيف دون خط الصفر بسبب الإسلاميين ، أما عن التأييد الدولي فهل يمكن ان نتصور الآن أن يصوت احد على كون إسرائيل دولة عنصرية ؟، أخشى أنه لو جرى تصويت ما لأدان العرب كعنصريين !.

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	حمد و أوغلو : مأزق الصعاليك أمام سورية / بقلم غالب قنديل	فارس اللواء	0	865	01-09-2012, 04:40 PM آخر رد: فارس اللواء
	أزمة العقل الأصولي .. العولقي نموذجا.!	بهجت	12	3,594	10-06-2011, 03:56 PM آخر رد: بهجت
	يوميات المناضل حمزة الالكتروني	Enki	0	1,048	07-04-2009, 11:27 PM آخر رد: Enki
	دعوة للحضور والمشاركة في ندوة حوارية (صوتية) بالانترنيت مع المناضل اليساري سلامة كيلة	abu yasaar	3	868	04-05-2008, 01:10 AM آخر رد: abu yasaar
	حوار للتاريخ مع المناضل الأسير طارق عزيز	عزالدين بن حسين القوطالي	1	626	04-02-2008, 02:25 PM آخر رد: عزالدين بن حسين القوطالي