طريف أن يؤدلج بعضنا الأساطير لينضدها هنا كمسلمات قديمة لا تحتاج لبرهان!!
والأجمل أن يطرح هذه التخاريف باسم العلم لمجرد أن مهووسا غربيا رددها هناك!
فبالعودة لعقدة أوديب التي أراد الزميل خوليو طرحها كمسلمة، فإنها مستقاة من أسطورة يونانية تصور اوديب يقتل اباه ويتبوأ عرش "طيبة " الذي خلا بموته ثم يتزوج امه دون ان يعلم حقيقة ما فعل وانما يكون في ذلك منقاداً لقدر لا مرد له!!
تقول الأسطورة أنه: (كان لدى ملك من الملوك زوجة بارعة الجمال، و قد حدثه بعض المنجمين من أن زوجته سوف تنجب له طفل ذكر سوف يشب لكي يقتله و يتزوج بزوجته الجميلة. تحير الملك من تلك الرؤية ولم يصدقها في البداية و لكن بعد أن حملت زوجته و أنجبت له أبناً لم يستطع أن يتغلب على شعوره بالخوف، فأمر إحدى حراسه بقتل الطفل و التخلص منه إلى الأبد، لم ترضى الأم بقتل الوليد و بكت سنيين طوال حسرةً عليه. و لعبت الأقدار دورها في هذه الأسطورة، حيث لم يستطع الحراس أن ينفذ حكم الإعدام في ذلك الطفل البريء بل ابتعد به عن المملكة و تعهد بتربية الطفل جاعلاً منه فارساً مغوارا تهابه البراري و البلدان. بعد أن أشتد عود الصبي، فتح البلاد واحدة تلو الأخرى إلى أن دخل مملكة أبيه، فقتله و تزوج من أمه دون أن يدرك أو يعلم أنها أمه. حملت له الأم الأبناء الذين هم في الحقيقة أبنائه و إخوانه في آن واحد. وصل إلى مسامعه أن من تزوجها تكون أمه و أن من قتله كان أبيه. لم يصدق أوديب ما سمعه ففقع عينه و قتلت الأم نفسها لوقع تلك المصيبة عليها. و لم تصدق الأسرة ما جرى لها، و قد حل بعدها الدمار على الجميع)

استثمر سايمون فرويد الأسطورة في تحليله لطبيعة العلاقة التي تربط بين الأب و الابن و البنت و الأم. وذهب بها بعيداً جداً ليعزي كل شيء لتلك الدوافع الغريزية. وقد تحفظ على تحليلاته (المسلمة في نظر الزميل) الكثير من تلامذة فرويد نفسه كأرك إيركسون و آنا فرويد(أبنة فرويد) و كارل كاستوفا و غيرهم الكثير.

الذي يحلل نفسية فرويد –رائد مدرسة التحليل النفسي- سيعرف أي عقدة كان يعانيها الرجل حتى علل جميع مظاهر الحياة بمنظور الميول الجنسية والدوافع الجنسية!
لكنني لن أدخل مع بعضنا في مهاترات لا تنتهي، لأن القضية ليست شخص فرويد ولكن جذور تحليل نظرية أوديب المزعومة.

استمد فرويد من هذه النظرية حيوانية الانسان ،، فالانسان عند فرويد هو حيوان جنسي ،،
فقط ينصاع للامور والاوامر الغريزية الجنسية ،، وإلا فإنه سيقع فريسه للكبت المدمر
للجسم والاعصاب ،،
اي انه يقصد بان الانسان لا يحقق ذاته من غير الاشباع الجنسي ،،ويقول بان كل كبت
لهذه الامور الجنسية سواء كبت ديني او تقاليد او عادات انما هو كبت مدمر وكبت غير
مشروع ،،

وهو يقول
بان الشهوة الجنسية هي التي تظهر بمظهر الاخلاق تارة والعقائد والاديان تارة اخرى،،
وهي نفسها تتشكل بحنان الام وعطف الاخ وهي الكل بالكل في هذه الحياة حسب رأيه،،

فمظاهر الحياة بنظرية فرويد سواء دينية او فنيه او سياسية او واقتصادية واجتماعية ، كله تتولد عن الحب والجنس واللذة فقط لا ، فالمظاهر بنظره وان اختلفت الا انها متحدة
في جوهرها وهو الجنس.

ويقول بان الحب بين الام والابن والاب وحتى العلاقات الاجتماعية كالتلميذ والمعلم
كلها تمتاز بطابع جنسي في ذاتها او ترجع لاصل جنسي كنتيجة،،

وهو يقول بأن الغريزة الجنسية هي المسؤولة عن كل شيء في حياة الانسان وتصرفاتها
وما يحدث من اختلال وانها اقوى الروحانيات عند الانسان مع مرور الزمن ،،
ويستدل على هذا بانه ضرب مثالا على ذلك ،،
يقول انه اذا واجه الطبيب اختلالا روحيا مهما كان هذا الاختلال جزئي ،، فهو يتمكن من
ان يحكم بصورة قطعية وفاصلة بان السبب اختلال في الجهاز الجنسي اي حادثة غير طبيعية
حدثت للجهاز الجنسي والرغبات الجنسية للمريض ثم يرجعه لحالاته الاو لى بصورة تدريجية وما إلى اخره

ولكن فرويد لم يرد ان يستوعب سؤالنا الذي دائما نسأله :
كيف استدل فرويد على ان اي اختلال روحي يستند إلى حدوث خلل او شيء في الغريزة
الجنسية ؟؟ هذا السؤال هو واتباعه لم يكترثوا له لأنهم وقعوا فريسة ما سماه الزميل خوليو بالمسلمات!! .

هذا من حيث النظرية*** المزعومة

أما سؤال صديقتك بشأن عمل الملحن والمغني والعازف، فيبدو أن صاحبتك مسكونة بهذه النظرية حد المس، لذا فهي تفترض وجود الغريزة تجاه المحارم عند الجميع، ذات اعتقاد الخرافيين بمس الجن وسكنه في جسم البشر!

ولن أقول لك بأنه من الضرورة بمكان أن يكون علاجها بالصفع والضرب لإخراج المس، فلكل ساكن طريقته، ومن يدري ربما لو آمنت صاحبتك بأن الشهوة العارمة التي تجتاح تفكيرها في تحليل كل علاقة ليست أكثر من أعراض مرضية لكبت جنسي قديم فرض عليها بطريق العادة والتقاليد فأرادت أن تتمرد عليه بتطرف مضاد، حتى أطلقت لخيالها العنان حتى تتصور ما كبتت له يتراءى لها في كل معزوفة ولوحة وقصيدة وتجريد!

ويبقى الضمير الحي هو الحكم والفيصل، وهو ما أسماه القرآن بالمعروف والفطرة، وسماه ديكارت بقانون العقل، وسماه العامة بدليل القلب

فاجعل قلبك دليلك، واستفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك

هل تجسر على طرح هذه التصورات القميئة بين يدي والدتك إن كانت على قيد الحياة

وهل ترى أن للحب صورة واحدة ليس إلا هي تلك الشهوة المطهمة حيال كل شيئ؟!!

ألا يسع الواحد منا أن يعبر عن حبه لأخته وابنته ووالدته وخالته وعمته وكل أرحامه بغير ذلك الذي ينكر الحس السوي وصله به، وأقصد الجنس هنا!

على أن الجنس ليس دنسا كما تحاول تصويره، بشرط أن يكون في سياقه الفطري الذي خلقت الحياة به وخلق لها...

الجنس في دائرته الطبيعية سنة الحياة ولذتها التي تنثر في الحياة عبق السكن والود والرحمة كما قال القرآن الكريم

ولكن وضع الندا في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندا

واسلموا لود واحترام






*** وكثير عليها والله مصطلح نظرية لأنها غير مسنودة علميا بغير تهيؤات مرضية يصر زميلنا على توصيفها بالمسلمات!