كما نرى فان الخلافات التي بدات تظهر هي بمثابة الاسفين الذي سيشق طريقه بين خفافيش الظلام و مصاصي دماء الشعب العراقي اي القاعدة من جهة و دولة العراق الاسلامية ، من جهة أخرى ، هي بداية النهاية لمنظمات الفكر الارهابي و مصالح الجوار الاقليمي في الداخل العراقي :

آورفــاي .

خلاف دموي :

وصل الخلاف بين تنظيم القاعدة في العراق والجماعات الاسلامية السنية المسلحة الاخرى الى مستوى التقاتل المتبادل بين الطرفين. وفي اخر فصول هذا التقاتل اتهام "جبهة الجهاد والاصلاح" التي تضم مجموعات مسلحة أبرزها "الجيش الاسلامي" و "جيش المجاهدين" و "كتائب ثورة العشرين" و "الهيئة الشرعية في جيش انصار السنة"

تنظيم "القاعدة" في العراق بقتل 12 من قادتها الميدانيين في منطقة عرب جبور جنوب بغداد، جميعهم من عناصر "جيش المجاهدين".
وقال بيان صدر باسم الجبهة ان "خفافيش الظلام"-ويقصد بذلك القاعدة- "تتآمر عليها، محاوِلةً وأد هذا المشروع المبارك في مهده مستخدمة أبشع صور العداء والغدر".

واضاف: "ألمت بنا فاجعة جديدة في منطقة الدورة (عرب جبور) حيث قُتل 12 مجاهدا جلُهم من القادة الميدانيين من جنود "جيش المجاهدين" في تلك المنطقة في كمين غادر نصبه بعض من رافقنا في طريقنا بالأمس ما حسبنا أن يغدروا بهذه الوحشية والهمجية بإخوة مجاهدين مرابطين (...) فقتلوهم غيلة فسالت دماؤهم لتروي أرضا طالما دافعوا عنها وعشقوا الشهادة عليها".
وحمل البيان تنظيم "القاعدة" في العراق المسؤولية. وتابع: "إننا في هذا المقام نحمل المسؤولية الكاملة لتنظيم "القاعدة" على هذه الجريمة الشنعاء وندعوهم إلى اتخاذ الموقف الشرعي الصحيح بتسليم القتلة المجرمين إلى المحكمة الشرعية في جبهة "الجهاد والإصلاح" عاجلاً غير آجل، ونذكرهم بالله أن لا يحدثوا فتنة الرابح الأكبر فيها المحتل وأعوانه".
ابتداء اقول من المؤلم ان يسفك دم عراقي بهذه الطريقة الوحشية، بغض النظر عن الاجتهاد السياسي او الديني او الموقف العملي المخالف. وهذا دليل اثبات اخر على الطبيعة الاجرامية والدموية الحاقدة لتنظيم القاعدة ولقيادته وللفكر الذي ينطلق منه.
وثانيا، اقول ان توحيد الجماعات المسلحة ينطوي على جانب مفيد وهو تسهيل التفاوض معها، حيث انه ليس من الممكن ان تتفاوض أي جهة ذات علاقة مع عدد لا نهائي من الجماعات المسلحة، اذ سوف يصعب توحيد مطاليبها، وخطابها، والمقابل الذي تطلبه مقابل التوصل الى اتفاق مع الجهة المفاوضة لها.

والخلاف بين هذه الجماعات والقاعدة مؤشر ايجابي ايضا، لأن تنظيم القاعدة طرف غير عراقي يتخذ من الساحة العراقية مجالا لممارسة نشاطه المسلح لاهداف ودوافع لا علاقة بالمصالح العراقية المباشرة، كما انه يتبع قيادة غير عراقية لها مصالح واهداف لا علاقة لها بالهموم العراقية الوطنية. فضلا عن ان القاعدة تنظيم اسلامي اصولي راديكالي مغلق يسعى الى اقامة "دولة" يصفها بانها "اسلامية" على غرار دولة طالبان في افغانستان عن طرق الفرض والقسر والاكراه المسلح، واجبار المواطنين العراقيين على اعلان الولاء لها تحت تهديد القتل او التهجير وحرق البيوت. فضلا عن كونه تنظيما طائفيا يلعب صراحة بالورقة الطائفية. ففي الوقت الذي يعلن فيه هدفه باقامة كيان للسنة في العراق، يضم فقط المحافظات التي يرى ان فيها اغلبية سنية، نراه يعلن الحرب على السنة الذين لا يوافقونه الرأي من جهة، وعلى الشيعة بصورة عامة بوصفهم روافض وصفويين واعوانا للمحتل الاميركي من جهة ثانية.

لكن ما يكشف عنه البيان اعلاه ان الجهة التي اصدرته مازالت تدور في نفس الفضاء الفكري-السياسي للقاعدة من حيث الخطاب الديني، اولا، والموقف من القوات الاميركية ثانيا، الموقف من العملية السياسية والمنخرطين فيها، والذين يصفهم بـ"اعوان" المحتل، ثالثا. ومع ذلك، فان الخلاف الدموي بين القاعدة و "جبهة الجهاد والاصلاح" يشجعنا على مخاطبة الجبهة بالتفكير بامكانية واهمية المشي في هذا الطريق الى نهايته، وذلك عبر انجاز القطيعة الفكرية والسياسية والاسلامية مع القاعدة، باتجاه بلورة موقف وطني عراقي يتألف بشكل مباشر من العناصر التالية:

اولا، تعويم الخلاف حول مسألة القوات الاميركية، وعدم اتخاذه ذريعة للتقاتل بين العراقيين.

ثانيا، الخروج من الدائرة الطائفية السنية والانفتاح على الطيف العراقي المتعدد المذاهب والاديان والاعراق.

ثالثا، اعتماد الاساليب السلمية في العمل السياسي.

رابعا، تلمس العذر لمن خالفهم في الرأي خاصة اخوانهم السنة الذين ساروا في طريق العملية السياسية وخالفوهم الاجتهاد في مسألة حمل السلاح، وتذكّر ان المجتهد له اجران اذا اصاب واجر واحد اذا اخطأ.

خامسا، التعامل مع اخوانهم الشيعة بوصفهم مواطنين عراقيين مسلمين، وليس بوصفهم اعوانا للمحتل، او صفويين، او ما شابه. والتبرؤ من دعاوى القاعدة بهذا الشأن.

سادسا، الاستعداد للدخول في حوار جاد وواقعي من اجل تحقيق المصالحة الوطنية و حقن الدم العراقي البريء.
ليس هناك ما يمنع من ان تتحول الجماعات المسلحة السنية العراقية الى قوى سياسية ذات اهداف معلنة، بما في ذلك هدف اخراج القوات الاميركية من العراق، وان تعمل على التوصل الى تحقيق هذه الاهداف بطرق سياسية سلمية مدنية، وصولا الى اقامة دولة عراقية مدنية ديمقراطية حديثة. ولا يتطلب هذا سوى ارادة سياسية تعيد النظر بالاجتهاد الحالي وتتوصل الى اجتهاد جديد يحقق هذه الغرض السامي والسليم

:Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	سيد قطب.. نبي الارهاب	ابن فلسطين	0	400	08-27-2014, 07:25 PM آخر رد: ابن فلسطين
	مجتمع راق داخل سجون البحرين	SH4EVER	4	1,570	05-20-2011, 06:29 PM آخر رد: SH4EVER
	كيف نستأصل جذور الارهاب؟!!	يونس عاشور	0	879	11-07-2010, 07:10 PM آخر رد: يونس عاشور
	هل بدأ الارهاب في العراق يتداعى ؟	Awarfie	14	2,549	01-30-2009, 04:27 PM آخر رد: Awarfie
	فيلم "فتنة" ضد الارهاب ام ارهاب؟	عمر أبو رصاع	1	752	04-06-2008, 05:15 PM آخر رد: عمر أبو رصاع