{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
على هامش الصفحات ...!!!
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #2
على هامش الصفحات ...!!!
حول رواية "شيكاجو" لكاتبها "علاء الأسواني" ..

عندما أنهيت قراءة "شيكاجو"، خُيّل إلي بأن الكاتب يستطيع أن يمضي في رواية الأحداث شوطاً طويلاً بعد. ولعل من تعود على "نهاية كلاسيكية"، يجمع فيها الكاتب خيوط الأحداث ويقودها نحو "حل نهائي" كما يجمع النهر روافده، سوف يخيب أمله من هذه "النهاية المفتوحة" أو قل "النهايات المفتوحة" لأحداث القصة. "فشيكاجو" تروي أحداث حياة "اربعة من الطلاب المصريين" و"ثلاثة أساتذة" و"فتاة أمريكية سوداء" و"رجل استخبارات مصري" و"طبيب جرّاح من أصول مصرية" جمعتهم "كلية الطب" في "جامعة شيكاجو" وربطت بينهم بخيوط منبتّة. "فكلية الطب" في القصة ليست إلا "السبب" الذي أدى إلى اجتماعهم في نفس المكان؛ هي "الكادر" التي تدور من خلاله أحداث الرواية ليس إلا.

الطلاب الأربعة مبعوثون من جامعات مصرية كي يتابعوا دراستهم العليا المتقدمة (الدكتوراه) في الجامعة الأمريكية. بين هؤلاء الطلبة فتاة من "طنطا" اسمها "شيماء محمدي حامد"، في بداية الثلاثينيات من عمرها، متوسطة الجمال وملتزمة دينياً. يجاور "شيماء" في السكن "طارق حسيب" الطالب المتفوق الذي لا يعرف من الحياة إلا الدرس في النهار ومشاهدة "المصارعة الحرة" في المساء قبل أن يمارس "العادة السرية" أمام أحد أفلام "البورنو" في الليل.
الطالب الثالث هو "ناجي عبد الصمد"، أحد المعارضين للنظام الحاكم المصري، والذي يرى جميع آفات البلد تتلخص في "الاستبداد" الذي يمارسه نظام "مبارك". أما الطالب الرابع فهو "أحمد عبدالحفيظ دنانة"، "عميل المخابرات المصرية" الذي يهتم بمستقبله السياسي والمادي أكثر من اهتمامه بدراسته وبحثه.

جميع هؤلاء الطلاب يجمعهم قسم "الهيستولوجي" (علم الأنسجة) الذي يدرّس فيه أساتذة عدة منهم أستاذ أمريكي يدعى "جون غراهام" وأستاذان مصريان: الدكتور رأفت ثابت والدكتور محمد صلاح.

الدكتور رأفت ثابت قبطي الأصل أمريكي الجنسية، يعتبر المصريين متخلفين ويعيش في أمريكا، على النمط الغربي، مع زوجته (ميتشل) وابنته (سارة). ولكنه مع اصراره على القطيعة بينه وبين "تراثه المصري" فإن الرواية تكشف بأن له عقلاً شرقياً صليبة.

الدكتور محمد صلاح مصري لا يتنكر لأصله، رحل إلى أمريكا وتابع دراسته وتزوج ولم ينجب. وهو، في الرواية، قد اقترب من الستين وأصيب منذ شهور قليلة "بعنّة" جنسية أحالت حياته مع زوجه (كريس) إلى صراع ومعاناة. محمد صلاح رحل عن بلده دون أن يحمل معه شعوره وأحاسيسه، فبقيت مصر تشده إليها وبقي حبه هناك (زينب رضوان) يدعوه دون توقف.

الدكتور الأمريكي جون غراهام يساري ثائر، ومناصر للضعفاء ولقضايا التحرر. وجد حياة جديدة مليئة بالسعادة منذ فترة قصيرة مع "كارول" (مطلقة سوداء أمريكية) وابنها "مارك". "كارول" أيضاً وجدت في "جون غراهام" كل ما تحتاجه كي تحقق سعادتها، ولكن فصلها من عملها وعمليات الإقصاء العنصري التي تعرضت لها جعلها يائسة محبطة.

الدكتور "كرم دوس" طبيب جرّاح ناجح جداًَ. قبطيّ الأصل، تعرض إلى عملية إقصاء طائفية قذرة من قبل أحد رؤسائه في الجامعة المصرية (الدكتور عبدالفتاح بلبع). فقرر أن يرحل إلى أمريكا ويتابع دراسته التي تفوق بها وأصبح من الذين يشار لهم بالبنان على المستوى العالمي.

رجل الاستخبارات المصري "صفوت شاكر" صنع مجده في "جهاز أمن الدولة"، حيث كان يمارس التعذيب على السجناء ويستغل منصبه كي يحظى ببعض "الخدمات الجنسية" الأخرى. يعمل "كمستشار" في السفارة المصرية في واشنطن ويحلم بأن يصبح وزيراً في القريب العاجل.

يتابع "علاء الأسواني" مجريات الأحداث على هذه "المحاور العشرة" التي تتقاطع بعض الأحيان. وهو يفعل ذلك بسيروة ويسر، عابراً من محور لآخر برشاقة ومنطق، وبعد أن يشد القاريء أكثر وأكثر إلى وقائع القصة. خلال هذا الدفع "لمجريات الأحداث" (الذي لن أكشف عنه هنا كي لا أقتل عناصر التشويق عند من يرغب في قراءة الرواية) يتناول الكاتب الكثير من الموضوعات الهامة والمعاصرة مثل التغيير الذي حدث للمجتمع الأمريكي بعد 11 سبتمبر، وأصول الإستبداد المصري، ومصادر معاناة الأقباط، والتمييز العنصري في أمريكا، وغير هذا من القضايا العامة، الساخنة في كثير من الأحيان.

بالإضافة إلى النقد السياسي والتركيز على مثالب النظام المصري، فإن مدى تفشي "الظاهرة الدينية" في "حياة المصريين" تبدو واضحة تماماً في أحداث الرواية. بل ان "علاء الأسواني" لا يجد حرجاً من الدخول بقوة وعنف إلى دائرة المحظورات من خلال "إبرازه" لدور "الجنس" في حياة "شخصيات روايته". "فالجنس" عند الكاتب هو عامل أساسي في معظم ما يدور في الرواية، ومعظم "المحاور العشرة السابقة" يلعب الجنس فيها دوراً محركاً فاعلاً، حتى "النشاط الوطني" "لناجي عبدالصمد" لا يدور بمعزل عن قصة غرامه بصديقته "ويندي" ولياليهما الحارة في المدينة الأمريكية الباردة.
رواية "علاء الأسواني" تتعامل مع الجنس بشكل مباشر. فالنص يفتح يديه للقاريء ويوضح له ما يريد الكاتب بسهولة ويسر. صحيح أن الكاتب قد لا يسمي "الأعضاء الجنسية" بأسمائها أحياناً (فقضيب الرجل قد يُدعى في النص "عنقوداً" مثلاً) ولكن النص يبقى غير حيي على الإطلاق. هو بعيد عن الفجور جداً، ولكنه لا يتعامل بمواربة ومن خلال حجاب مع شخوص الرواية عندما يدخلون إلى الفراش، وما أكثر ما يدخلون إليه.

تغاضيت في الرواية عن بعض الأخطاء اللغوية أو دعنا نقول عنها "سوء التدابير" التعبيرية. فالرواية تحمل بعض "العبارات الملتوية" المزعجة أحياناً (مثل جملته التي ما زالت عالقة بذهني والتي تقول: "ألست سوف تتزوج؟" على سبيل المثال لا الحصر). طبعاً، نحن لسنا أمام نص "لطه حسين" أو "العقاد" كي لا نغفر للكاتب بعض الركاكة المتباعدة، ولسنا أمام "جبران" كي نأخذ عليه خلو الفقرات من التشابيه والوشي والزخرفة. ولكننا أمام كاتب ينتهج "السرد" بطريقة سلسة سهلة يسيرة، ويبنى قصته بنجاح وتوفيق، حتى لو كانت لغته أشبه بفراش الفنادق؛ نظيف مرتب ولكن استعماله كثر حتى لانت وشائجه.

أخيراً، لقد استمتعت حقاً وأنا أقرأ "شيكاجو"، وفكرّت مع الكاتب كثيراً في طرحه لبعض الأمور والمشاكل السياسية أو الفلسفية العالقة، ولكني قمت عن مائدته وما زال شيء في فمي يقول لصاحب البيت: هات المزيد !! وبالمناسبة، أنا لم أقرأ بعد رواية "عمارة يعقوبيان"، ذلك لأنني شاهدت "الفيلم" قبل أن أسمع بعلاء الأسواني وروايته، فتخوفت بعدها من أن يطوح "الفيلم" بعناصر التشويق في الكتاب، فيتداركني الملل وآخذ فكرة سيئة عن الرواية. هذا ما كان أمس، أما اليوم فإنني مصر على أن أبدأ حالاً وسريعاً بقراءة "عمارة يعقوبيان" وهو ما سوف أفعله بعد سويعات؛ فالرواية المتماسكة لا يستطيع أي "فيلم" أن "يحرقها" أو أن يضعها على الرف، لأن الكتاب – دائماً – أوسع مدى من أي "سيناريو" ممكن أو متاح.

واسلموا لي
العلماني
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 05-20-2007, 10:33 AM بواسطة العلماني.)
05-20-2007, 10:21 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة العلماني - 05-20-2007, 10:19 AM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة العلماني - 05-20-2007, 10:21 AM
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة Deena - 05-20-2007, 02:57 PM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة بسمة - 05-22-2007, 12:00 PM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة Arabia Felix - 05-22-2007, 12:56 PM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة سيناتور - 05-22-2007, 09:09 PM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة العلماني - 05-22-2007, 09:50 PM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة العلماني - 05-28-2007, 10:37 PM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة بسمة - 05-29-2007, 06:10 PM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة طنطاوي - 05-29-2007, 07:25 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  على هامش النقاش yahoo person 1 440 12-20-2009, 11:39 PM
آخر رد: السكرتير التنفيذي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS