{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
على هامش الصفحات ...!!!
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #8
على هامش الصفحات ...!!!

(2) - صفحات عن التجسس من كتاب لـ"غوردون توماس"


لا شك بأنني سوف أتحدث بعد عن هذا الكتاب الذي بين يدي الآن والذي يحمل اسم "التاريخ السري للموساد – منذ سنة 1951 حتى أيامنا هذه"، والذي لقيته صدفة في إحدى المكتبات الصغيرة قبل يومين. ولكني آثرت أن أستعجل الأمر قليلاً وألقي ببعض الكلمات الآن، لأن الكتاب حمل في صفحاته الأولى بعض المعلومات التي لم أكن أعرفها عن حادث مؤسف وقع سنة 1997، وما زال الكثيرون منكم – على وجه التأكيد – يذكرونه.

الصفحات الأولى تتحدث عن رجل مخابرات اسرائيلي اسمه "موريس"، تم اختياره في الموساد لقدرته على المسير في شارع خال دون أن يبصر به أحد أو يكاد.
يهرع "موريس" هذا الى "باريس" في أول صيف سنة 1997، ومهمته قد تحددت باستدراج أحد العاملين في فندق "ريتز" الشهير في العاصمة الفرنسية، وتجنيده لحساب "الموساد" الاسرائيلي.
لم يتم اختيار هذا الفندق عبثاً، فهو – من ناحية - أحد أفخم الفنادق في العالم وأبعدها صيتاً، ونزلاؤه عادة من المشاهير وأصحاب الملايين، وبين هؤلاء الأخيرين هناك الكثير من العرب و"تجار السلاح". من ناحية أخرى فإن "داني ياتوم"، رئيس "الموساد" الجديد في الدولة العبرية في تلك الحقبة، أصر على بعض الانجازات التي من شأنه أن يفاخر بها أقرانه، وكان من بينها "اختراق فندق ريتز" والتعرف على ما يدور بين حيطانه من "صفقات وأحاديث" من شأنها أن تفيد الدولة الصهيونية.

لم يصل "موريس" إلى العاصمة الفرنسية قبل أن يرصد "الموساد" العاملين في "فندق ريتز"، ويقرر بأن الفرنسي "هنري بول" نائب المسؤول الأول عن "أمن الفندق"، هو "الهدف" الذي يجب "العمل عليه" وتجنيده لصالح جهاز المخابرات الاسرائيلي.

تم اختيار "هنري بول" للتجنيد، نتيجة لبعض نقاط القوة والضعف التي يتمتع بها. فالرجل يستحوذ على ثقة إدارة الفندق، ويضع تحت تصرفه مقاليد الأمن، ويعمل في كثير من الأحيان كسائق لبعض الشخصيات الهامة التي تنزل الفندق الباريسي، وهو لا يُسأل عن أي عمل استطلاعي أو معلوماتي يقوم به، لأن الجميع يعرف بأن طبيعة مهمته تقتضي منه الإحاطة بكافة التفاصيل والأمور التي تدور في الفندق الباريسي. بجانب هذا فإن في طباع وعادات "هنري بول" ما يجعل تجنيده ممكناً؛ فهو يحب سيارات السباق ومظاهر البذخ، ويعشق "زجاجة الخمر" ويصلي لها بكرة وعشيّا. هذا ناهيك عن بعض المبالغ "المحترمة" التي كان يقبلها من بعض "مصوري الصحف" كي يزودهم بمعلومات تتعلق بالمشاهير من نزلاء الفندق ويسهّل لهم مهمتهم في التقاط الصور التي يريدونها.

وصل "موريس" إلى باريس وبدأ بالتردد على "فندق ريتز" وشرب بعض الكؤوس في الأماكن التي يتواجد بها "هنري بول". وعندما أصبحت سحنته – بعد أيام – مألوفة "لرجل أمن الفندق"، دعاه مرة في "البار" الى كأس من الخمر، فلم يخلف له "هنري بول" دعوة.
تحدّث الرجلان عن بعض الأمور العامة، وأسرّ "هنري بول" إلى "موريس" – بتحريض من هذا الأخير – بأن "النزلاء العرب" و"السعوديون" منهم خصوصاً مزعجون ومتطلّبون جداً، في حين أبدى احتراماً وتقديراً للنزلاء اليهود.
في اللقاء الثاني والثالث أخبر "هنري بول" محدثه بهواياته المكلفة من "سيارات السباق" إلى "الطائرات الخفيفة"، فاغتنم "موريس " الفرصة وعرض عليه أن يعمل مع "شركة" توفر له هذا جميعه إذا قام بإفشاء بعض المعلومات عن أشخاص بعينهم، وعما يقومون به في ردهات "الريتز".
بدا الأمر واضحاً "لهنري بول" عن طبيعة المهمة التي يدعوه إليها "موريس"، فحاول التمنّع قليلاً. هنا قال له "موريس" بأنه من المعروف لديه أن "هنري بول" يتقاضى "رشاو" من المصورين لقاء "تسهيل عملهم"، فلماذا يمنع عن نفسه مبالغ أكبر بكثير لقاء بعض المعلومات الصغيرة؟

وقع "هنري بول" في حيص بيص، وتداولته المخاوف. فلو لم يقبل عرض "موريس"، فإن هذا الأخير قد يشي بموضوع "رشاوي المصورين" إلى إدارة الفندق، الأمر الذي سوف يقوّض ثقة الإدارة به، بل وقد تتم ملاحقته قانونياً. أما لو قبل عرض "موريس" فمعنى هذا أنه تحوّل إلى "جاسوس للموساد الإسرائيلي"، والخدمات سوف تجر الخدمات، والمعلومات الصغيرة اليوم سوف تعقبها معلومات خطيرة غداً، ولسوف يفقد "رجل أمن الفندق" سلطته على مجريات الأحداث، ويصبح مجرد "عبد المأمور"؛ خادم لمؤسسة لا يعرف غاياتها ولا أهدافها.

سأل "هنري بول" محدّثه عن المبلغ الذي يريدون دفعه، ولكن "عرض موريس" بدأ يقلقه. "موريس" بدوره بدأ يضغط على أعصاب "هنري بول" في الأيام التالية من خلال تعمده التواجد في "الريتز". ولما كان "هنري بول" محباً "للخمر" فإن الكأس لم تعد تفارق برنامجه اليومي، بل أصبح بحاجة للمهدئات كي ينام وجرعات الكحول المتواصلة كي يتابع عمله اليومي.

كان "الموساد" على علم بالضغط النفسي الذي يعيشه "هنري بول". وفي ظروف عادية فإن "الموساد" يرفع يده عن هؤلاء الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل الضغط النفسي ويمضون نحو الانهيار. ولكن "رئيس الموساد" في زمن هذه الأحداث كان الجنرال "داني ياتوم"، الذي مثّل له تجنيد عميل في "فندق ريتز" هدفاً تاريخياً يستطيع أن يفاخر به. لذلك تابع "موريس" الضغط على أعصاب "هنري بول" حتى يوم الأحد 31 آب\أغسطس 1997.
ففي الساعة الواحدة و58 دقيقة صباحاً، تلقى "موريس" مكالمة من "عميل صغير" للموساد في الشرطة الفرنسية يقول بأن سيارة مرسيدس ارتطمت، قبل ساعة من الزمن، بعمود من الباطون في "نفق ألما الباريسي"، وأدى ارتطامها الى مصرع ركابها الثلاثة: "الأميرة ديانا" وخليلها "دودي الفايد" وسائقهما "هنري بول" الذي كان يقود السيارة بسرعة كبيرة (فيما بعد سوف يظهر بأن السكر كان قد تعتعه).

واسلموا لي
العلماني


05-28-2007, 10:37 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة العلماني - 05-20-2007, 10:19 AM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة العلماني - 05-20-2007, 10:21 AM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة Deena - 05-20-2007, 02:57 PM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة بسمة - 05-22-2007, 12:00 PM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة Arabia Felix - 05-22-2007, 12:56 PM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة سيناتور - 05-22-2007, 09:09 PM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة العلماني - 05-22-2007, 09:50 PM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة العلماني - 05-28-2007, 10:37 PM
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة بسمة - 05-29-2007, 06:10 PM,
على هامش الصفحات ...!!! - بواسطة طنطاوي - 05-29-2007, 07:25 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  على هامش النقاش yahoo person 1 438 12-20-2009, 11:39 PM
آخر رد: السكرتير التنفيذي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS