مشكلة الليبراليين العرب مركبة!

فهم أخذوا من الحضارة والتنوير الغربي مظاهره، وتركوا جوهره...

القصد الحواري في هذا الموضوع وأشباهه معدوم، لأن عنوان الموضوع ينبيك عن نوايا كاتبه، فليست النوايا دائما مكتومة كما هو الأصل بها، وإنما المجاهرون حالهم كما قال باريهم: قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر!

نعم وألف نعم للحوار مع الجميع داخليا في الوسط الإسلامي والعربي وخارجيا مع الأوساط الغربية والشرقية...

لكنه يخيل لي أحيانا أننا يمكننا أن نجد ألف قاسم مشترك مع الخارج بكل أطيافه، بينما نعدم آلية تواصل مع بعض بني جلدتنا ممنا يرموننا بدائهم وينسلون...

قبل أن يحدثنا البعض عن جارودي وانفتاح الغرب للحوار عليه أن يراجع الأسباب ذاتيا قبل أن يرمي كل مشكلاته على مشجب المخالف من بني جلدته!

في الغرب توافق القوم على حد معين من الاحترام المتبادل، لدرجة أن الغربي يحترم أخاه في قضايا كالهولوكوست والعنصرية والديمقراطية فلا يمارس حريته خارج هذه الأطر...

ثمة خطوط حمراء لدى الغربي يراعيها بشكل عام أقصى اليمين وأقصى اليسار...

وثمة تجاوزات واستفزازات متعمدة لا تحمل قصدا حواريا في الشرق وإنما هدفها الإساءة المجردة!

طرح موضوع مرفوض من كل الأوساط الشعبية والدينية كمسلمة سنية تحتاج لتجلية رأي الطرف الآخر فيها بعض من هذا الاستفزاز المتعمد مهما تلون طارحه بشعارات الرأي الآخر والحوار الموضوعي وما إلى ذلك من لبوس حضاري مزيف!

هذا من جهة

من جهة أخرى -وهو جواب للأخ السياب في نفس الوقت- فإن المطروح في أصل الموضوع هنا إنما هو رأي شاذ في الوسط الإسلامي، ولا يغير من شذوذه كون صاحبه ترقى في مؤسسة دينية مسيسة حتى نال الدكتوراة وتبوأ منصبا إداريا مهما، ففي النهاية لا أعتقد أن أيا منا قد سمع باسم هذا الدكتور من قبل أن تتبرع قناتي روتانا والعربية (الليبراليتين)**** على توصيفه لنا!

وهو هو لم يجرؤ على طرح شذوذه خارج هذه المؤسسات الليبرالية، وحتى المؤسسة التي تسلق على أكتافها ليطرح قباحاته تنكرت له فما كان منه إلى أن تراجع بطريقة دراماتيكية مثيرة للضحك والأسى!

العبرة يا أخي السياب بالشارع السني ومؤسساته المعتمدة...

لن تجد في الشارع السني بطوله وعرضه مجتمعا يقر مثل هذا التصرف الشاذ، ولم يصدر عن مؤسسة علمية بما فيها الأزهر الشريف نفسه -مع كل ما أصابه من استغلال وتسييس) من يرضى بكلام هذا الدكتور النكرة...

أما أن يصبح كل من تسلق منصب رئاسة قسم شرعي أو دائرة دينية سياسية مرجعا دينيا يعبر عن رأي الأمة فذلك إزراء بحق الأمة!

في نظري أن المفتي المسيس الذي يصنعه الحاكم على عينه ليقول في حق بيغن وشامير وشارون: (فإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) لا يخرج عن إطار هذا الشذوذ الذي تبوأ سنام الدوائر الدينية السياسية ليضام الإسلام من خلاله، وليقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض: هذا هو الإسلام وهذه هي السنة!!!

إن استطعت أن تخبرني بمسلم سني واحد يؤمن بهذا المرجع فافعل وأنا لك من الشاكرين...

على أن هناك إشكال حقيقي في فهمكم لعلم الحديث لا أستطيع في هذا المقام تفصيله، غير أنني أؤكد لك أننا فقهيا لا نأخذ بكل حديث في البخاري ومسلم، بل ولا نأخذ بكل آية قرأنية، ولكن هذا الاختيار ليس اعتباطيا ومزاجيا كما يفعل بعض أهل الأهواء والفتن، وإنما هناك منهجية حديثية وفقهية يضبطها علم الجرح والتعديل والعلل من جانب، وعلم أصول الفقه وقواعد الفقه من جانب، بينما يتلاحم دور المحدثين والفقهاء في مطبخ الفتيا الإسلامي لينضج فتوى شرعية قد يستعجل بعض الأدعياء في فتياها مع أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار)

دور الفقهاء والمحدثين كدور الأطباء والصيادلة، لا يغني أحدهما عن الآخر، ولا يصلح أن يكون في مقام الآخر بديلا عنه، وغاية ما يمكن توصيف أستاذ في الحديث به أنه صيدلي ينتحل مهنة الطب بلا مؤهل قانوني

واسلموا لود واحترام:redrose:





**** وهذه هي رسالة اللبرلة العربية للأسف، إثارة النعرات الداخلية والفتن، ولو في نبش كل شاذ ومنحرف ليعطوا انطباعا مشوها عن الأمة كلها!!