طيف:

أنتَ قطعا لست عراقيا، و هذا يجعلك بلا حق بمحاكمة شأن عراقي معقد على عكس ما تظن. فاولا، الأكراد هم مجموعة من القبائل الفارسية التي أمتدت على رقعة جغرافيّة معينة في أواخر القرون السبعة الأخيرة، و لهذا فهم أمّة مستحدثة تحاول جاهدة أن توفر العوامل التأريخية و السياسية و العسكرية لغرض وجودها على باقي الأمم، و هو شأن كل الأمم الحديثة أو التي تفرض نفسها على وسط أكبر كما تفعل إسرائسل مثلا. ليس غريبا إذن أن يستعين الأكراد بالإسرائيلين في الستينات و الوقت الحاضر، أو بالإيرانيين في الحرب العراقيّة الإيرانية، فالكردي يستفيد من الإسرائيلي (خبرات و تثقيف إستيطاني و أغتصابي) بمجال الصراع الطويل الأمد، لأن الإسرائيلي حقق نجاحا مرموقا بهذا، لاسيما و أن الأكراد حصلوا على ذات خطوات تأسيس إسرائيل، فهم حصلوا على وعدهم بتأسيس دولة قومية لهم كما اليهود، و هم الذين وعدوا الواهدين بأنهم سيكون الذراع الأمينة التي ترعى وجودهم بالمنطقة. السبب طبعا أن الأكراد يعتبرون أنفسهم "آريين"، أي أنهم أقرب للغرب منهم للشعوب العربية المتخلفة برأيهم.

و هنا مشكلة، لأن هذا بالذات يتضارب مع الأكاذيب التأريخية حول علاقة الأكراد بالميديين و الآشوريين الذين هم "ساميو" العرق و هم قبائل بابلية قديمة توسعت شمالا بلاد مابين النهرين، و هكذا نجد التضارب العميق بين الكذب الكردي و محاولة التشبث بالتأريخ للفوز بأرض لاحق لهم بها. تماما كما يفعل يهود اليوم بناء على أساطير تأريخية و دينية مزيفة. و دينيّا، الأكراد يمقتون الإسلام لأنه أتى عن طريق شخص عربي، و أغلبهم بلا فهم أو إكتراث للإسلام، و التقاليد القبلية القديمة هي السائدة فلا تعتقد أنك تتحدث عن "سنّة" مظلومين كما قد يملي عليك عملاء الفكر السلفي المناصر لأي هزيمة للعرب وفقا لتوجيعات عليا تصل حكومة الملوك السفلة.


طبعا، أنا أقوم بحوث مطولة لإكمال هذه النظرية التي لا أراها إلا صوابا، و التي تحدث عنها كثير من المؤرخين العراقيين و العرب الأكثر تخصصا، إلا أن الواقع يشهد طمس هذه الأصوات دوما. و إن رأيتني أختصر ردودي بسطور، فذلك لأنني "قرفان" بحق.

و بالمناسبة، فمصطلح "إسرائيل الثانية" ليس غبيا أو مجازيا أو عاطفيا كما تظن، بل هو مصطلح دقيق جدا جدا، و مدروس جدا إذ يعكس مدى قوة المثقف العربي و مدى بعده عن الشريحة الشعبية (للأسف) أيضا، بعد أن أسيء فهم المصطلح.

لذا... حبا بالجحيم.. لا تجعلني أكتب ردا أحرك دماغي لأجله، لنني بحالة قرف تام و لا أريد أن يُزعج مزاجي.