Array
مداخلة بسيطة بالموضوع : برأيي أن رحيل فرج فودة على يد أتباع الفكر الظلامي المتوحش والهمجي غير الإنساني كان له جانبان :
.......................................
الجانب الثاني : جانب إيجابي ويتمثل في توضيح حقيقة الوضع بين الفكر التنويري والفكر الظلامي وأن المعركة في أساسها ليست معركة أفكار وأفكار بل معركة أفكار وبنادق آلية ومتفجرات وسيوف وجنازير أصولية عمياء .. وهذا الجانب الإيجابي الذي توجه استشهاد البطل بسبب أفكاره ألهم الكثيرين بروح الشجاعة وجعلهم أكثر إصرارًا على المضي قدمًا تجاه التنوير ومحاربة أفكار السائرين خلفًا ..
فرج فودة يا سادة يثبت لي أن مصر بخير رغم كل الظلام الذي يجتاحنا , وبعد رحيله بخمسة عشر عامًا أرى الأوضاع في تغير خصوصًا بعد انفتاح العقول أكثر من ذي قبل بفضل الانترت وسهولة الاتصال والتواصل , وأكاد أجزم أنه بعد خمسة عشر عامًا أخرى يمكن أن يتغير الوضع كثيرًا كثيرًا وسيتعرى هذا المسخ البشع المسمى بالفكر الأصولي أكثر وأكثر ..
[/quote]
الأخ العزيز رائف .(f)
أحييك على تقدير صحيح و مشاعر نبيلة .
لا أشك مطلقا أن المعركة ليست بين أفكار و لكن بين الفكر و اللافكر ، بين القلم و الخنجر بين العقل و التجهيل ، بين الإنسانية و الهمجية ، بين الوعي الإنساني و الوعي المضاد ، إن هناك جيل عربي و مصري قد تم اختطافه ، وصار مرتهنا داخل الجب الوهابي العميق ، لقد تخلينا عن واجبنا تجاه جيل جديد أسلمنا عقله لفقهاء البول و الرضاعة و الذبابة و الضب و الجراد ، حتى آمنوا بالتقاليد البدوية دينا ، حيث تصلب الحياة و تمزق الفضيلة و يفحش في الحقيقة كل يوم ، إن السعودية التي تركنا أنفسنا لنصبح ملحقا ثقافيا بها هي آخر من يصلح ليكون رائدا ثقافيا لأحد ، فتاريخيا لم تعرف السعودية المجتمع المدني ، ولا تمتلك رصيدا من الليبرالية الثقافية و السياسية ، و لذا كانت بثروتها الضخمة الممول الأكبر للأصوليين العرب ، فمنها تدفقت الدماء في عروق التنظيمات المتأسلمة ، ومن فائض مدخراتها تم شراء الرصاص لاغتيال المثقفين و السياح و تصفية الأقباط في مصر و الشيعة في العراق ، ثم أصبحت الملاذ الآمن لكل المتطرفين حتى تحولت سهامهم لاحقا إلى قلب المجتمع السعودي نفسه ، ومن العجيب أنهم في السعودية الآن يلومون الدول العربية خاصة مصر بأنها دفعت الإخوان و الجهاديين إلى الهجرة إليها فنشروا فيها الأفكار الضالة المنحرفة !.
إن التبشير باليأس الذي يتفضل به دعاة الأصولية و عرابيها لا يجب أن يزيدنا إلا إصرارا ، فالنهر الكبير ليس سوى مجموعة من قطرات الندى ، و كذلك الجبل الشاهق ليس سوى حبات الرمال .
إن الحرية تنتصر في كل مكان في العالم ولن نكون استثناءا .
و دمتم لخالص مودة .